بغداد اليوم – بغداد
رغم الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية في إيران، إلا أن خبير أمني يرى أن جوهر البرنامج النووي الإيراني لا يزال بعيداً عن متناول الهجمات، مؤكداً أن “مثلث الصناعة النووية” ما زال قائماً بكل أركانه.
وقال الخبير في الشؤون الأمنية، صادق عبد الله، في حديث لـ”بغداد اليوم”، الأحد (22 حزيران 2025)، إن “الضربة الأمريكية لم تصب إلا الجدران والمنشآت الخارجية، فيما بقيت الركائز الأساسية للبرنامج النووي الإيراني على حالها دون ضرر يُذكر”.
وأوضح عبد الله أن “البرنامج النووي في أي دولة يعتمد على ثلاث ركائز مركزية، هي العلماء، واليورانيوم، وأجهزة الطرد المركزي”، مشيراً إلى أن “هذه الأركان لا تزال متوفرة لدى إيران، بل وتُعدّ في حالة وفرة، ما يعني أن استهداف بعض المواقع لن يكون مؤثراً على نحو حاسم في المدى القريب”.
وأضاف أن “تعدد مواقع المفاعلات النووية الإيرانية، الممتدة على مساحة جغرافية واسعة، يكشف حجم التراكم العلمي والتقني الذي حققته طهران”، لافتاً إلى أن “ارتفاع نسب تخصيب اليورانيوم خلال السنوات الأخيرة زاد من حدة المخاوف الدولية، لكنه في الوقت ذاته يعكس عمق القدرات التي وصلت إليها الجمهورية الإسلامية”.
وأشار إلى أن “نتائج الضربة الأمريكية لم تُعلن بتفصيل حتى الآن، لكن المؤشرات الأولية تفيد بأن الأضرار لم تمس جوهر البرنامج، بل اقتصرت على البنى التحتية الخارجية”، مؤكداً أن “إيران اليوم تمتلك قدرة إنتاج وإدارة المفاعلات بشكل مستقل، وهو أمر نادر في المنطقة”.
واختتم عبد الله حديثه بالقول: “قد تدفع هذه التطورات طهران إلى تسريع خطواتها في تطوير البرنامج النووي، بالتوازي مع تعزيز التنسيق مع حلفائها، لمواجهة التصعيد الغربي الذي يبدو أنه لم يبلغ أهدافه حتى اللحظة”.
ونفذت الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، في محاولة للحد من قدرات طهران النووية المتنامية، والتي أثارت قلقاً متزايداً لدى المجتمع الدولي، خصوصاً بعد تجاوز إيران نسب التخصيب المسموح بها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ورغم هذه الضربات، تُظهر المؤشرات أن إيران تمكنت من بناء بنية تحتية نووية واسعة ومتشعبة، يصعب القضاء عليها بضربة واحدة. وقد استفادت طهران من سنوات من تراكم الخبرات العلمية وتطوير التقنيات النووية، إلى جانب إنشاء منشآت تحت الأرض يصعب اختراقها، ما يعزز من قدرتها على الاستمرار في تطوير برنامجها النووي رغم الضغوط.
يذكر أن إيران تؤكد أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي، في حين تبدي الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تخوفاً من احتمالية تحوله إلى أهداف عسكرية، وهو ما دفعها مراراً إلى فرض عقوبات ومحاولات دبلوماسية وعسكرية لكبحه.
بغداد اليوم – ترجمة في واحدة من أكثر العمليات العسكرية جرأة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979، كشفت صحيفة Axios الأمريكية، تفاصيل دقيقة عن كواليس اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار قصف المنشآت النووية الإيرانية، في عملية أُطلق عليها