من بين بوادر حرب باردة جديدة.. العراق يرسو على شاطئ التوازن

بغداد اليوم – بغداد

أكد رئيس مركز اليرموك للدراسات الاستراتيجية، عمار العزاوي، اليوم الأربعاء (9 نيسان 2025)، أن السياسة الخارجية العراقية نجحت في إعادة التوازن إلى علاقاتها الدولية، وحافظت على قدر كبير من الاستقرار في ظل مشهد إقليمي ودولي معقد ومتشابك.

وأوضح العزاوي لـ"بغداد اليوم"، أن "العراق، وسط الصراعات المتداخلة التي تعصف بالمنطقة، استطاع أن يتبع نهجا دقيقا ومتزنا، جعله بمنأى عن الانزلاق في محاور الصراع"، مشيرا إلى أن "هذا النهج هو السبيل الوحيد لضمان السلامة وسط بحر التحديات".

وأضاف أن "العالم يشهد ما يمكن وصفه بعودة أجواء الحرب الباردة، حيث تعمل الولايات المتحدة على كبح تنامي نفوذ روسيا والصين من خلال توسيع تحالفاتها العسكرية، لاسيما في جنوب شرق آسيا، وتعزيز حضورها العسكري في الشرق الأوسط".

وتابع العزاوي قائلا: "رغم أن الولايات المتحدة أصبحت القطب الأوحد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي قبل أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن طموحاتها اصطدمت بعقبات وتحديات حالت دون فرض هيمنتها الكاملة على العالم".

وشدد على "أهمية أن يواصل العراق سياسته الخارجية الحالية، القائمة على بناء علاقات متوازنة ومتينة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، لتجنيب البلاد آثار الحروب الباردة أو أي صراعات قد تزعزع استقرارها الداخلي".

ويأتي الحديث عن نجاح السياسة الخارجية العراقية في تحقيق التوازن في وقت يمر فيه العالم بمرحلة من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، تشهد فيها الساحة الدولية بوادر حرب باردة جديدة، حيث تتواجه الولايات المتحدة من جهة، مع روسيا والصين من جهة أخرى، في سباق نفوذ وتحالفات يمتد من آسيا إلى الشرق الأوسط.

وفي ظل هذا المشهد، تسعى العديد من الدول، ومنها العراق، إلى اعتماد نهج سياسي متزن يجنبها الدخول في محاور الصراع، خاصة بعد عقود من عدم الاستقرار والتدخلات الخارجية التي أثقلت كاهل البلاد.

هذا النهج يأتي، وفق متتبعين، انسجاما مع حاجة العراق إلى بيئة إقليمية مستقرة تسهم في دعم إعادة الإعمار، وتعزيز التنمية، وتحصين الداخل من ارتدادات التوترات الدولية، خاصة أن البلاد لا تزال تتعافى من آثار الحروب والصراعات التي ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة فيها.