بغداد اليوم - ديالى
بكل ما تحمله الأرض من صبر وما يختزنه الفلاح من أمل، تقف ديالى اليوم على أعتاب مرحلة جديدة قد تعيد للسنابل بريقها، وللحقول نبضها الذي خفت طويلًا تحت وطأة الإهمال وغياب الدعم لعقود. ظل المزارع في ديالى يحرث أرضه بعرقٍ يابس ويواجه المواسم بقلقٍ دائم، فيما بقيت مشكلات الزراعة تتراكم دون حلول جذرية.
لكن بارقة الأمل هذه المرة جاءت من أعلى هرم السلطة التنفيذية، حيث أبدى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تفهمًا نادرًا لوجع الفلاحين، موجهًا بتشكيل لجنة عليا لحسم ستة ملفات زراعية شائكة، كانت ولا تزال تمثل عصب الأزمة الزراعية في المحافظة. خطوة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت بعد لقاء وصفه مسؤولون محليون بأنه صريح ومليء بالتفاصيل التي طالما أُهملت في دوائر القرار.
ديالى، التي يستند نصف اقتصادها تقريبًا على الزراعة، بدأت تحصد أولى إشارات الاهتمام الحكومي، وسط تطلعات بأن تكون هذه الخطوات بداية فعلية لا مجرد وعود موسمية. فهل تنجح هذه القرارات في إعادة الحياة إلى ما تبقى من جهد المزارعين؟ وهل تصمد السنابل أخيرًا أمام رياح التحديات؟
توجيهات عليا لمعالجة الأزمة
كشف رئيس مجلس محافظة ديالى عمر الكرَوي، اليوم الثلاثاء (27 أيار 2025)، عن إصدار رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني توجيهًا بتشكيل لجنة عليا لحسم ستة ملفات مهمة تتعلق بالقطاع الزراعي داخل المحافظة.
وقال الكرَوي لـ"بغداد اليوم"، إن "رئيس الوزراء أبدى تفهمًا كبيرًا لأهمية القطاع الزراعي في ديالى، باعتباره يمثل مصدر رزق أساسي لنسبة كبيرة من السكان، ويستوعب أكثر من 50% من الأيادي العاملة في المحافظة".
وأضاف أن "ملف تسويق محصول الحنطة لمناطق المادة 140، والأراضي المزروعة خارج الخطة الزراعية، كان في مقدمة ما طُرح على رئيس الوزراء خلال لقاء الأسبوع الماضي، إلى جانب مشكلات أخرى تعيق تطور الزراعة في ديالى".
وبيّن أن "السوداني وجّه بتشكيل لجنة عليا مختصة لحسم ستة ملفات زراعية، من بينها: ضمان تسويق محصول الحنطة لجميع المناطق دون استثناء، وتوفير الأسمدة الكافية وتسهيل نقلها بين المناطق، فضلًا عن دعم المزارعين للتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة لتقليل الضغط على المنظومة الكهربائية، بالإضافة إلى دعم مزارعي المناطق المحررة من خلال منح قروض مالية لإحياء أراضيهم".
وأكد أن "رئيس الوزراء تعهّد بعرض ملف تسويق الحنطة الخاص بمناطق ديالى في الجلسات المقبلة لمجلس الوزراء، تمهيدًا لإصدار قرار ينصف آلاف المزارعين ويضمن تسويق محاصيلهم التي تُعدّ العمود الفقري للقطاع الزراعي في المحافظة".
تُعد محافظة ديالى من أبرز المحافظات العراقية ذات الطابع الزراعي، حيث تعتمد نسبة كبيرة من سكانها على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، وتشكل الزراعة فيها أكثر من 50% من سوق العمل المحلي. وعلى الرغم من مقوماتها الطبيعية من أراضٍ خصبة ومصادر مائية، إلا أن القطاع الزراعي في ديالى عانى طويلًا من الإهمال الحكومي، وواجه تحديات متراكمة أبرزها شح الدعم، وغياب التخطيط الزراعي الفعال، وتقييد تسويق المحاصيل، خاصة في مناطق المادة 140 والمناطق المزروعة خارج الخطة الزراعية.
بغداد اليوم - متابعة أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الأربعاء، (28 أيار 2025)، أن تأخير إصدار التأشيرات لبعض الحجاج الإيرانيين يعود إلى "اختلالات فنية"، نافية أن يكون هناك أي قرار سياسي وراء الخطوة، وسط أنباء عن تجميد سعودي جزئي لإصدار
