آخر الأخبار
الإطار يقطع الطريق: لن نقبل أي محاولات لتغيير الواقع السياسي في العراق بعد معركة "العصائب الحمراء".. الغموض يحيط بمصير ماهر الأسد الكشف عن تفاصيل الساعات الأخيرة لهروب المسؤولين في النظام السوري "العراق ضمن خارطة التغيير".. مختص: قرارات دولية مرتقبة ستتخذ قبل قدوم ترامب الكونغرس الأمريكي يبلغ "أبل" و"غوغل" بإزالة "تيك توك" نهائيا الشهر المقبل

ما علاقة العراق؟.. أزمة الكهرباء تتفاقم في إيران والعجز يصل إلى 20 ألف ميغاواط

عربي ودولي | 2-09-2024, 09:27 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة 

كشف رئيس مجلس إدارة نقابة الشركات المنتجة للكهرباء الإيرانية، حسن علي تقي زاده، اليوم الإثنين (2 أيلول 2024) عن عجز يبلغ 17 ألف ميغاوات في البلاد، منتقدا السياسات الحكومية التي قلّصت استثمارات القطاع الخاص منذ سنوات.

وحذّر زادة في تصريح لوسائل إعلام إيرانية وتابعته "بغداد اليوم" من مغبة عدم استقطاب 20 مليار دولار استثمارات لمعالجة الأزمة خلال السنوات الخمس المقبلة.

من جانبه، حدد علي أكبر محرابيان وزير الطاقة السابق -قبيل تسليمه مقاليد إدارة الوزارة إلى خلفه عباس علي آبادي- نسبة زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف الجاري في بلاده بحدود 9% مقارنة مع العام الماضي، عازيا السبب إلى القبة الحرارية التي تخيم على البلاد.

في غضون ذلك، يذكر الباحث الاقتصادي عبد الرضا داوري، أسبابا عدة لعجز الكهرباء في إيران، بعضها طبيعية مثل: زيادة الاستهلاك إثر ارتفاع الحرارة، وزيادة عدد مشتركي هذا القطاع، معتبرا هذه الأسباب بأنها مؤقتة. لكنه يرى أن المشكلة الأساسية تكمن في: تراجع الاستثمار في قطاع إنتاج الكهرباء منذ سنوات.

ويعزو الباحث الإيراني سبب تقلص الاستثمار في محطات توليد الكهرباء إلى العقوبات والضغوط الأجنبية على الاقتصاد الوطني طوال العقد الأخير مما أدى إلى تهميش مشاريع صيانة وترميم محطات الطاقة وانخفاض كفاءتها الإنتاجية والعزوف عن إطلاق مشاريع جديدة كان قد خطط لها لسد العجز الموجود.

ويشير داوري إلى أن عجز الكهرباء في إيران بلغ مؤخرا نحو 20 ألف ميجاوات، موضحا أن" هذه النسبة تتطلب استثمارات بقيمة 20 مليار دولار كان ينبغي أن تبدأ قبل سنوات بالتدريج للحد من تراكمها، لكنها لم تحدث بعد.

وعما إذا كانت صادرات طهران من الكهرباء إلى العراق قد أسهمت في تزايد الهوة بين إنتاج الكهرباء والاستهلاك، يقول داوري إن صادرات الكهرباء إلى دول الجوار ومنها العراق قليلة جدا ولا تتجاوز 2% من إجمالي الكهرباء المنتجة في البلاد، في حين أن نسبة هدر الطاقة في منظومة النقل والتوزيع تبلغ نحو 8% منها.

وفضلا عن خروج عدد من محطات توليد الطاقة المتهالكة عن مدار إنتاج الكهرباء خلال السنوات الماضية، فإن الجفاف الذي يعصف بإيران منذ حوالي عقدين عرقل وتيرة إنتاج المحطات الكهرومائية.

وعلى غرار عجز الغاز خلال فترة الشتاء، فإن قطع الكهرباء عن البلدات الصناعية كبّد العديد من المصانع خسائر فادحة نتيجة انخفاض الإنتاج، إلى جانب الأضرار التي لحقت بقطاعات الزراعة والصحة والخدمات وكذلك إعطاب الأجهزة المنزلية جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

في غضون ذلك، يذكّر عطاء الله هاشمي عضو مجلس التسعير واعتماد سياسات الدعم للمحاصيل الزراعية، بسياسة الحكومات السابقة التي لطالما حثت المزارعين على استخدام الكهرباء بدلا من الديزل لاستخراج المياه من الآبار، مؤكدا أن خسائر القطاع الزراعي جراء الانقطاع اليومي للكهرباء بلغت 4000 تريليون ريال (95 مليون دولار)، مطالبا الحكومة بتحمل تلك الخسائر.

من ناحيته، طالب حميد رضا فولادكر، رئيس المجلس التوجيهي للتحسين المستمر للأعمال، الجهات المعنية بتعويض الخسائر التي لحقت بالمصانع جراء قطع الكهرباء عن البلدات الصناعية وإلزام الحكومة بتسديد مستحقات القطاع الصناعي وفقا للمادة 25 من قانون تحسين بيئة الأعمال.

في حنين، يرى الباحث الاقتصادي عسكر سرمست، أن حجم الخسائر الناتجة عن انقطاع الكهرباء تختلف من قطاع إلى آخر، لكنه يرى أن مصانع إنتاج الصلب والنحاس والألمنيوم هي الأكثر تضررا جراء أزمة الكهرباء في حين أن قطاع التعليم يكاد لا يتأثر بها بسبب العطلة الصيفية.

ويعتقد سرمست أن أزمة الطاقة تتسبب بشكل غير مباشر في تراجع الاستثمار في القطاعات الصناعية وتحرم الاقتصاد الوطني من المشاريع التي تبقى حبرا على ورق بسبب خشية المستثمرين من الخسائر المحتملة جراء اتساع الهوة بين إنتاج الكهرباء والاستهلاك.

ورأى، أن معالجة أزمة الكهرباء ممكنة عبر الحد من هدر الطاقة، وتنويع مصادرها، ودعم مصادر الطاقة المتجددة نظرا لما تحتويه البلاد على مواقع ملائمة عديدة لإنتاج طاقة الرياح وتمتعها بمناخ مشمس طوال العام تقريبا.

ولدى إشارته إلى هيمنة القطاع الحكومي على شبكة إنتاج الكهرباء، يرى المتحدث نفسه في نظام التسعير الرسمي تحديا لا يشجع القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع الكهرباء، مطالبا بتحسين الإدارة وتقليص الحوكمة في هذا القطاع.

 

المصدر: ميدل ايست نيوز