محليات اليوم, 11:06 | 284


الجنوب المنسي.. ميسان تختنق بمياه الموت والصمت مستمر

بغداد اليوم - ميسان 

في وقتٍ يُفترض أن تتجه فيه الأنظار نحو تحسين واقع الخدمات وتوفير أبسط مقومات الحياة، تعيش محافظة ميسان على وقع أزمة صامتة تتفاقم يوماً بعد آخر، حتى باتت تهدد حياة مئات الآلاف من سكانها.

مياه الشرب، التي تُعد رمز الحياة، تحولت في ميسان إلى خطرٍ داهم، ينساب في أنابيب المنازل محمّلاً بالتلوث والأمراض، وسط شحٍّ مائي خانق وصيفٍ مبكر لا يرحم.

ورغم التحذيرات المتكررة من تفاقم الوضع، لا تزال الحكومة تتعامل مع الأزمة ببرود لافت، وكأن أرواح الناس في الجنوب لا تساوي أكثر من بيانات رسمية خالية من أي تحرّك فعلي.

وفي هذا المشهد القاتم، يخرج النائب علي سعدون مجدداً ليطلق صرخة استغاثة، محذراً من كارثة بيئية وصحية قد تُدخل ميسان في نفقٍ يصعب الخروج منه.

وقال سعدون في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "معدلات تلوث المياه في ميسان بلغت مستويات حرجة للغاية، بالتزامن مع أزمة شح المياه مع دخول موسم الصيف"، مشيراً إلى أن "الملف الأكثر تعقيداً يتمثل في تلوث المياه بسبب مصبات المجاري القادمة من محافظة واسط".

وأضاف أن "هذا الموضوع طُرح مع الجهات المعنية، لما يمثله من تهديد بيئي وصحي مباشر على سكان المحافظة"، لافتاً إلى أنه "تمت مخاطبة الجهات المعنية في واسط عدة مرات لإيجاد حلول لهذا الملف دون جدوى".

وأكد سعدون أنه "سيرفع مخاطبة عاجلة إلى رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب من أجل التدخل الفوري والسعي لوضع حلول حقيقية لإنقاذ ميسان من مستويات تلوث باتت تهدد حياة المواطنين بشكل مباشر".

وشدد على "ضرورة الانتباه لخطورة هذا التلوث وتداعياته على الصحة العامة والبيئة، والعمل على إيجاد حلول جذرية لمشكلة مصبات المجاري سواء في واسط أو باقي المحافظات، نظراً لخطورة الوضع وضرورة احتوائه بشكل عاجل".

يُشار إلى أن العراق يحتل المرتبة السادسة عربيًا والـ37 عالميًا في مؤشر التلوث لعام 2025، حيث حصل على 71.5 نقطة من أصل 100، وفقًا لموقع "نمبيو" المتخصص بجودة الحياة.

وتُقدّر وزارة البيئة كميات المياه الملوثة التي تصب في نهري دجلة والفرات، سواء كانت مياه صرف صحي أو صناعي، بنحو 6 ملايين متر مكعب يوميًا، معظمها تُصرف دون معالجة أو عبر محطات معالجة غير كفوءة.

 

أهم الاخبار