بغداد اليوم - بغداد
خاطب زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، اليوم السبت (7 حزيران 2025)، المواطنين موجها اياهم بالمشاركة في العملية الانتخابية، موجها اياهم بأن يكونوا أصحاب قرارٍ لا مجرد أرقام في صناديق الاقتراع.
وقال الحكيم خلال خطبة صلاة عيد الأضحى وتابعتها "بغداد اليوم"، إنه "قد آنَ الأوانُ أن تُعقَدَ شراكات إستراتيجية بعيدةُ المدى بين دولنا وشعوبنا نحو إدامة الاستقرار وترسيخ السلام وكبح أي محاولاتٍ تهدفُ إلى شق الصفوف وإعادةٍ شبح الحرب وطبولها إلى المنطقة من جديد"، مشيرا الى أن "ما نمتلكُهُ من فرصٍ ومشتركاتٍ تجعلنا في مصاف الدول المتقدمة في مجالات كثيرة وفي مقدمتها الاقتصاد والتنمية المستدامة".
وأوضح، إن "هدرَ الفرص واضاعتَها تمثلُ في حد ذاتها خطراً وتهديداً لأمن بلادنا ومصالح شعوبنا، ففي الوقت الذي نُهملُ فيه خياراتنا السليمة والصحيحة، يعمل الطامعون على استغلالٍ الثغرات بيننا وإشعال فتيل الخلافات من أجل أن يزدادوا ثراءً على حساب خيراتنا، ويحلّ البؤس على حساب وحدتنا وقوتنا، لا قدر الله"، مؤكدا، أنه "لا ينقصُنا إلا التركيز على استثمار تلك الفرص والتعاضد والتعاون في بناء شعوبنا واعمار بلداننا".
وأضاف: "مقبلونَ على انتهاء الدورة البرلمانيةِ الحالية نهاية هذا العام وقد شرعت الاستعداداتُ لخوض الانتخابات البرلمانية في دورتها السادسة إن شاء اللّٰه، وهذه دلالة أخرى على تعافي النظام السياسي واستقراره في تجربة العراق الديمقراطي على امتداد أكثر من 22 عاماً"، مبينا، أن "تشكيلُ الحكومات في العراق أصبحَ يتم عبرَ صناديقٍ الاقتراع ومن خلال مشاركة واسعة من الأحزاب والكيانات السياسية الممثلة لجميع أطياف الشعب العراقي عبر نظام انتخابي مستمر ومتطور يناسبُ الضرورات السياسية والظروف التي تسهم في عدالة الترشيح والانتخاب".
وتابع الحكيم، "أننا في ظل هذا الاستقرار السياسي والنجاح الديمقراطي ما زلنا بحاجة إلى توطين ذلك الاستقرار واستدامته اقتصادياً من خلال إبعاد المؤسسات الحكومية عن الغايات الانتخابية"، موضحا، أن "العراقُ اليومَ بأمس الحاجةِ إلى مؤسسات حكومية ذات همّ خدمي وتنموي استراتيجي بعيداً عن الصراع والتنافس الانتخابي المحموم".
وأكمل، أنه "لابد أن يكونَ مدارُ التنافس الانتخابي ضمن إطار البرامج التنموية الشاملة التي تؤسس إلى تحقيق حكومة عصرية عادلة، حكومة يتم اختيارها وبناؤها بعيداً عن المال السياسي واستغلال المناصب الحكومية"، منوها على، أنه "لابد أن يكونَ نظامُنا الانتخابي حازماً وصارماً تجاهَ ذلك مهما كانت التحديات، فهذا هو السبيل الوحيد لحفظ ثقة الناخب وتمسكه بخيار الانتخابات واللجوء إلى التغيير عبر صناديق الاقتراع".
ونوه على أن "التنافسَ الانتخابيَ النزيه يجب أن يكونَ حولَ البرامج الواقعية والحلول الممكنة وليس حول الوعود البراقة والخطابات غير المسؤولة .. فصوت المواطن هو أمانة واختيارُه هو حجرُ الأساس لمستقبل أبنائِه وواجبنا جميعا أن نصونَ هذه الأمانة ونمنَع التلاعبَ بها أو مصادرتَها تحت أي ذريعة كانت"، مضيفا "نحنُ بحاجةٍ إلى ميثاقِ شرفٍ وطنيِ تتعهدُ به جميعُ الكتل السياسية بعدم استخدام المال كسلاح انتخابي، وأن تُقدمَ المصلحةُ العليا فوقَ كل اعتبار .. فمن المعيبِ أن يكونَ هناكَ سوقٌ وبورصة لشراء المرشحين والناخبين معاً، هذا سحتٌ ومالّ حرام وخيانة للوطن والشعب".
وأردف: "نحن بحاجةٍ إلى تنويرِ الرأي العام فيما يخَصُّ أزمةَ الكهرباء ونحن في خِضمّ فصل الصيف، ولابد أن يكونَ هذا التنويرُ الحكومي من أجل التكاتف والتعاونِ في مواجهة الأزمات، وليس في مدار الاستغلال وتحريض الناس"، مؤكدا، على إنَ "مواجهةَ المشكلةِ وتحملَ آثارها يعتبرُ نصفَ العلاج.. فلا نريد أوهاماً ولا أحلاماً في المعالجة، بل يجب أن توضَّح الحقائقُ أمامَ شعبنا ونعرفَ أينَ الخلل ومن يَتحملُ المسؤولية في عدم معالجةٍ جذرية لأزمة الكهرباء المستمرة في العراق، رغم تعدد الحكومات والميزانيات والخطط والأفكار، وما زلنا في كل عامٍ نقفُ أمامَ تحدياتٍ صعبةٍ ومعقدةٍ في منظومةِ الطاقة الكهربائية".
وأشار الحكيم الى أنه "يجب أن نتفق على أولوياتٍ محددةٍ يتم تجاوزُها وانجازها في كل حكومة تتشكل، وأن يكونَ ذلك هما لأية حكومة مقبلة"ـ مجددا دعوته لجميع القطاعات إلى "مساندة الحكومة نحو إعلان حالة الاستنفار الاستراتيجي لمعالجة أزمة الكهرباء بشكل جذري ونهائي، وأن لا يتوقَفَ الأمرُ عندَ الحكومة الحالية فقط، وإنما يَستمرُ لحينِ التخلصِ من هذه الأزمة الخانقة المستمرة، وعلينا المساندة في ذلك جميعاً، فمشكلة الكهرباء معقدة ومتشعبة ولا تقف عند جهة واحدة دون أخرى، وكذلك باقي الملفات، من الزراعة والموارد المائية والطاقة النظيفة وغيرها، يَجبُ أن نؤسس لحكومة أولوياتٍ تسهمُ في بناء البلد بالمتابعة والتراكم".
وتابع الحكيم في خطابه، أن "شعبُنا يستحقُ حياة كريمة تبدأ من حل مشكلة الكهرباء وتنتهي بمواكبة العالم في الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وليس ذلك أمراً صعباً على العراق ، إذا خلُصت النوايا وتكاتفت الجهود"، مخاطبا الشباب: "فهم وقودُ التغيير وأمل العراق في عبور التحديات وبناء المستقبل، أقول لهم: أيها الأحبة نعلمُ جيداً حجم التحديات التي تحيط بأحلامكم، وندرك كذلك مدى إخلاصكم لبلدكم ووعيكم بما يمتلكُهُ العراق من فرصٍ واعدةٍ، وهذا ما يجعلنا نراهنُ على شجاعتكم في أن لا تتركوا الساحةَ فارغة للفاشلين أو تركنوا لأصوات الإحباط واليأس".
وأكد، أنه "نراهنُ على وعيكم في أن لا تسمحوا لأحد بمصادرة صوتكم أو تزييف إرادتكم الوطنية، شاركوا، وراقبوا، واختاروا، وكونوا أصحاب قرارٍ لا مجرد أرقام في صناديق الاقتراع"، مبينا، أن "العراقُ لا يمكنُ أن ينهضَ إلا بكم، وبمهاراتكم وأفكاركم واندفاعكم، فلتكُن هذه الانتخابات فرصةً لأن تفرضوا حضورَكم وتفتحوا طريقاً جديداً لبلدكم الذي يستحق الأفضل".
وأختتم الحكيم: "أقولها لكم بلهجتنا العراقية (لا تضيعوها)، هذه الانتخاباتُ مصيرية في تاريخ العراق، وهي مرحلةً تأسيسية لاستدامة وترسيخ الاستقرار في بلدكم ووطنكم"، لافتا الى إن "أردتم المعاقبة أو المكافأة، فليكن ذلك عبر حضوركم الفاعل في صناديق الاقتراع واختيار من ترونه أهلا لحفظ العراق واستقراره وسيادته وازدهاره".
بغداد اليوم - بغداد تتصاعد الدعوات المحذرة من استغلال المال السياسي لشراء أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية المقبلة أواخر العام الجاري، وما لها من تأثير خطير على سمعة الانتخابات ونزاهتها من جهة، وثقة الشعب في الدولة ومؤسساتها من جهة ثانية. المختص