أمن 2-06-2025, 22:28 | --


الأمن لا يُبنى بالحواجز وحدها.. العراق مدعو لتسليح دفاعاته بالعقول والتقنيات

بغداد اليوم - بغداد

في عالم يتغير بسرعة تفوق التوقعات، لم تعد الحروب تُخاض كما كانت ولم تعد الجيوش وحدها قادرة على حماية الأوطان كما في السابق، المعركة اليوم لم تعد في الميدان فقط بل في العقول، في الخوارزميات وفي سماء مزدحمة بالطائرات المسيّرة العراق، الذي خاض حروبًا دامية على مدار عقود، يجد نفسه اليوم أمام تحدٍ من نوع آخر تحدٍ لا تُجدي فيه الحواجز ولا يُسمع فيه دوي المدافع بقدر ما تُحدثه ضغطة زر من أثرٍ حاسم.

وسط هذا التحول، تتعالى الدعوات من داخل البلاد لتبني مقاربات جديدة في الدفاع والأمن، تنسجم مع روح العصر وتستجيب لواقع لا ينتظر أحداً، من بين هذه الأصوات، يأتي تحذير عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية السابق عباس سروط، اليوم الاثنين (2 حزيران 2025)، الذي يقرع جرس الإنذار مطالباً بثورة ستراتيجية في التفكير الأمني، لا تكتفي بالرد على التهديدات، بل تسبقها، وتبني درع العراق من الداخل، بعقول مبرمجة على الابتكار، لا التكرار.

وقال سروط لـ"بغداد اليوم"، إن "تسارع التطورات التكنولوجية، من المسيرات إلى الذكاء الاصطناعي، يفرض واقعاً جديداً في ميدان المعارك ويؤكد أن الاعتماد على مفاهيم القتال التقليدي يمثل إشكالية ينبغي تجاوزها"، مضيفاً أن "من الضروري بلورة ستراتيجية وطنية جديدة تركز على تنمية قدرات بغداد في استخدام المسيرات لأغراض المتابعة والمراقبة، وصولاً إلى توظيفها في العمليات العسكرية".

وأكد أن "الذكاء الاصطناعي بات أداة حاسمة يمكن تطويعه لتقديم التقارير واتخاذ القرارات خلال دقائق، وهو ما يجب أن يدخل ضمن منظومة الدفاع العراقية"، مشيراً إلى أن "الحروب المعاصرة أثبتت أن الانتصارات لم تعد تُحسم عبر الجيوش الكلاسيكية، بل من خلال أدوات حديثة مثل الطائرات المسيرة والأنظمة الذكية".

وشدد سروط على "ضرورة تشكيل قطاع متخصص ضمن المؤسسة العسكرية يعنى بتطوير الطائرات المسيرة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، من أجل رفع قدرة العراق على مواجهة التحديات، لا سيما في ملف الإرهاب"، مبيناً أن "العالم يتجه نحو جعل هذه الأدوات المتطورة حلقة مركزية في ستراتيجيات الأمن والدفاع، وبغداد يجب أن تواكب هذه التحولات عبر توفير التمويل والبنى التحتية اللازمة، لتعزيز السيطرة على الحدود ومكافحة الإرهاب بكفاءة أعلى".

ويعيش العالم في خضم تحولات متسارعة في طبيعة الصراعات وأساليب الحروب، حيث باتت التكنولوجيا هي اللاعب الأبرز في ميدان المعركة، لا سيما مع بروز الطائرات المسيّرة وأنظمة الذكاء الاصطناعي كأدوات رئيسية في تنفيذ العمليات العسكرية والاستخبارية، هذه الأدوات غيّرت قواعد الاشتباك، وأزاحت المفاهيم التقليدية التي لطالما حكمت العقيدة العسكرية لعقود طويلة.

العراق، الذي يعاني منذ سنوات من تحديات أمنية معقدة، بدءًا من الإرهاب مرورًا بتهريب السلاح وتسلل الجماعات المسلحة، يجد نفسه مطالبًا بإعادة النظر في منظومته الدفاعية، التي ما تزال في كثير من جوانبها تعتمد على أساليب تقليدية أثبتت محدوديتها أمام التطورات الحديثة.

فبينما تسابق الدول الإقليمية والعالمية الزمن لبناء جيوش رقمية، ما يزال العراق يفتقر إلى بنى تحتية متطورة، وبرامج تدريب نوعية، وتمويل كافٍ لتبني هذه النقلة.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

سكان مئات القرى الكردية المدمرة يحلمون بالعودة اليها مع انطلاق عملية السلام الكردية التركية

بغداد اليوم - متابعة في الثالث من تموز/يوليو 2024، غادر داود يوحنا (72 سنة) مع أفراد عائلته فضلاً عن باقي سكان قرية (ميسكا) بقضاء العمادية (70 كلم شمال شرقي دهوك)، منازلهم وتركوا مزارعهم التي تشكل مصدر دخلهم الأساسي، بعد أن تحولت قريتهم الى ساحة قتال

اليوم, 14:30