دولية ومحلية.. الكشف عن جهات مستفيدة من خلق فتنة في قضاء سنجار
سياسة | اليوم, 11:00 |

بغداد اليوم - نينوى
اتهم الكاتب والصحفي الإيزيدي سامان داود جهات محلية ودولية بالسعي لخلق اضطراب متعمد بين الجيش العراقي والقوات الإيزيدية وسكان قضاء سنجار، وذلك على خلفية التوترات التي شهدها القضاء خلال اليومين الماضيين، مشيرًا إلى أن "الفتنة ليست وليدة اللحظة، بل تُدار بعناية لتحقيق أهداف طائفية وسياسية".
وقال داود في تصريح لـ"بغداد اليوم"، السبت (22 آذار 2025)، إن "عدة أطراف داخلية وخارجية تسعى للاستفادة من أجواء التوتر في سنجار، بعضها يحرّض بخطابات كراهية ضد الإيزيديين، ويُقلل من فداحة ما تعرضوا له من إبادة جماعية، بينما تسعى أطراف أخرى لتحقيق مكاسب سياسية على حساب استقرار المنطقة".
وأشار إلى أن "بعض القوى المحسوبة على المكون السني تستهدف الإيزيديين بخطابات طائفية مباشرة، مدفوعة باعتبارات دينية تعتبرهم خارجين عن الدين، بينما يدعمها طرف كردي يصب في الاتجاه ذاته بهدف التهوين من حجم الكارثة التي لحقت بالإيزيديين".
وأضاف داود أن "الجانب السياسي في هذا الملف لا يقل خطورة، إذ يسعى الطرفان السني والكردي إلى تصوير سنجار كمنطقة تابعة لحكومة مركزية ضعيفة، ويطرحون في المقابل خيار عودة قوات البيشمركة كحل وحيد، وهو ما يتقاطع مع أجندات تركية هدفها تضييق الخناق على حزب العمال الكردستاني، نظرًا لموقع سنجار الحدودي مع سوريا".
وأوضح داود أن "الاضطرابات في سنجار ليست طارئة، لكنها عادةً ما تُعالج وديًا، وهو ما يطمح إليه الإيزيديون، شريطة حفظ كرامتهم واحترامهم كمواطنين عراقيين"، داعيًا إلى "دمج القوات الإيزيدية بمختلف تشكيلاتها ضمن المنظومة الأمنية العراقية كحل جذري للأزمة، فضلًا عن العمل الجاد لإعادة النازحين الذين تُستغل أصواتهم انتخابيًا من قبل أطراف سياسية كردية تفضل إبقاءهم في المخيمات حتى ما بعد الانتخابات".
أطراف كردية تسعى لإبقاء سنجار خارج سلطة الدولة
من جانبه، أكد المحلل السياسي سعيد حمو، أن الإيزيديين لا يحملون أي موقف عدائي تجاه الجيش العراقي، وهم "من أكثر المكونات اعتزازًا بانتمائهم الوطني".
وقال حمو لـ"بغداد اليوم"، السبت (22 آذار 2025)، إن "الأوضاع المتوترة في سنجار تخدم أطرافًا كردية تسعى إلى إبقاء النازحين في المخيمات بغرض المتاجرة بملف الإيزيديين أمام الرأي العام والمنظمات الدولية، واستثماره لمصالح انتخابية"، مضيفًا أن "تلك الجهات تحاول تقديم صورة مفادها أن القضاء خارج سلطة الدولة".
خلفية الأحداث: اشتباكات واعتقالات واحتجاجات
وكان قضاء سنجار، التابع إداريًا لمحافظة نينوى شمال العراق، قد شهد مؤخرًا حالة من التوتر الأمني، بدأت بمواجهة محدودة بين الجيش العراقي و"وحدات مقاومة سنجار (اليبشه)"، وهي جماعة مسلّحة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
وبحسب مصادر أمنية، فقد اندلع الاشتباك عقب محاولة عناصر من "اليبشه" تجاوز نقطة تفتيش أمنية نُصبت في إطار عملية بحث عن مهندس زراعي إيزيدي مختطف داخل القضاء. وردًا على ذلك، شنّ الجيش حملة أمنية أدت إلى اعتقال خمسة من عناصر الوحدات، ما أثار استياء قيادة "اليبشه" وحرّك احتجاجات شعبية محدودة في سنجار.
وفي بيان شديد اللهجة أصدرته الوحدات يوم الخميس الماضي، اتّهمت الجيش العراقي بـ"نصب كمين مخطط له مسبقًا"، وادّعت أن عناصرها "تعرضوا للاعتداء أثناء عودتهم من مهمة إلى مركز القضاء"، معتبرة أن ما جرى "يأتي ضمن خطة مدبرة بالتنسيق بين بعض ضباط الجيش ومؤسسات أمنية".
وعقب الاعتقالات، خرج العشرات من أنصار "وحدات مقاومة سنجار" في تظاهرات تطالب بالإفراج عن الموقوفين، وسط دعوات لضبط النفس وتجنّب التصعيد حفاظًا على أمن واستقرار المنطقة.