آخر الأخبار
رغم الجغرافيا المعقدة.. خطة شاملة لإنهاء خلايا داعش النائمة في وادي زغيتون الكشف عن مخاوف الاكراد من التعداد السكاني: يؤثر على حصة الاقليم بالموازنة السوداني يوجه بتفريغ الموظفين العاملين في التعداد السكاني التعداد السكاني في ديالى يشمل الجميع.. مدير ناحية قره تبه يحسم الجدل استثناء الحركة الجوية والمسافرين والوافدين عبر المطارات من حظر التعداد

"اتهامات الطائفية تعود من جديد".. تعديل قانون الأحوال الشخصية "يثير جدلاً"

سياسة | 24-07-2024, 19:50 |

+A -A

بغداد اليوم - بغداد

أثار عرض القراءة الأولى لمقترح قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، في جلسة مجلس النواب، اليوم الأربعاء، (24 تموز 2024)، جدلاً وخلافاً بين الكتل النيابية ومنظمات المجتمع المدني.

وترى بعض الأحزاب والكتل السياسية، ان التعديل "ضروري" بينما تعده قوى أخرى محاولة لـ"شرعنة" زواج القاصرات و"تكريس للطائفية". 

وقال الحزب الشيوعي العراقي، في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، "فوجئ الرأي العام العراقي، بإدراج مشروع تعديل لقانون الأحوال الشخصية في جدول أعمال جلسة مجلس النواب التي تعقد اليوم الأربعاء، تضمنت مسودة التعديل التي قدمت إلى المجلس من أجل القراءة الأولى، موادَ مخالفة للدستور العراقي، حيث تتعارض مع المادة 14 منه، التي تكفل مساواة العراقيين أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس، أو العرق، أو القومية، أو الأصل، أو اللون، أو الدين، أو المذهب، أو المعتقد، أو الرأي، أو الوضع الاقتصادي، أو الاجتماعي".

وتابع: "كما أن التعديل المقترح يقسم العراقيين وفقاً للمذهب، بما يكرس النزعة الطائفية المقيتة، التي ألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمع العراقي، وأشعلت الحروب والانقسامات التي ما زلنا نعاني من آثارها لغاية يومنا هذا".

وتساءل بيان الحزب بالقول "هل هذا التوجه لتعديل القانون وفقاً للمسودة المقدمة، ينسجم مع الادعاءات برغبة القوى السياسية الماسكة بالسلطة، في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، وبالتالي الأمني والاقتصادي؟!".

ولفت الى أن "قانون الأحوال الشخصية النافذ الذي شرع في فترة حكومة ثورة 14 تموز، تتضمن أحكامه تحقيق حالة متوازنة، تستجيب لواقع المجتمع العراقي بكل أطيافه، وفيها ما ينصف المرأة والطفل، ويحقق مصلحة العائلة والمجتمع. فضلاً عن كونه يتلاءم مع المواثيق الدولية ذات العلاقة بحقوق الانسان التي صدرت خلال العقود الاخيرة، وانضمت إليها الحكومات العراقية المتعاقبة".

ورفض الحزب الشيوعي "مسودة التعديل المقدمة، من منطلق المصلحة العامة لعموم العراقيين"، داعيا "جميع القوى الوطنية والديمقراطية والمدنية، أحزابا ومنظمات وشخصيات، إلى رفضها ومنع تمريرها، بكل الوسائل الديمقراطية المتاحة، لما تمثله من خطورة مجتمعية وسياسية جذرية".

وشدد على أن "العراقيين يصبون لتأسيس هوية وطنية عراقية جامعة، في ظل عراق ديمقراطي مدني يسوده القانون والدستور، وهو التطلع الذي يجب الدفاع عنه والعمل من اجل تحقيقه".

في المقابل عدت رابطة المرأة العراقية مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية "طائفي ويهدد وحدة العراقيين".

وقالت الرابطة في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، "ليس بالجديد على مجلس النواب العراقي ان يضع ضمن جدول اعماله ما يثير القلق ويهدد المكتسبات الحقيقية والضامنة لوحدة النسيج العراقي بكل اطيافه، وهذا ما جاء في اعلان جدول أعمال جلسة اليوم".

وبينت أن "الوقوف بوجه هذه الجلسات ومنع تمرير مشاريع التعديلات على بعض القوانين العراقية ورفضها، هو منع لكوارث من شأنها تمزيق وتجزئة العراق إلى مذاهب وطوائف وبالتالي تكرس الانشقاق وتوسع من دائرة التفرقة والتفكك المجتمعي".

وأشارت الرابطة الى أنّ "هذا الاجراء الذي تحاول اطراف في مجلس النواب الاقدام عليه يمسّ بالحقوق التي يكفلها الدستور في المادة 14، ويشكل خطراً على مستقبل العراق وشعبه، وعليه لابد من الغاء هذه الفقرة من جدول اعمال البرلمان وسحب مشروع التعديل، والتعهد بعدم الاخلال بقانون الأحوال الشخصية، وقطع الطريق أمام أي مشروع سيحدث هزة تعصف بالمجتمع العراقي وتزيد من الخلافات الطائفية".

وحثت "السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية الى إعادة النظر في الكثير من خططها والتركيز على القضايا الأهم والأكثر إلحاحاً في البلاد خصوصاً الأوضاع الاقتصادية والمعاشية والاجتماعية  والتفكير بحلول ناجعة".

وأكدت رابطة المرأة العراقية "محاولات تعديل قانون الأحوال الشخصية" داعية "كافة الاخيار من بنات وأبناء هذا البلد لوضع حدٍ الى كل من يحاول الاستقواء والانفراد بتمرير القرارات وما يهدد وحدتنا الوطنية، بالتخلص من الخلافات والنعرات الطائفية، والتأسيس لانتماء وطني ومدني جامع، بدلا من مشروعات وقوانين تزيد من ويلات الناس وتخلف الكثير من الفوضى، والمحافظة على قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 لضمان التوازن وحفظ النظام والعدل دون تمييز".

من جانبها كشفت كتلة اشراقة كانون عن خفايا جلسة البرلمان الخاصة بتعديل قانون الأحوال الشخصية.

وقال النائب عن الكتلة، أمير المعموري، إن "جلسة مجلس النواب الخاصة بقانون الأحوال الشخصية شهدت جدلاً واسعا داخل قاعة البرلمان" مبينا أن "الجلسة جرى رفعها بعد حدوث جدال بين النواب بسبب رفع القراءة الأولى لقانون الأحوال الشخصية من جدول الأعمال".

ونوه المعموري الى أن "عدداً من النواب عملوا على جمع تواقيع من اجل رفع القراءة لإثارة الجدل داخل البرلمان".

وكان عضو اللجنة القانونية النيابية، رائد المالكي، كشف أمس، أهم فقرات تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي يعمل عليه البرلمان، مشيرًا الى انه يمنح الفرد العراقي حرية اختيار الاحكام وفق لمعتقداتهم ومذاهبهم، وعدم فرض القانون المدني عليهم، في الوقت الذي يؤشر ناشطون "خطرًا" و"الغاماً" داخل تعديل القانون.