ملف فلول الأسد داخل العراق يطفو مجددًا وسط تحفّظ حكومي وتفسيرات متباينة

بغداد اليوم – بغداد

تُظهر القراءة العسكرية المتوفرة أن العراق يتعامل بتحفّظ واضح مع ملف الوجود السوري داخل أراضيه، دون أن يُبدي انخراطًا مباشرًا في أي تنسيق عسكري مع دمشق، لا سيما في ما يخص ملاحقة عناصر يُتهمون بالارتباط بنظام الأسد. ووفق تقدير خبير عسكري، فإن الوجود الحالي لعناصر سورية داخل العراق يخضع لرقابة حكومية مشددة، ولا يتعدى كونه إيواءً مؤقتًا لأغراض إنسانية وأمنية، بعيدًا عن أي نشاط عسكري أو دعم لوجستي.

هذا التحفّظ ينعكس في ظل تصاعد الاتهامات بشأن وجود عناصر سورية مسلحة داخل العراق، فيما تلتزم بغداد الصمت الرسمي، مكتفية بضبط التحركات على الأرض دون إصدار مواقف معلنة حول طبيعة العلاقة الأمنية مع دمشق.

قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد جواد الدهلكي، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "بعض أفراد الجيش السوري تم إجلاؤهم مؤقتًا بطلب من قادتهم، وتم إيواؤهم داخل معسكرات تحت إشراف الدولة العراقية، وتحديدًا في معسكر أشرف"، مشددًا على أن "لا توجد أي تهيئة لعمل عسكري مع الجانب السوري، ولا يوجد أي دعم عسكري أو لوجستي، والدليل أن المعسكر يقتصر على أماكن مبيت وقاعات محاضرات ويخضع لرقابة مشددة".

وأوضح الدهلكي أن "الفصائل الموجودة داخل العراق لا تقوم بأي نشاط عسكري، وهدفها حاليًا هو إصدار عفو من النظام السوري والعودة إلى حياتهم الطبيعية والاندماج في المجتمع السوري مجددًا".

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أشار إلى أن "لا وجود في الوقت الحالي لأي اتفاق يخالف العلاقات بين البلدين، رغم وجود لقاءات رفيعة المستوى تهدف إلى إرساء تفاهمات جديدة تُعيد ضبط العلاقات على أساس مشترك".

وأضاف أن "أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبي في سوريا حاليًا، من الأيغور والقوقازيين، كانوا قد دخلوا إلى العراق خلال الحرب ضد داعش، وغالبهم شارك في معارك داخل البلاد"، مؤكدًا أن الملف لا يزال قيد التنسيق الأمني دون تحركات عسكرية مشتركة.

وتشهد العلاقات بين العراق وسوريا تحولات حذرة، وسط مساعٍ لتثبيت التنسيق الأمني بعيدًا عن الانخراط في صراعات داخلية أو اصطفافات إقليمية جديدة. وبحسب مراقبين، تُظهر بغداد حرصًا على التزامها بالمواثيق الدولية، مع الإبقاء على مسافة من الأزمة السورية التي ما زالت مفتوحة على احتمالات متعددة.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات