بغداد اليوم – أربيل
في وقت تمر فيه المنطقة بتقلبات سياسية وأمنية معقدة، تعود العلاقات الكردية – السورية لتفتح صفحة جديدة من الحوار. اللقاء الذي جمع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بالرئيس السوري أحمد الشرع لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل خطوة تعكس واقعية سياسية متنامية واعترافًا ضمنيًا بالتحولات الجارية في دمشق.
فكما بدأت بغداد بالتعامل مع الإدارة السورية الجديدة واستقبلت وزير الخارجية السوري، اتجه إقليم كردستان نحو حوار مباشر، مدفوعًا بملفات إنسانية وأمنية تتعلق بالكرد في سوريا، واللاجئين، ومحاربة الإرهاب، إلى جانب المصالح المشتركة الأخرى.
وفي هذا السياق، علّق عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين، اليوم السبت (12 نيسان 2025)، على اللقاء الذي جمع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بالرئيس السوري أحمد الشرع.
وقال حسين في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الإدارة الجديدة في دمشق أصبحت أمرًا واقعًا، وبغداد نفسها تعاملت معها، واستقبلت وزير الخارجية، وأجرت اتصالات مع الرئيس السوري، وبالتالي لا يوجد ما يخالف بغداد".
وأضاف أن "هنالك مشتركات عديدة مع سوريا، بالنسبة لإقليم كردستان، أهمها الملف الأمني، ووضع الكرد، ووجود الآلاف من السوريين داخل الإقليم، ومحاربة الإرهاب، وغيرها من الملفات المشتركة التي يجب التطرق لها مع الإدارة الجديدة في دمشق".
فيما وأكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني التزامه والرئيس السوري أحمد الشرع بالتعاون في الحرب ضد "داعش"، وأهمية السلام في سوريا عبر حلول تنصف المكونات وخاصة الأكراد.
ونشر بارزاني عبر حسابه على منصة "إكس" تفاصيل لقائه مع الشرع، الذي جرى على هامش "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" يوم أمس الجمعة، قائلا: "ناقشنا الأوضاع في سوريا، كما استمعت إلى رؤيته لمستقبل البلاد الذي يضمن حقوق جميع السوريين".
وأضاف: "أثنيتُ على منهجه الشامل، وأكدت استمرار دعمنا له"، مشيرا إلى أنه "تم التأكيد على الالتزام المشترك بمحاربة داعش، كما أسعدني التزام الرئيس الشرع الصادق بتحقيق السلام والأمن الإقليمي".
من جهته، أفاد بيان صادر عن مكتب رئاسة إقليم كردستان بأن الجانبين تطرقا خلال الاجتماع إلى مستقبل العلاقات بين سوريا والعراق والإقليم، مع التركيز على تعزيز حسن الجوار والمصالح المشتركة، فضلًا عن مواصلة التصدي لخطر تنظيم "داعش".
وأوضح البيان أن الرئيس الشرع عرض رؤيته لمستقبل سوريا، مؤكدًا سعيَه لأن تكون دولةً جامعةً لجميع مواطنيها ومكوناتها، مع ضمان حماية الدستور لحقوقهم.
بدوره، أشاد بارزاني خلال اللقاء برؤية الرئيس السوري، مؤكدًا أهمية تحقيق السلام والاستقرار في سوريا عبر حلول سياسية تُنصف جميع المكونات، وخاصةً الشعب الكردي، بما يُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، وفقًا للبيان.
بغداد اليوم - الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك القنبلة النووية يتبع ..