مقالات الكتاب أمس, 21:35 | --


الحوار بين بغداد وأربيل... جهود لاحتواء الأزمة ومبادرات لتهدئة التوتر

د.عدالت عبدالله- السلیمانیة

تشهد العلاقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد توتراً ملحوظاً منذ قرار المحكمة الاتحادية العليا القاضي بإلغاء العقود النفطية التي كانت تبرمها حكومة الإقليم بشكل منفرد، الأمر الذي أدى إلى وقف تصدير النفط ومن ثم تعطيل صرف رواتب موظفي الإقليم، ما عمّق الأزمة المالية والسياسية بين الطرفين.

جاء هذا القرار في إطار سعي الحكومة الاتحادية لإعادة تنظيم إدارة الموارد النفطية وفقاً للدستور العراقي، في وقت وصف فيه مراقبون هذا الإجراء بأنه قانوني من حيث الشكل، لكنه أثار تداعيات اجتماعية واقتصادية صعبة داخل الإقليم، لا سيما فيما يتعلق بالرواتب التي تعد عصب الاستقرار المعيشي لمئات الآلاف من المواطنين.

الاتحاد الوطني يتحرك في أكثر من اتجاه

في خضم هذه الأزمة، تحرك الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الأحزاب السياسية الرئيسية في الإقليم، عبر مختلف مفاصله الحكومية والتشريعية في بغداد وأربيل، في محاولة لتقريب وجهات النظر والبحث عن مخارج واقعية للأزمة. وبرز في هذا السياق دور رئيس الاتحاد الوطني، بافل جلال طالباني، الذي أطلق سلسلة مبادرات تهدف إلى تخفيف التوتر واستئناف الحوار بين الجانبين.

تشير مصادر سياسية إلى أن الاتحاد الوطني يعتمد في تحركاته على مبدأ الحوار والتفاهم الدستوري كأساس لحل الخلافات، ويعارض بشدة اللجوء إلى التصعيد السياسي أو الاعتماد على الحلول الأحادية، نظراً للطبيعة المركبة للنظام الاتحادي العراقي، الذي يتطلب شراكة وتنسيقاً مستمرين بين المكونات.

أولوية للحوار وتفادي الخيارات الصفرية

وفي ظل غياب الاحتياطي النقدي الكافي لدى حكومة الإقليم، تزداد الضغوط لإيجاد حلول عاجلة، حيث لا يُستبعد أن يُطلب من حكومة الإقليم تقديم تنازلات في بعض الملفات، في مقابل ضمان تدفق الرواتب وتحقيق قدر من الاستقرار المالي. وتشير تقديرات سياسية إلى أن التمسك بالحوار حتى اللحظة الأخيرة، وتغليب لغة التفاهم، هو الخيار الواقعي الوحيد لتفكيك الأزمة.

وتبرز هنا الحاجة إلى توحيد الموقف الكردستاني إزاء القضايا الجوهرية، خاصة في العلاقة مع بغداد، بما يضمن تحقيق مكاسب سياسية ومالية للإقليم، مع الحفاظ على النظام الاتحادي كإطار دستوري جامع.

بافل طالباني.. شخصية تحظى بالقبول في بغداد

على الصعيد السياسي، أظهرت التطورات الأخيرة أن الرئيس بافل جلال طالباني يمثل شخصية سياسية تحظى بقبول في بغداد، ويُنظر إليه على أنه قادر على مواصلة نهج والده الراحل، الرئيس مام جلال طالباني، في إدارة الحوار وبناء التوافقات.

وتشير الأوساط السياسية إلى أن المبادرات التي يقودها الرئيس بافل طالباني لحل الخلافات بين الإقليم والحكومة الاتحادية تنسجم مع روح الاعتدال السياسي التي تميز بها والده، والتي كانت أساساً في بناء جسور الثقة بين مختلف الأطراف العراقية خلال العقود الماضية.

نحو شراكة بناءة

مع تعقّد المشهد السياسي والمالي، تتجه الأنظار إلى مآلات الحوار الجاري بين أربيل وبغداد، وسط دعوات متزايدة للابتعاد عن الصراعات الحزبية الضيقة والعمل على توحيد الصف الكردي، وترسيخ علاقات شراكة فعالة مع بغداد، وفقاً لمبدأ احترام الدستور والتزامات النظام الاتحادي.

ويرى مراقبون أن نجاح هذه الجهود لا يعتمد فقط على الإرادة السياسية، بل أيضاً على قدرة الأطراف على تقديم تنازلات متبادلة، والانطلاق من المصالح العليا للمواطنين، بعيداً عن الحسابات الحزبية قصيرة المدى.

ضغط شعبي يدفع نحو الحل

في موازاة التحركات السياسية، واجه الاتحاد الوطني الكردستاني ضغوطاً متزايدة من الشارع الكردي، لا سيما من موظفي القطاع العام الذين تضرروا بشكل مباشر من تأخر الرواتب وتفاقم الأوضاع المعيشية. وأكدت مصادر محلية أن مطالب المواطنين تركزت على ضرورة تحمّل القوى السياسية، وعلى رأسها الاتحاد الوطني، مسؤولياتها في التفاوض الجاد مع بغداد، واتخاذ خطوات عملية للحد من الأزمة المالية.

هذا الضغط الشعبي دفع قيادات الاتحاد إلى تكثيف جهودها عبر قنواتها السياسية في بغداد وأربيل، والتأكيد على أهمية التهدئة والانخراط في حوار بنّاء يُفضي إلى حل دائم يضمن رواتب الموظفين ويحفظ الوضع الاقتصادي في الإقليم من الانهيار.

أهم الاخبار

إيران توافق على عقد جولة مفاوضات جديدة مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا

بغداد اليوم- متابعة أفاد التلفزيون الإيراني، مساء الأحد (20 تموز 2025)، بأن طهران وافقت على عقد جولة مفاوضات جديدة مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وذلك استجابة لطلب أوروبي. وبحسب التلفزيون الرسمي، فان التوقعات تشير إلى أن الجولة الجديدة من المفاوضات مع

أمس, 23:55