آخر الأخبار
توجه برلماني لرفع السن التقاعدي في مؤسسات الدولة إلى 63 سنة دوي انفجار في محيط منطقة السيدة زينب بريف دمشق ‏أيمن حسين: نعتذر من الجمهور العراقي كاساس يحمل اللاعبين مسؤولية التعادل أمام الأردن وزير الداخلية لـ "بغداد اليوم": نجحنا بتنظيم مباراة المنتخب

العراق "رئيساً" للدورة الـ55

وزراء الاعلام العرب يناقشون التحديات والمتغيرات بدورتهم الـ 54

محليات | 29-05-2024, 20:57 |

+A -A

بغداد اليوم -  بغداد

كان لتطور وسائل الإعلام والاتصال وبشكل قفزات واسعة في حقل الاتصال في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحالي اثر بالغ في ظهور وسائل اتصال تعبر عن حقيقة العصر ممهدة لدخول العولمة في كل شيء.

ولقد ظهرت العديد من وسائل الاتصال التي تقوم على مشاركة المتلقي مثل الوسائط المتعددة الملتيميديا (Multi-Media) والتي مزجت خدمات الهاتف والتلفزيون والكمبيوتر والصور المتحركة مع الصوت والنص المكتوب والمعطيات الرقمية بشرط إمكانية تفاعلها مع هذه العناصر وبعد أن أصبح التلفزيون مشابهاً للإذاعات في التقاط الإرسال الالكتروني الجديد الذي لا يعبر الحدود السياسية أو الجغرافية، وقد أدى ذلك تبعاً إلى أن يصبح الإعلام وعلم المعلوماتية علوماً لا تحدها حدود ولا تستطيع البلدان (ومنها الأقطار العربية) أن تواكبه أو أن تمنعه لأنها تعتمد بشكل كبير على جاهزية مشاريع الصناعة الاتصالية

وهذا ما فرض على العرب شاؤا أم أبوا دخولهم في أتون هذه الحرب الضروس الأمر الذي أدى إلى أن تكون الفضائيات العربية مزدحمة لا بل محتدمة بالتنافس على البث الفضائي العالمي نحو مشاهديها كما كان في السابق يتجه نحو أسواقها من قنوات فضائية مازالت تثير الشكوك ومخاوف الكثيرين من المتخصصين في قضايا الإعلام العربي وتنميته، ويمتاز هذه البث بما يؤكد (التبعية الثقافية) على الرغم من تنوع مصادره لفرض الهيمنة الإعلامية من دول الشمال نحو دول الجنوب بعوامل إعلامية ذاتية محددة بجوانب نظرية (الانتشار) لتعمل وفق آلية التداخل الشاملة المتكاملة.

ورغم الاعتقاد ان الإعلام العربي يتمتع بدرجة مقبولة من التطور الا ان هذا الإعلام لا يزال يفتقد الى وجود استراتيجة إعلامية عربية واضحة المعالم مما أدى الى اختلاط الأوراق الإعلامية وأضعف من كفاءتها ولم تلب بشكل كامل الطموحات القومية ولم توصلها الى مستوى الإعلام الغربي مما يتطلب إعادة النظر ووضع استراتيجيه للإعلام العربي يتم من خلالها بذل الجهود لتفعيل الأداء وبما يخدم القضايا العربية .

فالإعلام العربي جزء لا يتجزأ من عملية التنمية الشاملة وأحد ركائز الإستراتيجية العربية ومطالب بالنهوض بأدوار حيوية في كافة مجالات الحياة ويساهم بشكل كبير في ترسيخ الأمن وإطلاق حرية التعبير للجماهير ويشجع الإبداع ويثير الحماس لدى الامة العربية وله أدوار مهمة تجاه القضايا الخدمية داخل المجتمع بما يساهم في اجراء الإصلاحات والتطوير المنشود في النواحي الاجتماعية والاقتصادية التي تجعله في مصاف الدول المتقدمة

كما يساهم الإعلام العربي مع كل ما يؤشر علية من حالات إخفاق وسلبية في استنهاض عوامل القوة في المجتمعات العربية والدفاع عن وجودها وتطورها في زمن تزداد فيه أهمية الإعلام في عالم أصبح صغيرا بعدما تطورت وسائله وأدواته واصبح عنصرا رئيسيا يلازم كافة النشاطات والفعاليات في أي مجتمع ينشد التقدم والتطور.

وفي محاولة لمواكبتها،  تهتم الحكومات العربية بعقد مؤتمر سنوي لوزراء الاعلام، لمناقشة التحديات الكبيرة والمتغيرات السريعة، والذي أكد بدروته التي أقيمت في المنامة عاصمة دولة البحرين، تعزيز التكامل والعمل الإعلامي العربي المشترك لمواجهتها، والمضي قدماً بما يعود بالرخاء والازدهار على الدول، ويحقق آمالها وتطلعاتها. 

وفي إنجاز تاريخي، فاز العراق برئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الخامسة والخمسين، المقرر عقدها في بغداد عام 2025، حيث اعرب رئيس هيئة الإعلام والاتصالات علي المؤيد عن فخره واعتزازه بثقة الأشقاء العرب بالعراق وقدرته على قيادة العمل الإعلامي العربي المشترك خلال المدة المقبلة.

وأكد المؤيد أن "العراق سيعمل على تعزيز التعاون الإعلامي العربي وتطويره، ومواجهة التحديات التي تواجه القطاع، بما يخدم مصالح الشعوب العربية وقضاياها العادلة".

وقد رحب وزراء الإعلام العرب المشاركون في الدورة الحالية باحتضان العراق لأعمال المجلس الوزاري في دورته القادمة، متمنين للعراق النجاح في مهمته الرئاسية.

وكانت حرب غزة على رأس السطر بالمتمر 54 للاعلام العربي، حيث أعلن السفير خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أن مواصلة الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية وفي صلبها القدس المحتلة في سياق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وباقي مناطق الأراضي المحتلة على رأس أجندة اجتماع وزراء الإعلام العرب الذي تستضيفه مملكة البحرين الأسبوع الجاري، إضافة إلى متابعة خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج بما في ذلك اعتماد النظام الأساسي للمرصد والمنصة المدمجة، والمعهد العربي لصحافة السلام، وتوصيات اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني.

وأضاف: أن اللجنة الدائمة ستنكب على تدارس أفضل السبل لتنفيذ الخطة المرحلية للاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وذلك في ضوء اعتماد القمة العربية  العادية (33) بمملكة البحرين  على هذه الاستراتيجية ، و اعتماد توصيات الملتقى الأول للمؤثرين وصانعي المحتوى في مجال التنمية المستدامة، فضلا عن  اتخاذ الخطوات الهادفة لاستكمال ملف التفاوض مع شركات الإعلام الدولية، ومواصلة الجهود الرامية لنشر الثقافة الإعلامية البيئية، وتعزيز دور المرأة العربية في وسائل الإعلام ، واعتماد ميثاق الشرف الإعلامي العربي بعد إثرائه بأحكام جديدة تمشيا مع مبادرة الأمانة العامة ومقترحات الدول الأعضاء بشأن ادماج البُعد الانتخابي في متابعة الاستحقاقات الانتخابية على المستوى الإعلامي.

واستضافت مملكة البحرين اليوم 29 آيار 2024، بالتعاون بين قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ووزارة الإعلام الدورة 54 لمجلس وزراء الاعلام العرب بعد ان جرى التحضير لها باجتماعات الدورة 101 للجنة الدائمة للإعلام العربي والدورة 19 للمكتب التنفيذي على التوالي يومي 27 و28 من الشهر الجاري.

وفي هذا الإطار، صرح الأمين العام المساعد أن اللجنة الدائمة للإعلام العربي تدارست مشروع جدول الأعمال انطلاقا من البنود المدرجة والإسهامات البناءة للدول الأعضاء والشركاء المعنيين لترفع توصياتها إلى المكتب التنفيذي تمهيدا لاعتمادها من طرف المجلس مشيرا إلى ان هذه الدورة تميزت باستعراض نتائج متابعة تنفيذ قرارات الدورة 53 للمجلس بالرباط، وتوصيات الدورة (18) للمكتب التنفيذي بطرابلس، في ضوء نتائج الاجتماعات التحضيرية للفرق واللجان المنبثقة عن اللجنة الدائمة.

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يحظى فيها العراق برئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب منذ تأسيسه، مما يعكس مكانة العراق المتنامية في الساحة العربية، والثقة التي يحظى بها على المستوى الإقليمي.