بغداد اليوم - الانبار
في واحدة من أخطر مؤشرات التلاعب بالعملية الانتخابية، كشف الباحث في الشأن السياسي محمد التميمي، اليوم الأربعاء (4 حزيران 2025)، عن حملة "واسعة وخطيرة" لشراء بطاقات الناخب في محافظة الأنبار، تقودها جهة سياسية نافذة بهدف إحكام سيطرتها على المشهد الانتخابي وتضييق الخناق على منافسيها السنّة، وسط تحذيرات من تغييب الإرادة الشعبية وتحويل الديمقراطية إلى سلعة في سوق النفوذ.
النفوذ مقابل البطاقة
وقال التميمي في تصريح خاص لـ"بغداد اليوم"، إن "طرفًا سياسيًا مسيطراً على الأنبار أطلق، منذ أيام، حملة كبيرة لشراء بطاقات الناخبين من المواطنين"، مشيرًا إلى أن الحملة تهدف إلى "ضمان استمرار نفوذ الجهة السياسية ذاتها داخل المحافظة خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا بعد تصاعد المنافسة من أطراف سنية أخرى بدأت تبرز بقوة في المشهد السياسي".
وأكد التميمي أن "هذه الممارسات تمثل انتهاكًا خطيرًا لنزاهة الانتخابات وتمهّد مسبقًا لتحريف نتائجها عبر التحكم بمن يملك حق التصويت ومن يُمنع منه".
استغلال السلطة لاحتكار التمثيل
وبحسب التميمي، فإن ما يجري في الأنبار "لا يقتصر فقط على استغلال المال السياسي، بل يتعداه إلى استخدام موارد الدولة ونفوذ السلطة المحلية لإحكام السيطرة على المواطنين، وحرمانهم من خيار التصويت الحر".
ولفت إلى أن "الاحتفاظ بالبطاقات حتى دون استخدامها في التصويت كفيل بإقصاء آلاف الناخبين المحتملين، وتفريغ صناديق الاقتراع من الأصوات غير المرغوب بها"، مشددًا على أن "الغاية من سحب البطاقات هي منع التصويت لأي جهة غير الجهة النافذة".
صمت الجهات الرقابية يثير القلق
التميمي دعا الجهات الرقابية إلى التحرك العاجل، محذرًا من أن "التغاضي عن هذه الظاهرة سيُفقد الثقة بالانتخابات المقبلة في الأنبار، وربما في مناطق أخرى أيضًا"، مضيفًا أن "استمرار هذه الممارسات دون تدخل من مفوضية الانتخابات أو الجهات القضائية يعني شرعنة التزوير بشكل غير مباشر، وفتح الباب أمام ثقافة انتخابية فاسدة تتعامل مع صوت المواطن كسلعة تُشترى وتُمنح حسب الولاء، لا حسب القناعة".
الأنبار تحت مجهر الانتخابات المبكرة
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تستعد فيه القوى السياسية لخوض انتخابات مفصلية، تُعد اختبارًا حاسمًا لإرادة التغيير في المناطق المحررة. ومع بروز قوى سنية جديدة تتحدى الهيمنة التقليدية، تبدو الأنبار ساحة محتدمة مبكرًا، حيث لم تبدأ الحملات الانتخابية رسميًا بعد، فيما بدأت أساليب النفوذ بالتحرك على الأرض.
وبين الصمت الرقابي واستغلال السلطة، يتحول المشهد الانتخابي في الأنبار إلى ساحة مغلقة على الصوت الواحد، مدفوعة بثمن البطاقة وبقوة النفوذ. ومع غياب المعالجات الحقيقية، تبقى الديمقراطية في خطر، والانتخابات على وشك أن تفقد معناها إذا ما أصبحت مجرّد "صفقة نفوذ" تُدار خارج إرادة الناخبين وتُحسم قبل أن تُفتح صناديق الاقتراع.
بغداد اليوم- بغداد أعربت السفارة العراقية في دمشق اليوم الجمعة (6 حزيران 2025)، عن استيائها البالغ إزاء حادثة اقتحام مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني، في دمشق يوم الثلاثاء الماضي. وذكر بيان صادر عن السفارة، تلقته "بغداد اليوم"، أن