بغداد اليوم - متابعة
في خضم تصاعد التوترات الاجتماعية والاقتصادية، دخل اعتصام سائقي الشاحنات في إيران، اليوم الثلاثاء (27 أيار 2025)، يومه الرابع، فيما توسعت رقعة المشاركة لتشمل 105 مدينة في مختلف أنحاء البلاد، بحسب بيان صادر عن اتحاد نقابات سائقي الشاحنات في إيران. كما تزامنت هذه التحركات مع احتجاجات متنامية للخبازين في عدة مدن بسبب ظروف العمل القاسية وتراجع الدعم الحكومي.
وانطلقت شرارة الاحتجاج في 19 أيار الجاري من مدينة بندر عباس جنوب إيران، التي لا تزال تعاني من تداعيات انفجار مدمر في ميناء رجائي. ورغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بمركبات العديد من السائقين، لم تلبّ الحكومة وعودها برفع حصة التأمين أو تعويض المتضررين.
وفي الأول من حزيران، انضم سائقو شاحنات من شيراز وكرمانشاه وتبريز وسيرجان وإيلام وأراك إلى الإضراب، ما حوله إلى حركة احتجاج وطنية.
وأكدت مقاطع فيديو من مشهد وبوشهر وسنندج استمرار الاعتصامات، بينما أفادت تقارير بانتشار عربات الشرطة واعتقال عدد من السائقين، لا سيما في سنندج.
ورغم شمول الإضراب عشرات المدن وتسببه في نقص الفواكه والخضراوات، لم يحظَ بتغطية تُذكر في وسائل الإعلام الرسمية. بل إن وكالة "تسنيم" القريبة من الحرس الثوري نشرت بيانًا لشركات نقل – لم تُسمّها – تزعم استمرار النشاط "الطبيعي" لأسطول الشاحنات، في محاولة واضحة للتقليل من حجم الاعتصام.
وبالمقابل، تؤكد روايات من الميدان أن السلطات تستخدم الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل ضد السائقين، كما يُقال إن عناصر أمنية بلباس مدني تقوم بتسجيل أرقام لوحات الشاحنات المعتصمة.
وبحسب جلال موسوي، نائب رئيس اتحاد سائقي الشاحنات، فإن "50% من الشاحنات في البلاد متهالكة، ويعود بعضها إلى زمن الحرب العالمية الثانية". وارتفاع أسعار الوقود والإطارات وانعدام الصيانة، كلها عوامل فاقمت من الأزمة.
كذلك تشير تقارير إلى أن العديد من السائقين – خاصة من الأكراد في كردستان وأذربيجان الغربية – يعملون بمركبات مستأجرة، ما يضعهم في وضع مالي هش.
ويعكس إضراب سائقي الشاحنات والخبازين في إيران أزمة معيشية عميقة وشاملة، تزداد تفاقمًا بسبب الإهمال الرسمي والرد الأمني القمعي. وإذا ما استمرت السلطة في تجاهل المطالب الشعبية، فقد تكون هذه التحركات الشرارة الأولى لموجة جديدة من الاحتجاجات الأوسع نطاقًا، في بلد يتأرجح اقتصاديًا واجتماعيًا على حافة الانفجار.
المصدر: وكالات
بغداد اليوم - متابعة أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الأربعاء، (28 أيار 2025)، أن تأخير إصدار التأشيرات لبعض الحجاج الإيرانيين يعود إلى "اختلالات فنية"، نافية أن يكون هناك أي قرار سياسي وراء الخطوة، وسط أنباء عن تجميد سعودي جزئي لإصدار