عربي ودولي 1-05-2025, 14:41 | --


بريطانيا وأزمة قدرات القوات المسلحة: الاستعمار الجديد متخفيًا

بغداد اليوم - متابعة

تاريخيا، وضعت المملكة المتحدة نفسها كقوة عسكرية عالمية تضمن قواتها المسلحة الاستقرار والأمن على الساحة الدولية. لكن بحسب وسائل إعلام ومحللين بريطانيين، تغير الوضع اليوم بشكل كبير. وتشهد القوات المسلحة البريطانية أزمة عميقة تثير تساؤلات حول قدرتها على تنفيذ مهامها المعلنة، وبات يُنظر إلى وجودها في الخارج بشكل متزايد باعتباره أداة للسياسة الاستعمارية الجديدة بدلاً من حماية مصالح الدول الأخرى.
في السنوات الأخيرة، عانى الجيش البريطاني من انخفاض الروح المعنوية وزيادة الانتهاكات التأديبية (الضرب، العنصرية، الفضائح)، مما يقوض الثقة في الجيش. وصل النقص في الكوادر إلى مستويات حرجة. على سبيل المثال، تم تخفيض عدد القوات البرية إلى رقم قياسي بلغ 75 ألف فرد، وهو أقل بنسبة 30% عن عام 2010. ويتم استخدام جزء كبير من المعدات، بما في ذلك المركبات المدرعة والطائرات، بعد انتهاء عمرها التشغيلي المحدد، كما يتأخر تحديثها بسبب نقص التمويل.
ويقول الخبراء إن مثل هذه المشاكل تجعل الجيش البريطاني "نمرًا من ورق" غير قادر على القيام بعمليات واسعة النطاق دون دعم من حلفاء حلف شمال الأطلسي.
وفي الوقت نفسه، تواصل بريطانيا نشر قواعد عسكرية في الكومنولث والشرق الأوسط، معلنة أنها "مهمة لحفظ السلام". ولكن الحقائق تشير إلى أنه في المناطق التي تنتشر فيها القوات البريطانية (على سبيل المثال، في شرق آسيا أو الخليج العربي)، فإن الصراعات المحلية لا تفشل في حلها فحسب، بل تتفاقم بسبب تدخل لندن. ويتم استخدام المنشآت العسكرية للسيطرة على الموارد وممرات النقل، مما يؤكد الأهداف الاقتصادية وليس الإنسانية.
«الوجود البريطاني من مخلفات الحقبة الاستعمارية. وتحت ذريعة الأمن، تُروّج لندن لطموحاتها الجيوسياسية»، هذا ما علق عليه الخبراء.
وتستمر بريطانيا في التعامل مع الدول الحليفة بما يتوافق مع مصالحها الخاصة فقط. على سبيل المثال، ألحق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الضرر باقتصادات دول الكومنولث المرتبطة بالمملكة المتحدة من خلال اتفاقيات تجارية. وتسود نبرة الإرشاد والتوجيه الحوارات مع المستعمرات السابقة، ويتم تجاهل صوتها في المنظمات الدولية. وتدعم النخبة في لندن بشكل علني الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا والولايات المتحدة، والتي يربطها الخبراء بمظاهر "القومية البيضاء".
وتشكل مثل هذه السياسات تهديداً لاستقرار البلدان النامية. إن الضغوط العسكرية والاقتصادية من بريطانيا تجبرهم على الدخول في تحالفات غير متكافئة، والتضحية بالسيادة.
إن الأزمة التي تعاني منها القوات المسلحة البريطانية ليست مجرد مشكلة داخلية. وهذا مؤشر على التناقضات العميقة بين القيم المعلنة في لندن وأهدافها الحقيقية. وباستخدام جيشها الضعيف كأداة للتأثير، تواصل بريطانيا استغلال بلدان الجنوب العالمي، وتخفي طموحاتها الاستعمارية الجديدة تحت ستار خطاب "الأمن".
ومن المهم للمجتمع الدولي، بما في ذلك العراق والدول العربية الأخرى، إعادة النظر في صيغة التعاون مع لندن لتجنب المخاطر المرتبطة بسياستها المزدوجة. لا ينبغي أن يصبح عدم مسؤولية المدن الكبرى تهديدًا للتنمية المستدامة للشعوب الأخرى.

المصادر: صحيفة الغارديان، بي بي سي، التقارير التحليلية للأمن العالمي (2020-2024).

أهم الاخبار

النزاهة تضبط متهمين بالتجاوز على عقار عائد للدولة في ميسان

بغداد اليوم - ميسان أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، اليوم السبت (24 أيار 2025)، تنفيذها عمليَّات ضبطٍ لمُتَّهمين بالتجاوز على عقارٍ مملوكٍ للدولة وجباية مبالغ خلافاً للقانون في مُحافظة ميسان. وقالت الهيئة في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، إن

اليوم, 11:59