المنطقة مقبلة على تغيير استراتيجي.. ما هو موقف العراق؟
سياسة | 6-10-2024, 18:38 |
بغداد اليوم - بغداد
قال الباحث في الشأن السياسي أحمد الياسري، اليوم الأحد (6 تشرين الاول 2024)، أن "المنطقة مقبلة على تغيير استراتيجي كبير على مختلف الأصعدة خلال المرحلة المقبلة".
وذكر الياسري لـ "بغداد اليوم"، إن "الحرب في غزة وبعدها لبنان وتصفية قادة حزب الله وإضعافه بشكل كبير وإضعاف دور إيران في المنطقة وتقليل نفوذها سيخلق خارطة جديدة في المنطقة على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني، والعراق سيكون جزءا من هذه التغييرات، التي ستكون من مصلحته بسبب تراجع النفوذ الإيراني عليه وعلى عموم المنطقة".
وأضاف، أنه "وبعد توقف الحرب في غزة ولبنان، سوف تسعى اسرائيل بعد هذه النجاحات العسكرية في المنطقة الى اكمال مشروع التطبيع، والعراق لن يكون بعيدا عن هذا المشروع المرفوض حكوميا وسياسيا واجتماعيا، لكن المتغيرات في المنطقة ربما تدفع لتغيير الكثير من القضايا السابقة".
مشروع "إسرائيل الكبرى"
من ناحيته، حذر الباحث والمحلل السياسي من لبنان باسم عساف، من خطورة مساعي إسرائيل للسيطرة على الشرق الأوسط خلال حروب الإبادة التي تقوم بها حالياً في لبنان وغزة.
وقال عساف، لـ"بغداد اليوم"، إن "قيادة الكيان الصهيوني تعلم جيداً أنها غير متفوقة بالميدان والمواجهة المباشرة، كما هو تفوقها بالجو واستخدام الطائرات والمسيْرات وخاصٌة ما يتعلق بالشؤون الإلكترونية والسيبرانية ومؤخراً بالذكاء الاصطناعي، والحرب على الأرض بين جيش بمدرعاته ودباباته ومدافعه وأسلوبه العسكري، هو نقيض حرب العصابات ومجموعات المقاومة التي تواجه بالضرب والهرب، والدفاع عن الأرض التي عاش وترعرع في حاراتها ووديانها وهضابها وجبالها، ويشعر بأنه يدافع عن حقّه في أرضه وبلداته، فيستميت بالدفاع عنها".
وأضاف، انه "أما عن خطورتها وامتدادها إلى عموم المنطقة، فإن (نتنياهو) والحكومة المصغَّرة (الكابينت) الذين يمثلون اليمين المتطرف، قد أعموا البصر والبصيرة، بعدما شعروا بالنشوة من خلال اغتيال الأمين العام حسن نصر الله وبعض قادة الجناح العسكري للحزب، وأن هذه المعنويات بالتفوق الجوي يعطيهم الفرصة بالتفوق البري، ولكن الاحتقان الشعبي ومقاومة المحتل ستتصاعد وستشكل قوةً ضاغطةً على جيش الكيان في الميدان".
وتابع أن "على الحكام والجيوش العربية في المنطقة الحذر، وقد تفلت زمام الأمور، وتعدم كل قواعد اللعبة وخيوط الاشتباك، التي تعتمد عليها أركان الكيان الصهيوني فتكون الطامة الكبرى، في تطبيق خارطة الطريق التي تتورط فيها الدول المساندة لإسرائيل أكانت غربية أم عربية، وساعتها تكون التداعيات أكبر مما تخطط لها الصهيونية العالمية، لتفتح عليها أبواباً لم تكن بالحسبان، أو تتوسع بما لا تحمد عقباها، ومن الصعب أن تتداركها قوات الحلفاء، لترتد سلباً على الكيان الغاصب، وتتمسك المعارضة بإسقاط الحكومة اليمينية وتدور الإشتباكات والخلافات داخل الكيان، لتشهد الساحات الصهيونية شر الهزائم بفعل العنجهية والتصلّب بمواقف نتنياهو وفريقه المجنون" على حد قوله.
وختم الباحث والمحلل السياسي قوله إن "العالم الحر اليوم قد فضح كذب وإحتيال المؤآمرة الصهيونية ومرادها بالسيطرة على الشرق الأوسط وتوسيع الإحتلال لإسرائيل لتشمل أراضيها من الفرات إلى النيل ، وأنها تعمل لهذا التوسع بالحرب والإحتلال مع بعض الدول، وأيضاً بالاتفاقات والتطبيع مع دول أخرى في المنطقة، وهذا ما نشهده على الساحة العربية حالياً، وقد بدأ من فلسطين وإبادة وتشريد أهلها، وأيضاً مع لبنان باستخدام الأرض المحروقة وتهجير سكانه، ليطال ذلك دولاً أخرى من الفرات إلى النيل، وهذا الأمر وهذه الحرب، قد فتحت أبوابها على مصراعيها، ولن تغلق مطلقاً حتى على الأقل بالمدى القريب".