بغداد اليوم - بغداد
أعرب رئيس مركز اليرموك للدراسات والتخطيط الاستراتيجي، عمار العزاوي، اليوم السبت (3 أيار 2025)، عن قلقه من تعثر محتمل في مسار المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، محذرا من تأثيرات إقليمية قد تزيد المشهد تعقيدا.
وقال العزاوي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "السياسة الخارجية العراقية كانت ولا تزال لاعبا إقليميا مؤثرا في إدارة الأزمات"، مضيفا، أن "بغداد تسير على خيط دقيق بين التصعيد والتطمين، في محاولة لتحقيق مكاسب وطنية متوازنة".
وأكد، أن "الحوار والتواصل الواضح هما السبيل الوحيد للوصول إلى تفاهمات موثوقة تضمن مصالح جميع الأطراف إقليميا ودوليا"، مشيرا إلى أن "واشنطن وطهران تدركان جيدا أن طريق السلام قد يكون مكلفا، إلا أنه لا مفر من التوصل إلى حلول حقيقية".
وحذر العزاوي من أن "المتغيرات الإقليمية قد تنقلب إلى عوامل ضغط تعرقل التفاوض، إذا لم يُحسن التعامل معها بواقعية وبحذر ناعم، لا سيما مع تصاعد تأثير إسرائيل على الإدارة الأمريكية، التي تسعى إلى رفع سقف مطالبها".
وفي ختام حديثه، لفت العزاوي إلى أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبنى حاليا أسلوب الحرب الناعمة، محاولا التأثير على الرأي العام الأمريكي والدولي في تعاطيه مع الملف الإيراني، ضمن صراع إعلامي متزايد لكسب أوراق سياسية جديدة".
وتأتي هذه التصريحات في ظل أجواء سياسية مشحونة تشهدها المنطقة، مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، ومحاولات إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة ترامب في عام 2018.
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين الجانبين تدهورا حادا، وسط عقوبات اقتصادية مشددة من واشنطن وردود إيرانية متصاعدة.
وتلعب بغداد دورا محوريا كوسيط غير معلن في محادثات التهدئة، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع الطرفين، إلا أن التحولات الإقليمية، والضغوط المتزايدة من بعض حلفاء أمريكا، وعلى رأسهم إسرائيل، قد تضعف فرص التوصل إلى حلول.