تعطيل البرلمان الكردي ليس مصادفة.. الأصابع الخفية تستثمر في الفوضى

بغداد اليوم - أربيل

في خضمّ الفوضى التي تضرب منطقة الشرق الأوسط، يقف إقليم كردستان على مفترق طرق حرج تغيب فيه ملامح الدولة، وتتعطل مؤسساته التشريعية بينما تغيب الإرادة الإقليمية والدولية عن المساهمة الفاعلة في حل أزمته السياسية.

لم يعد تعطيل البرلمان مجرد تفصيل داخلي، بل بات انعكاساً لصراعات أكبر تُدار في الخفاء، وتستثمر في هذا الغياب المؤسسي لتحقيق مصالح تتجاوز حدود الإقليم. 

وبين انشغال الدول الكبرى بأولوياتها، واشتداد التوترات في ملفات كبرى كالاتفاق النووي الإيراني والأزمة السورية، يجد الإقليم نفسه رهينة واقع هش، تُرسم معالمه بعيداً عن إرادة شعبه، وتُحدد ملامحه قوى تستفيد من استمرار الفراغ، وتعطيل القرار السياسي الفاعل.

وهنا يعلق الباحث في الشأن السياسي الكردي رعد عرفة ،اليوم الاحد (20 نيسان 2025)، على أسباب عدم تدخل الدول الكبرى والإقليمية بشكل واضح في تشكيل حكومة إقليم كردستان، ومدى استفادة بعض الدول من عدم وجود برلمان يمارس أعماله وحكومة جديدة داخل الإقليم.

وقال عرفة في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الوضع الإقليمي غير المستقر في منطقة الشرق الأوسط، وانشغال الدول المؤثرة مثل أمريكا وإيران وتركيا بهذا الوضع، أدى لضعف دورها، وتأخر مشاركتها بتشكيل حكومة الإقليم، وضغطها كما كانت تفعل سابقاً".

وأشار إلى أنه "بالتأكيد فإن هنالك جهات تستفيد من وجود برلمان معطل، وحكومة وأحزاب قريبة منها تنفذ أجندتها، ومصالحها السياسية والاقتصادية، لأن وجود برلمان فعال، يعطل أجندتهم".

ويعاني إقليم كردستان العراق منذ فترة من أزمة سياسية متفاقمة، تمثلت بتعطيل البرلمان وتأخر تشكيل حكومة جديدة، في ظل خلافات داخلية بين الأحزاب الكردية، خاصة بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. 

هذه الأزمة أثرت بشكل مباشر على أداء المؤسسات الدستورية والتشريعية، وأضعفت من دور البرلمان في الرقابة والتشريع.

وفي الوقت ذاته، تشهد المنطقة الإقليمية توترات متزايدة، منها المفاوضات بين واشنطن وطهران، وتصاعد الانخراط التركي في الملف السوري، مما أدى إلى انشغال الدول الكبرى والإقليمية عن الملف الكردي، وقلّل من تدخلها المباشر كما كان في السابق.

 هذه العوامل مجتمعة فتحت الباب أمام قوى داخلية وخارجية للاستفادة من هذا الفراغ السياسي، عبر تمرير أجندات ومصالح لا تخدم بالضرورة إرادة الشارع الكردي.