السفير السوداني في روما: متفائل بعودة ترامب
مقالات الكتاب | 12-11-2024, 22:50 |
بغداد اليوم - مقالات
خلال الندوة التي عقدها منبر السياسة الخارجية مع جمعية الصداقة بالعاصمة الإيطالية روما حول ملف السودان بمقر الفنون الجميلة والتي حضرها سفراء إيطاليين وصحافيين ومستشارين بالحكومة الإيطالية ,اكد السفير سيد الطيب احمد سفير السودان في إيطاليا أن هناك تفاؤل كبير من صناع القرار في البلاد بعودة دونالد ترامب للحكم فى الولايات المتحدة ,ودلل على هذا التفاؤل بالمبادرات والقرارات التى اتخذها رؤساء أمريكا من الحزب الجمهورى الأمريكي بدءا من رفع السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب وانتهاء بإسقاط الديون التي كانت تثقل عاتق الشعب السوداني ,كما أكد على انه واثق ان الرئيس ترامب سيوقف الحرب التى تديرها مليشيات حميدتى ضد السودان وذلك لوقف أي تدخلات من قوى عظمى قد يؤثر بالسلب على النفوذ الأمريكي فى السودان ومنطقة البحر الأحمر ,كما لفت أنظار الحاضرين إلى أهمية استقرار السودان بالنسبة لإفريقيا وأوروبا ودول الجوار ,وانه يتوجب على المجتمع الدولي التدخل بصورة فاعلة لأنه إذا ما اصاب المنطقة حالة من الفوضى فإن أوروبا ستتعرض لخطر موجات من الهجرة الشرعية خاصة وان التكتل السكاني في السودان والدول المحيطة به يصل إلى نحو مئتين وخمسين مليون نسمة وبالتالي سيكون أمن اوروبا مهددا بمزيد من المهاجرين غير الشرعيين وبمزيد من موجات العنف جراء هذه الحروب الأهلية .
نحافظ على علاقاتنا مع الجميع ولا نعادي أحد
وأشار الطيب خلال الندوة أن السودان لا يعادى أحد, وأنه على الرغم من تكرار شكواه من مسؤولي الإمارات بسبب مساندتهم إلى مليشيات حميدتى ,إلا ان صناع القرار فى السودان حافظوا على عدم قطع علاقاتهم بالإمارات لأنهم لا يريدون معاداة أحد من الأشقاء الذين سعينا دائما لمد جسور المحبة معهم ,وبمجرد ان يوقفوا دعمهم إلى مليشيات حميدتى سيصبح الوضع فى السودان هادئا خلال شهرين على أقصى التقديرات .
وفى رد على سؤال للسفير لويجي سكوتوا سفير إيطاليا فى الونغو ووسط أفريقيا سابقا على سبب دعم الإمارات لمليشيات حميدتى ,قال انه لا يجد سببا مقنعا لذلك, لأن السودان يضمن مصالح واستثمارات جميع الدول على أراضيه بما لا يمس بسيادة الدولة، وتابع، لم أجد سببا مقنعا لما يتم فعله من جانب مسؤولي الإمارات ,نحن لم نضرهم فى شىء بل كنا الداعم والمناصر لهم منذ بداية استقلالهم ,مذكرا الحضور بان اول زيارة لرئيس عربي كانت للرئيس الراحل جعفر نميري حيث ان السودان استقل فى عام 1956 والإمارات استقلت فى عام 1970 فقام السودان آنذاك بتقديم الخبرات السياسية والدعم المالي ,منوها إلى ان من قام بوضع الدستور الإماراتي هو الدكتور حسن الترابي رئيس البرلمان السودانى السابق والدكتور عبد الرازق السنهورى أستاذ القانون الدولي ووزير المعارف المصري السابق .
ووجه ندءا إلى المسؤولين في الإمارات بالمضي قدما على مسيرة آبائهم الذين يتذكرهم دائما الشعب السودانى وكل عربي حر بمواقفهم الإنسانية التى لا تنسى.
وفى رد على سؤال للصحفي محمد يوسف فيما إذا كان هناك أمل فى عودة العلاقات إلى طبيعتها بين السودان والإمارات إذا ما تدخل طرف ثالث للوساطة والبحث في متطلبات الجانب الإماراتي, لعلهم قدموا الأسلحة من أجل حماية إستثماراتهم فتم استخدامها فى قنوات أخرى لم ترغبها الإمارات على سبيل المثال كتأمين مناجم الذهب حيث ان حالة الفوضى فرضت عليهم إمداد قوات الحراسة بهذه الذخائر ؟
أجاب سعادته قائلا: السودان يضمن إستثمارات جميع الدول بما يتوافق مع مصالح شعبه ايضا, وليس هناك أي تهديد للمصالح الإماراتية أو إستثمارات أي دولة كما ذكرت لكم سالفا ,وان ما نطلبه من الإخوة فى الإمارات عدم مساندتهم لمليشيات الدعم السريع لأننا لا يمكن ان نساوى بين هؤلاء وبين الجيش النظامي السوداني .
وأن سبب كل ما يحدث الآن من مليشيات حميدتى هو رفضه الإنضمام للجيش السوداني ليصبح قوة شرعية للدولة وأصر على ان يكون هو القائد الشرعي للبلاد .
على سبيل المثال هل يمكن للدولة الإيطالية ان تقبل بمنظمة الألوية الحمراء المصنفة كمنظمة إرهابية فى إيطاليا أن تتولى إدارة مؤسسة الجيش الإيطالي, طبعا الإجابة ستكون لا، بالتالي ايضا بالنسبة للسودان لا يمكن قبول ذلك .
ليس هناك تواجد إيراني أو روسي في السودان
وفى رد على سؤال للسفير روبرتو فالاسكي سفير إيطاليا السابق لدول أمريكا الجنوبية هل السودان يعول على التواجد الإيراني أو الروسي او الصيني؟، فأجاب سيادته بأنه لا يوجد أي قوات داعمة للجيش السوداني من أي دولة أجنبية وان القوات المسلحة السودانية هي من تقوم بتأمين المدن السودانية منفردة.
استثناء السودان من خطة ماتيي خطأ فادح
ولفت السفير الطيب نظر الحاضرين إلى ان إستثناء السودان من خطة ماتيي يؤثر بشكل مباشر على أمن أوروبا خاصة وان السودان بلد لعبور المهاجرين غير الشرعيين إضافة إلى ان المبلغ المرصود لخطة ماتيي وهو خمسة مليارات ونصف مليار يورو هو قيمة قليلة جدا ولا تكفى للمشروعات التي ستتقدم بها الدول التي أدمجت في هذه الخطة .
ووجه الشكر إلى الحكومة الإيطالية بزعامة جيورجا ميلونى على ما تقدمه للسودان من دعم ومنظمة الطوارىء الإيطالية ومنظمة موسيقى من أجل السلام وكل المنظمات الإيطالية التي قدمت مساعداتها إلى الشعب السوداني في محنته .
ووجه الشكر إلى جمعية الصداقة وإلى رئيسها الدكتور طلال خريس على تنظيم وتخصيص العديد من الفاعليات لمساندة السودان قيادة وشعبا , وفي نشر الحقائق للرأي العام الإيطالي وسط انشغال العالم بحرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان .