سياسة 28-05-2025, 22:00 | --


الناخبون يُحدثون والساسة يُهندسون.. الكتلة الأكبر في كواليس ما بعد التصويت - عاجل

بغداد اليوم – بغداد

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، تتصاعد الأسئلة حول مؤشرات تحديث سجل الناخبين وما إذا كانت تعكس تحولًا في موازين القوى السياسية، خصوصًا بعد إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن تفاوت ملحوظ في نسب التحديث بين المحافظات، حيث شهدت بعض المناطق السنية والكردية نسبًا مرتفعة، مقابل نسب وُصفت بـ"المتواضعة" في بعض المحافظات ذات الغالبية الشيعية.

لكن الباحث في الشأن السياسي، نبيل العزاوي، يقلل من أهمية هذا الانطباع، مشيرًا إلى أن الأرقام لا تكشف الصورة الكاملة، وأن هناك قراءة أعمق للمشهد الانتخابي ينبغي التوقف عندها.

بين العزوف والمشاركة.. ملامح جديدة للوعي الشعبي


يقول العزاوي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "التحديث المستمر لسجل الناخبين يؤشر، وبما لا يقبل الشك، أن هنالك إقبالًا كثيفًا سيكون في الانتخابات المقبلة، وكما يُقال: المقدمات تنبئ بالمخرجات، ما يعني أن الشعب بات أكثر وعيًا بأهمية صناديق الاقتراع كأداة للتغيير، بعد أن ثبت فشل خيار العزوف في التجارب السابقة".

ويتابع: "اللافت أن هذا الوعي لا يقتصر على منطقة دون أخرى، ففي الجنوب، ورغم الحديث عن ضعف نسبي في نسب التحديث، إلا أن هناك محافظات شهدت طوابير طويلة لتحديث البيانات، وهو مؤشر على أن الصورة المرسومة إعلاميًا ليست دقيقة تمامًا".

الإطار التنسيقي.. لعبة التحالفات وحسابات ما بعد الاقتراع
وحول تأثير تفاوت نسب التحديث على الأغلبية الشيعية، يوضح العزاوي أن "الإطار التنسيقي واعٍ تمامًا لطبيعة المرحلة، وقد أعدّ خطة انتخابية متعددة المستويات، من خلال الدخول بقوائم موحدة في بعض المحافظات، وقوائم منفردة في أخرى، بالإضافة إلى توزيع رموزه المؤثرة على أكثر من تحالف، بما يضمن حصد أكبر عدد ممكن من الأصوات في إطار ما يُعرف بـ(الهندسة الانتخابية)".

ويضيف أن "المهم ليس فقط عدد الأصوات، بل كيفية توزيعها وتحويلها إلى مقاعد، وهذه المسألة يعرفها الإطار جيدًا، لذلك فحتى لو بدت بعض المؤشرات غير مريحة في الظاهر، فإن البنية الاستراتيجية للترشيحات تؤشر إلى أن الكتلة الأكبر ستُعاد صياغتها بعد الانتخابات، عبر توافق سياسي قد لا يُفهم من الخارطة الانتخابية المعلنة فقط".

هل تفقد الأغلبية الشيعية وزنها؟.. العزاوي يحسم الجدل


يرى العزاوي أن "الحديث عن تراجع نفوذ الأغلبية الشيعية بسبب التفاوت في التحديث الانتخابي مبالغ فيه، فالمعادلة أكبر من مجرد أرقام نسبية، وتشمل السياقات الاجتماعية والبُنى الحزبية والقدرة على الحشد الميداني، وكلها أدوات تمتلكها القوى الشيعية التقليدية، سواء داخل الإطار أو على أطرافه".

ويؤكد أن "العبرة ليست بنسبة التحديث فقط، بل بنوعية الحضور الانتخابي والقدرة على ضبط الإيقاع ما بعد الانتخابات، والإطار التنسيقي يمتلك مفاتيح هذه اللعبة، كما أنه يراهن على وحدة ما بعد التصويت، لا على شكل التحالفات قبل الصناديق".

تفاوت الأرقام لا يعني تبدل المشهد


وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت في بيان رسمي، عن تفاوت في نسب تحديث سجل الناخبين بين المحافظات، مشيرة إلى ارتفاع في المناطق السنية والكردية، وسط مشاركة أقل نسبيًا في بعض محافظات الجنوب. وقد أثار هذا الإعلان تفسيرات سياسية متعددة، منها من رأى فيه مؤشرًا على ضعف محتمل في الحضور الشيعي، فيما يرى آخرون أنه مجرد تباين مؤقت لا يعكس التوجهات النهائية للمشاركة السياسية.

ورغم ضبابية الأرقام، يبدو أن القوى الشيعية الكبرى لا تزال تراهن على صناديق الاقتراع كمسار حتمي للنفوذ السياسي، ولكنها تفعل ذلك وفق قراءة استراتيجية دقيقة تُعيد تشكيل تحالفاتها بما يضمن استمرار موقعها المحوري في معادلة الحكم العراقي.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

خلال لقائه السامرائي.. الزوبعي يعلن انضمامه إلى تحالف العزم

بغداد اليوم - بغداد استقبل رئيس تحالف العزم، مثنّى السّامرائي، يوم السبت (31 أيار 2025)، النائب السابق طلال حسين الزوبعي، حيث جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع السياسية العامة والاستعدادات الجارية للاستحقاقات القادمة. وقال المكتب الإعلامي لتحالف العزم في بيان

اليوم, 00:10