بغداد اليوم - بغداد
في توقيت حساس يثقل كاهل بغداد بجملة من الأزمات الداخلية والتحديات الإقليمية، يستعد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لزيارة مرتقبة إلى العاصمة التركية أنقرة، حاملاً ملفات معقدة تراكمت عبر سنوات من التوتر والصمت المشوب بالحذر، ليست هذه الزيارة كسابقاتها، فثلاثة ملفات ملتهبة تُلقي بظلالها على طاولة النقاش الملف السوري بتداعياته المتسارعة، أزمة المياه التي تهدد حياة ملايين العراقيين، وملف الحدود الذي يشكّل اختباراً صعباً لسيادة العراق في ظل التواجد العسكري التركي المستمر.
السوداني لا يدخل أنقرة بيد خالية، بل بورقة عراقية تسعى إلى توازن بين الشراكة واحترام السيادة، في وقت تتطلب فيه المنطقة مقاربات أكثر واقعية من الشعارات.
وبين ما يريده الداخل العراقي من نتائج ملموسة، وما تفرضه ضغوط الإقليم من اعتبارات أمنية وسياسية، تبقى الزيارة محط أنظار مراقبين يتساءلون: هل تحمل هذه الجولة بداية لتحوّل فعلي في مسار العلاقة بين بغداد وأنقرة، أم تكراراً لوعود مؤجلة؟
النائب عن الإطار التنسيقي علي نعمة كشف، اليوم الإثنين (5 أيار 2025)، عن أبرز ملفات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني خلال زيارته المرتقبة إلى تركيا هذا الأسبوع.
وقال نعمة في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "السوداني سيبحث تطورات الأوضاع في سوريا، خاصة في ظل استمرار التوغل الإسرائيلي الذي يهدد أمن دول المنطقة، ما يستدعي جهوداً دولية موحدة لوقف التمدد الإسرائيلي".
وأضاف أن "الزيارة ستتناول أيضاً ملف الأمن المشترك بين بغداد وأنقرة، وتأمين الحدود، ومعالجة الثغرات، إضافة إلى بحث تواجد حزب العمال الكردستاني، والتواجد العسكري التركي غير القانوني".
وأشار نعمة إلى أن "السوداني سيناقش ملفات اقتصادية، من بينها مشروع طريق التنمية، وملف المياه، وزيادة التبادل التجاري، إلى جانب توسيع عمل الشركات التركية في مختلف القطاعات الاستثمارية".
وفي السياق نفسه، كشف أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، عن أبرز الملفات التي ستُطرح على طاولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال زيارته المرتقبة إلى العاصمة التركية أنقرة ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان وكبار قادة القرار في تركيا.
وقال التميمي في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "الزيارة المنتظرة للسوداني إلى أنقرة من المتوقع أن تتناول 3 ملفات محورية، يتصدرها الوضع في سوريا، خاصة في ظل ما تشهده دمشق من تطورات استثنائية منذ أحداث الثامن من كانون الأول الماضي، مع استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف الأقليات والمكونات، مما يجعل هذا الملف حساساً لدول المنطقة، وفي مقدمتها دول الجوار".
وأضاف أن "الملف الثاني يتمثل بأزمة المياه، والتي تشكل مصدر قلق حقيقي للعديد من المحافظات العراقية، خصوصاً في الوسط والجنوب، نتيجة لانخفاض الإطلاقات المائية من نهري دجلة والفرات"، مشيراً إلى أن "الملف الثالث هو ملف الحدود، والحاجة إلى تفاهمات واضحة بشأن الأمن المشترك، لاسيما مع وجود عشرات المواقع العسكرية التركية داخل الحدود العراقية".
وأوضح التميمي أن "هناك ملفات أخرى قد تُطرح خلال الزيارة دون الإعلان عنها مسبقاً، أبرزها ملف التكتلات المسلحة المدعومة من أنقرة في كركوك والموصل، والتي أثيرت مؤخراً في وسائل الإعلام العراقية".
وفي وقت سابق، أعلنت السفارة العراقية في أنقرة، أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني سيزور تركيا الأسبوع الجاري.
وقالت السفارة في بيان تلقته "بغداد اليوم"، إن "وفداً عراقياً رسمياً وصل إلى العاصمة التركية أنقرةَ، اليوم الإثنين، برئاسة رئيس دائرة الدول المجاورة في وزارة الخارجية العراقية، محمد رضا الحسيني، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لزيارة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى أنقرة خلال الأسبوع الجاري".
وأضافت أن "الوفد يضم ممثلين عن عددٍ من الوزارات والمؤسسات العراقية ذات الصلة، ويهدفُ إلى استكمال المناقشات الفنية حول مذكرات التفاهم المزمع توقيعها مع الجانب التركي، والتي تشمل مجالات حيوية متعددة، منها الأمن، والنقل، والتخطيط، والتعليم، والاتصالات، والصناعة".
بغداد اليوم - بغداد شنت الطائرات الأمريكية والبريطانية، اليوم الإثنين، (5 أيار 2025)، غارات على مديرية الحزم بمحافظة الجوف شمالي شرق اليمن. وتعد هذه الغارات هي الأحدث على نفس المنطقة التي شهدت أمس الاحد 10 غارات أمريكية استهدفت المديرية اتها في محافظة