بغداد اليوم – بغداد
حذّر النائب مختار الموسوي، اليوم الاثنين (14 تموز 2025)، من استمرار ما وصفه بـ”نزيف الجنوب”، في إشارة إلى التصاعد المقلق لعمليات القتل والثأر العشائري في عدد من المحافظات الجنوبية، داعياً إلى تحرك عاجل ومراجعة شاملة لإنهاء هذه الدوامة الدامية.
وقال الموسوي في تصريح لـ”بغداد اليوم”، إن “الجنوب يئنّ تحت وطأة القتل المتكرر والنزاعات العشائرية التي باتت تهدد الأمن المجتمعي وتنسف ركائز السلم الأهلي”، مبيناً أن “ثلاثة أسباب جوهرية تقف خلف هذا النزيف المتواصل، أولها ضعف بعض المسارات الأمنية، وثانيها غياب تطبيق القانون لحسم الخلافات، وثالثها تمسك بعض النخب العشائرية بلغة السلاح بدلاً من الحوار”.
وأشار إلى أن “تراكم هذه العوامل أسهم في تصاعد وتيرة العنف، وتحول بعض المناطق إلى بؤر دائمة للتوتر والاقتتال، في ظل غياب المعالجات الجذرية”.
وشدد الموسوي على أن “ما يجري يتطلب مراجعة أمنية واجتماعية عاجلة للمناطق التي تشهد تكراراً للعنف، يتبعها قرارات تنفيذية صارمة تعيد هيبة الدولة وتطمئن المواطن”، مؤكداً أن “الأمن خط أحمر، ولا يمكن السماح بتحويل النزاعات الفردية إلى دوامة دامية تهدد الجميع”.
وختم بالقول: “الوقت حان لكسر دائرة الدم، وتقديم القانون على السلاح، لأن بقاء الحال على ما هو عليه يعني مزيداً من الضحايا ومزيداً من الخراب”.
وتشهد بعض المحافظات الجنوبية في العراق، لاسيما ميسان وذي قار والبصرة، خلال السنوات الأخيرة تصاعداً مستمراً في النزاعات العشائرية وعمليات الثأر والقتل، التي باتت تُسجّل بوتيرة مقلقة دون حلول جذرية تذكر. وغالباً ما تتسبب خلافات بسيطة – تتعلق أحياناً بنزاعات على الأراضي أو مشاكل اجتماعية – بتطورات دموية نتيجة للجوء بعض العشائر إلى السلاح بدلاً من المؤسسات القانونية.
هذا المشهد تزامن مع ضعف واضح في بعض القطاعات الأمنية، وعدم قدرة القوات المحلية أحياناً على التدخل أو حسم النزاعات في وقتها، فضلاً عن تردد بعض الجهات العشائرية النافذة في الانخراط بجهود حقيقية لنزع فتيل الأزمات، أو الالتزام بأحكام القانون.
وقد حذر العديد من النواب والمراقبين خلال السنوات الماضية من خطر تحوّل هذه الظاهرة إلى تهديد بنيوي للسلم المجتمعي، خاصة في ظل غياب منظومة فعالة للعدالة العشائرية المدعومة من الدولة، ما يجعل مناطق كاملة رهينة لتوازنات القوة والنفوذ المسلح.
بغداد اليوم - نزاع عشائري مسلح يتسبب بقطع الطريق الرابط بين البصرة وميسان يتبع