سياسة اليوم, 13:03 | --


صراع مناطق التماس يشتد... الحشد والأحزاب الكردية وجولة جديدة من التنافس الانتخابي

بغداد اليوم - بغداد

مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في العراق، تتزايد المؤشرات على تصاعد التوتر في المناطق المتنازع عليها، لا سيما في سنجار وسهل نينوى وكركوك، حيث تتداخل الولاءات السياسية مع الحساسيات القومية والطائفية، ما ينذر بجولة صراع جديدة بين فصائل الحشد الشعبي والأحزاب الكردية، وعلى رأسها الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وفي هذا الإطار، قال الباحث في الشأن السياسي نوزاد لطيف، في حديث لـ"بغداد اليوم": "بعض المناطق ومنها سنجار وسهل نينوى ومناطق أخرى في كركوك، سيزداد الصراع فيها بسبب التنافس الانتخابي والسياسي في تلك المناطق"، مشيرًا إلى أن "الفصائل المسلحة قد تعمل على إقصاء الأحزاب الكردية، وتحديدًا الحزب الديمقراطي الكردستاني، من أجل ضمان السيطرة على أصوات تلك المناطق".

حرب نفوذ صامتة تتسارع

وبحسب لطيف، فإن ما يجري لا يقتصر على التحشيد الانتخابي، بل يمتد إلى إعادة رسم ملامح السلطة المحلية في تلك المناطق، عبر تغيير رؤساء الوحدات الإدارية، والتدخل في الملف الأمني. ويضيف أن "بعض ألوية الحشد المرتبطة بالمكونات، مثل الحشد الشبكي والمسيحي والإيزيدي، تسعى إلى تثبيت نفوذها بشكل مباشر، بعيدًا عن سلطة بغداد أو أربيل، وهو ما قد يؤدي إلى تفكيك تدريجي للوجود الكردي السياسي والإداري".

كركوك وسهل نينوى.. جغرافيا محفوفة بالحساسيات

تُعد كركوك من أكثر المناطق حساسية في العراق، نظرًا لتركيبتها القومية المختلطة وتنازع السلطات الثلاث عليها (الحكومة الاتحادية، حكومة الإقليم، والفصائل المسلحة). أما سهل نينوى وسنجار، فهما مسرحان لتداخل معقّد بين قوى الحشد المحلي، وعناصر تابعة لـ"اليبشة"، وفصائل كردية مقربة من أربيل، ما يجعل أي احتكاك انتخابي قابلاً للانفجار.

صراع على الهويات.. لا على الأصوات فقط

ويحذر مراقبون من أن الانتخابات في تلك المناطق لم تعد مجرد منافسة حزبية، بل تحوّلت إلى صراع على الهوية والسيادة المحلية، حيث تسعى كل جهة إلى ترسيخ وجودها باعتبارها "المدافع الحقيقي" عن المكوّن الذي تمثله، سواء كان كرديًا أو إيزيديًا أو شبكيًا أو عربيًا.

ويشير لطيف إلى أن "تحركات الحشد داخل هذه المناطق لم تعد سرية، بل أصبحت تتم تحت غطاء سياسي وتنموي، من خلال التحكم بالإدارات المحلية وتوظيفها لصالح النفوذ الانتخابي".

السيناريو المتوقع... مواجهة غير معلنة؟

ورغم الدعوات إلى التهدئة، إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى مرحلة جديدة من التنافس الصامت – وربما الصاخب – بين أربيل وبعض فصائل الحشد، خصوصًا أن هذه المناطق تشكّل ثقلًا انتخابيًا في مجلس النواب، وتمثل ورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية بين بغداد والإقليم.

وبحسب التوقعات، فإن الخلاف لن يبقى في إطار الانتخابات فقط، بل قد يُترجم إلى تغييرات عسكرية وإدارية على الأرض، في ظل غياب آلية حقيقية لتوزيع الصلاحيات والسلطات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

مصدر لـ"بغداد اليوم": الجولة الخامسة من المفاوضات النووية في روما الأسبوع المقبل

بغداد اليوم- بغداد أفاد مصدر في الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، (18 أيار 2025)، أن الجولة المقبلة (الخامسة) من المفاوضات النووية غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة ستعقد في العاصمة الايطالية روما وذلك بتنسيق من قبل سلطنة عُمان. وقال

اليوم, 18:45