سياسة / ملفات خاصة اليوم, 17:10 | --

الاستقرار بديل التغيير


صناديق التكرار.. الانتخابات التي تُعيد الوجوه وتُقصي التغيير

بغداد اليوم - بغداد
في بلد يُفترض أن تكون الانتخابات فيه بوابة التغيير، باتت الصناديق تُفتَح لا لاستقبال الجديد، بل لاستنساخ القديم. وفي مشهد يتكرر بلا مفاجآت، يتقدّم الناخب نحو الاقتراع وكأنما يعرف النتيجة سلفًا: الوجوه ذاتها، الشعارات ذاتها، والانسداد نفسه.
الباحث في الشأن السياسي علي ناصر لخص المأزق في حديثه لـ"بغداد اليوم"، قائلًا إن الانتخابات المرتقبة "لن تأتي بشيء جديد، بل ستعيد إنتاج نفس الطبقة السياسية الحاكمة"، مشيرًا إلى غياب التيار الصدري من جهة، و"العزوف الكبير عن المشاركة" من جهة أخرى، وهو ما قد يجعل نسب المشاركة أدنى من الانتخابات الماضية.
صناديق فارغة من الأمل
الناخب العراقي، الذي أنهكته التجارب، لم يعد يرى في الورقة الانتخابية فعلًا سياسيًا، بل وثيقة استسلام. العزوف عن التصويت لم يعد تعبيرًا عن اللامبالاة، بل عن اليقين الموجع بأن النتائج لا تتغير حتى لو تغيّر المصوّتون.
ومع انسحاب التيار الصدري، وهو أحد أكبر الكتل القاعدية في البلاد، تتقلّص مساحة التمثيل الشعبي، وتزداد الكتل التقليدية رسوخًا. فالسلطة تعرف كيف تُدير اللعبة حين يغيب المنافس، وتعرف كيف تروّج لـ"الاستقرار" بوصفه بديلاً عن التغيير.
يضيف ناصر أن "القانون الانتخابي الحالي هو نتاج القوى السياسية المتنفذة"، وأنه صيغ ليمنع دخول المنافسين الجدد، ويُقصي المستقلين والناشئين قبل أن يدخلوا السباق. وهذا ليس جديدًا، بل هو جزء من تقليد سياسي قديم: صياغة القواعد التي تضمن إعادة إنتاج المخرجات.
القانون، في هذه الحالة، لا يكون أداة لتنظيم التنافس، بل وسيلة لشرعنته لصالح طرف دون آخر. ومادامت القواعد تُكتب داخل قاعات مغلقة، وتُمرر تحت غطاء "التمثيل السياسي"، فإن النتيجة ستبقى كما هي: برلمان يُمثّل من كتب القانون، لا من صوّت له.
وحين تصبح الانتخابات مجرّد إجراء شكلي لتجديد الشرعية الشكلية لنظام يعيد تدوير نفسه، فإن الحديث عن "تطوير حقيقي" يكون ترفًا لغويًا. يؤكد ناصر أن "العراق لن يشهد أي تغيير أو تطوير حقيقي خلال المستقبل القريب أو البعيد"، لأن الطريق نفسه يُسلك، بالخطى نفسها، وعلى الأرضية السياسية ذاتها.
جمهور بلا تمثيل، وتمثيل بلا جمهور
الديمقراطية العراقية تواجه لحظتها الأخطر ليس لأنها تنهار، بل لأنها تستمر بالشكل دون المضمون. فالبرلمان يُنتخب، والحكومة تُشكَّل، لكن المواطن يبقى بعيدًا عن القرار، قريبًا من الأزمة. والطبقة السياسية، التي تتبدل مواقعها داخل الدولة، لا تتبدل داخل وعي المواطن. تظل هي هي، لأنها كتبت القانون، وحدّدت الملعب، وتقدّمت وحدها إلى خط النهاية.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

السوداني والعامري يؤكدان على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر

بغداد اليوم – بغداد أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، اليوم الخميس (24 نيسان 2025)، أهمية إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، كاستحقاق ديمقراطي يعكس إرادة الشعب العراقي، ودعم جهود الحكومة في تنفيذ برامجها

اليوم, 20:37