بغداد اليوم - بغداد
اختُتمت اليوم، الإثنين (26 أيار 2025)، أعمال مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه، وقد أصدر توصيات وُصفت بـ"الصارمة" و"المُلحّة"، تركزت بشكل أساسي على ملف الأمن المائي العراقي.
وأعلنت وزارة الموارد المائية عن تبنيها الرسمي لمبادرة رئيس مجلس الوزراء "حماية نهري دجلة والفرات"، تحت شعار "مياهنا مستقبلنا".
المؤتمر، الذي جمع خبراء ومسؤولين من دول المنطقة والعالم، لم يكتفِ بمناقشة الحلول المائية، بل تجاوز ذلك ليُصدر بيانًا "مُدويًا" يُعرب فيه عن "بالغ القلق والإدانة الشديدة" لما يتعرض له المدنيون في غزة، وسط دعوات إلى تحرك دولي "أكثر فاعلية" لوقف الانتهاكات الإنسانية.
مواجهة التحديات المائية للعراق: خارطة طريق طموحة
جاءت توصيات المؤتمر لتُشكل خارطة طريق طموحة لمواجهة التحديات المائية في العراق. دعا المشاركون إلى تعزيز التعاون الإقليمي في إطار الإدارة المتكاملة للموارد المائية المشتركة، وهو ما يُعد "ضرورة قصوى" في ظل التحديات التي تواجه الأنهار المشتركة.
كما اقتُرح إنشاء مركز معلومات إقليمي لمشاركة وتبادل البيانات المناخية والهيدرولوجية، بهدف بناء "درع معلوماتي" يُساعد على التنبؤ بالأزمات وتنسيق الاستجابات.
الابتكار والتحول الاستراتيجي في إدارة المياه
التوصيات أكد على ضرورة اعتماد الذكاء الاصطناعي كأداة وطنية استراتيجية، بالإضافة إلى تشجيع توطين تقنيات الاستشعار الذكي من خلال دعم تصنيع أجهزة محلية منخفضة التكلفة وعالية المتانة.
وفي خطوة نحو "ثورة مائية"، دعا المؤتمر إلى تأسيس منصات تمويل وطنية ودولية متخصصة لدعم مشاريع المياه الذكية، والتي تشمل دمج شبكات المياه والصرف الصحي في الريف ضمن منظومة الاقتصاد الدائري، بهدف تحويل النفايات إلى موارد والاستفادة القصوى من كل قطرة ماء.
إعادة تعريف الجفاف والمشاركة المجتمعية
في مواجهة "شبح الجفاف" الذي يُهدد العراق، جاءت توصيات المؤتمر لتُغيّر النظرة التقليدية لهذه الظاهرة. اقتُرح المؤتمر إعادة تعريف الجفاف كظاهرة بنيوية مستدامة ترتبط بالنظم البيئية والمناخية والاقتصادية، مما يتطلب استراتيجيات طويلة الأمد و"غير تقليدية".
ودعا المؤتمر إلى إعداد خرائط تفاعلية تُحدّث دوريًا لمناطق الهشاشة المائية، ودعم الأبحاث التطبيقية في مجال الزراعة في البيئات الهشة. كما أكد على أهمية دعم مشاريع المرأة الريفية والأهوارية ومشاريع الشباب في مجال إدارة المياه، كجزء من الحلول المجتمعية.
ترسيخ الوعي المائي والإصلاح المؤسسي
في خطوة "غير مسبوقة"، دعا المؤتمر وزارة التربية إلى ترسيخ ثقافة المياه في المناهج التربوية، بهدف "غرس" الوعي المائي في عقول الأجيال القادمة، لضمان مستقبل مائي مستدام للعراق.
لم تقتصر التوصيات على الجانب التقني والبيئي، بل امتدت لتشمل الجانب المؤسسي والتشريعي، اذ دعا المؤتمر إلى ضرورة وضع استراتيجية شاملة للإصلاح المؤسسي والتشريعي في مختلف قطاعات المياه، بهدف تحديث القوانين والأنظمة بما يُواكب التحديات الراهنة.
كما أوصى بإعداد دليل وطني لتوثيق التجارب الناجحة في إدارة المياه، بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من النجاحات المحققة، في خطوة تهدف إلى "تراكم الخبرات" وبناء "ذاكرة وطنية" في مجال المياه.
بغداد اليوم – كردستان في قلب إقليم تتقاذفه التحديات وتثقل كاهله الخلافات، يقف مستقبل كردستان على مفترق طرق حاسم، فيما يقترب موعد السادس من تموز، الذي حددته المحكمة الاتحادية للنظر في مصير برلمانه المعلق. وبينما يتسارع الزمن، تبقى حكومة الإقليم رهينة
