سياسة اليوم, 12:34 | --


المال السياسي يفتّت الكتل ويهز الاستقرار الانتخابي.. خطر خفي يتسلل إلى صناديق تشرين

بغداد اليوم - بغداد

في وقتٍ تُكثّف فيه الكتل السياسية تحضيراتها للانتخابات التشريعية المقبلة، بدأت بعض التحالفات تشهد تصدّعات لافتة، وانشقاقات متسارعة لا تبدو، كما يروّج البعض، مجرد خلافات شخصية أو تنافسات داخلية. بل تشير المعطيات إلى أن هناك متغيرًا أكثر خطورة يتسلل خلف الكواليس: المال السياسي.

ووفق ما أكده الباحث السياسي رياض الوحيلي لـ"بغداد اليوم"، اليوم الاثنين (23 حزيران 2025)، فإن موجة الانسحابات الأخيرة لا يمكن فصلها عن تأثير المال، الذي بات عاملًا حاسمًا في إعادة رسم المشهد الانتخابي، بطريقة تُهدد تماسك الكتل، وتُربك قواعد المنافسة العادلة.


تفكيك التحالفات.. حين يتحوّل المال إلى أداة خفية للضغط

يرى مراقبون أن تفكك بعض الكتل، وتحوّل بعض الشخصيات إلى كيانات أخرى أو خوضها السباق منفردة، لم يكن نتيجة خلافات في البرامج أو الرؤى، بل بفعل ضغوط مالية مارستها أطراف نافذة تسعى لشراء الولاءات السياسية قبل انطلاق الحملات.

ويوضح الوحيلي أن المال السياسي "خطر يهدد نزاهة العملية الانتخابية والتنافس الشريف"، مشددًا على أن بعض التحالفات باتت عرضة للاختراق المالي المنظم، ما يضع علامات استفهام كبيرة على مدى قدرة القانون والمؤسسات على حماية النظام الديمقراطي من التلاعب الخفي.


المال و"إثارة الفوضى الاجتماعية".. فصل جديد في هندسة الانتخابات

الأخطر من مجرد شراء الذمم، وفق تحذيرات الوحيلي، هو استخدام المال كوسيلة لزعزعة الاستقرار الاجتماعي. فبعض القوى، بحسب قوله، لا تكتفي بتوجيه الناخبين عبر الإغراء المالي، بل تذهب إلى أبعد من ذلك، بمحاولة إثارة القلاقل داخل بعض المدن والمجتمعات المحلية لتغيير المزاج الانتخابي لصالحها. هذه الاستراتيجية، وإن كانت غير مُعلنة، تُظهر كيف يمكن أن يتحول المال إلى سلاح غير تقليدي في معركة الأصوات، لا يستهدف فقط المنافسين بل يهدد النسيج الاجتماعي الهش أصلًا في بعض المحافظات.


بين الغفلة القانونية وتواطؤ بعض الأجهزة.. من يحاصر المال السياسي؟

رغم خطورة ما يجري، لا تزال الإجراءات القانونية لمواجهة المال السياسي محدودة التأثير. فالتشريعات التي تمنع استخدام المال في الانتخابات، إما غير مفعّلة، أو يجري تجاوزها بطرق ملتوية لا تُمسك بها الجهات الرقابية. ويشير الوحيلي إلى أن المطلوب اليوم هو "التشديد على منع استخدام هذا المال بكل الطرق القانونية الممكنة"، معتبرًا أن مستقبل الديمقراطية الانتخابية في العراق بات مرتبطًا بمدى قدرة الدولة على تطويق هذه الظاهرة، وإلا فإن "الاستحقاقات القادمة ستكون نسخة مشوّهة من التنافس، يغيب عنها التمثيل الحقيقي وتتقدم فيها الفئات الأكثر قدرة على الدفع".


المال السياسي يعيد تشكيل السلطة قبل صناديق الاقتراع

ما يجري اليوم لا يُعد فقط خرقًا أخلاقيًا لقواعد المنافسة، بل هو اختطاف مبكر لإرادة الناخب. وإذا استمرت موجات الانشقاق المدفوعة بالأموال، وتراجعت أدوات الرقابة القانونية، فإن الانتخابات المقبلة قد تُنتج برلمانًا ممثلاً للمال لا للشعب. ولهذا، فإن المعركة ليست فقط على الأصوات، بل على المعايير التي تُبنى عليها الشرعية السياسية في بلد لم يعد يحتمل دورة جديدة من التشويه الانتخابي.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات 

أهم الاخبار

نفط البصرة: لا تأثير على الإنتاج رغم إجلاء جزئي للكوادر الأجنبية

بغداد اليوم - البصرة نفت شركة نفط البصرة ،اليوم الاثنين (23 حزيران 2025)، وجود تأثير على العمليات الإنتاجية في الحقول النفطية التابعة لها، على خلفية ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مغادرة الكوادر الأجنبية. وذكرت الشركة في بيان تلقته

اليوم, 15:51