ملفات خاصة اليوم, 00:49 | --


الرد الإيراني يرسم خريطة الصراع المقبل.. هل بدأ العد التنازلي للحرب الكبرى؟

بغداد اليوم - بغداد

بين ليلٍ مضطرب وصباحٍ ثقيل بالحسابات، دخلت المنطقة مرحلة جديدة من الترقب والاشتعال، مع انطلاق الهجوم الإيراني واسع النطاق ضد إسرائيل مساء الجمعة (13 حزيران 2025).

وبحسب المحلل السياسي سيف الهاشمي، فإن "ما نشهده ليس مجرد ردّ عسكري، بل هو نقطة تحوّل سترسم خريطة الطريق للصراع في الشرق الأوسط"، مؤكداً أن "العالم كله يترقب بدقة عالية طبيعة هذا الرد، لأنه ستحدد مآلات الملف النووي الإيراني، والتحالفات، وحتى شكل النظام الإقليمي المقبل".

بين الرد الاعتباري والرد الرادع: مفترق الطرق


يشرح الهاشمي أبعاد الرد الإيراني قائلاً: "هناك نوعان من الردود: ردٌّ اعتباري وردٌّ رادع. الأول يحمل رسائل سياسية ويترك الباب مواربًا أمام تهدئة الملفات، مثل الملف النووي، أما الرد الرادع فيعني الدخول في مسار لا عودة فيه، لأن إسرائيل، بوصفها 'الابن المدلل' للولايات المتحدة، لا يمكن أن تقبل الإهانة أو كسر شوكتها". ويرى أن "القصف الذي نفذته طهران حتى الآن يحمل طابعًا اعتباريًا، لكنه شديد في رمزيته، وقد يكون بداية الإذن بالحرب الحقيقية".

حرب لا وقت لها... بل بمقاييس النار


يحذر الهاشمي من الانزلاق التدريجي إلى حرب إقليمية، موضحًا أن "عامل الوقت لم يعد هو المقياس في حسابات التصعيد، بل نوعية الأسلحة المستخدمة. فكلما زادت شدة التسليح وقوة الضربات، اقتربنا أكثر من حرب قد تغيّر وجه الشرق الأوسط برمّته". ويضيف: "نحن لا نرصد ساعات الرد فقط، بل مستوى الرد. فإذا ما استخدمت إيران أو إسرائيل أسلحة نوعية مدمرة، فإن الصراع سيتحول من أزمة مؤقتة إلى معركة فاصلة".

العراق في عين العاصفة: الاحتمالات والسيناريوهات


يرى الهاشمي أن العراق، رغم موقفه الرسمي الحذر، "هو الأكثر تأثرًا بما يجري، حتى لو لم يكن طرفًا مباشرًا في الحرب". ويتابع: "الاحتمال كبير بأن تدخل بعض الفصائل المسلحة المتحالفة مع طهران الحرب ميدانيًا في مناطق معينة، أو على الأقل تكون جسرًا لوجستيًا في المعركة". ويضيف: "أي ضغط إضافي على إيران قد يدفعها إلى استهداف قواعد أمريكية في العراق أو ضرب أهداف خليجية قريبة من ساحة المواجهة، وهو ما يُنذر بحرب شاملة قد تستمر أسابيع أو حتى أشهر".

أثر الحرب على الداخل العراقي: فاتورة غير معلنة


يشدد الهاشمي على أن "العراق يدفع حاليًا جزءًا من فاتورة هذه المواجهة، رغم أنه ليس له فيها ناقة ولا جمل"، ويشرح ذلك بالقول: "من الآن بدأنا نشهد تذبذبًا في سعر صرف الدولار، وقلقًا شعبيًا من التصعيد، وقد نواجه قريبًا أزمة اقتصادية وأمنية خانقة في حال توسع المواجهة، أو استُخدمت الأراضي العراقية في أي ضربات متبادلة".

خاتمة مفتوحة: الردع أو الانفجار؟

وفي ختام حديثه، يوجّه الهاشمي رسالة صريحة للغرب: "على الإسرائيليين والأمريكيين أن يعوا جيدًا أن ما حدث يوم الجمعة أعطى انطباعًا بأن إيران متماسكة – شعبًا وجيشًا وحكومة – وأن هناك تصميمًا على الردع. وهذه رسالة سياسية وعسكرية معًا: لسنا أمام لحظة تهدئة، بل أمام مفترق حاسم، نسأل الله أن تكون عاقبته خيرًا، لكن كل المعطيات تشير إلى أن المنطقة على شفا تحوّل كبير".

أهم الاخبار

وزارة الخارجية تخصص أرقاماً للتواصل المباشر مع المواطنين العراقيين في إيران

بغداد اليوم - بغداد أعلنت وزارة الخارجية، اليوم السبت (14 حزيران 2025)، عن تخصيص أرقاماً للتواصل المباشر مع المواطنين العراقيين في إيران. وذكرت الوزارة في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أنها "تعلن عن تخصيص أرقام طوارئ في سفارة جمهورية العراق

اليوم, 14:38