بغداد اليوم - بغداد
علّق الباحث في الشأن السياسي والأمني ياسين عزيز، اليوم الأربعاء (2 تموز 2025)، على التصريحات المفاجئة للواء رحيم صفوي، مساعد قائد القوات المسلحة الإيرانية، والتي حذّر فيها إقليم كردستان من "أي تحرك أمريكي ينطلق من أراضيه تجاه إيران"، معتبراً ذلك تهديداً لسيادة العراق، ومحاولة إيرانية لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج.
شكرٌ ينقلب إلى تهديد
وقال عزيز في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "تصريح صفوي جاء مفاجئًا وغريبًا، خاصة أنه تزامن مع شكر رسمي قدمته إيران للإقليم بعد الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، نتيجة التزامه بعدم السماح بأي تحركات معادية من أراضيه تجاه إيران".
وأوضح أن الإقليم "لعب دورًا محوريًا في تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين بغداد وطهران، من خلال تحجيم حركة الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، والالتزام ببنود الاتفاق"، مشددًا على أن "التهديد لإقليم كردستان هو تهديد مباشر للعراق ككل، لأنه يمسّ أمنه وسيادته واستقراره".
تصريحات متناقضة.. وذاكرة إيرانية انتقائية
تأتي تصريحات صفوي في سياق اعتاد فيه بعض المسؤولين الإيرانيين – بحسب الباحث – على تصدير الأزمات الداخلية لخصوم خارجيين، من خلال "اتهام أطراف أخرى بالتآمر"، وهو ما وصفه عزيز بأنه "أسلوب انكشف زيفه سابقًا ولا يصمد أمام الحقائق الميدانية والسياسية".
وأشار إلى أن طهران أبدت في الأشهر الماضية ارتياحًا لمستوى التنسيق الأمني مع حكومة الإقليم، كما استقبلت عدة وفود كردية رفيعة ناقشت ملفات الحدود، واللاجئين، والمعارضة الإيرانية المسلحة، ما يجعل تصريح صفوي خارجًا عن النسق الطبيعي للعلاقات.
العلاقات الكردية-الإيرانية.. بين التوازن والانزعاج
رغم تصاعد وتيرة القصف الإيراني في السابق على مناطق حدودية بحجة استهداف جماعات كردية معارضة، إلا أن حكومة إقليم كردستان نجحت في تهدئة التوترات عبر الالتزام بالاتفاق الأمني الموقع في أيلول 2023، والذي ينص على تفكيك مقرات المعارضة، ونقلها بعيدًا عن الحدود الإيرانية.
وقال عزيز: "لا أتصور أن تصريح صفوي سيؤثر فعليًا على العلاقة بين طهران وأربيل، التي تشهد تطورًا إيجابيًا واتصالات مستمرة على أعلى المستويات"، لكنه حذر من "الرسائل السياسية التي قد تُفهم في بغداد وكأن الإقليم يُعامل ككيان منفصل، في حين أنه جزء لا يتجزأ من الدولة العراقية".
خيوط الحرب الباردة بين طهران وأربيل؟
يرى مراقبون أن التصريحات الإيرانية المتناقضة تجاه الإقليم تعبّر عن تباين داخلي في طهران بين جناحين: أحدهما دبلوماسي يسعى لتثبيت الاستقرار على حدود كردستان، وآخر أمني-عسكري يتعامل مع الملف من زاوية الشك والتهديد. ويُعتقد أن الموقف الحالي يعكس ارتباكًا إيرانيًا داخليًا بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ومحاولة لفرض معادلات ردع استباقية في الإقليم.
في كل الأحوال، يشير تصريح صفوي إلى أن إقليم كردستان – رغم التطمينات – ما يزال في مرمى "النيران غير المباشرة" للسياسة الإيرانية، وسط توازن حساس بين المصالح المشتركة ومخاوف طهران الأمنية.
بغداد اليوم – متابعة أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، مساء اليوم الأربعاء (2 تموز 2025)، أن حزب الله لا يواجه إسرائيل كمجرد "محتل"، بل كـ"خطر استراتيجي" يهدد فلسطين ولبنان والمنطقة بأكملها، مشددًا على أن الحزب لن يتنازل عن حقه،