معركة "وردية" 90% عبر مواقع التواصل.. مناوشات إيران واسرائيل تثير سخريّة خبراء الحرب
أمن / عربي ودولي | 19-04-2024, 22:15 |
بغداد اليوم - بغداد
وصف الخبير في الشؤون الأمنية المحلية صادق عبدالله، اليوم الجمعة (19 نيسان 2024)، بان ما يحدث بين طهران وتل ابيب هي حرب وردية برعاية امريكية، مشيرًا إلى انها تفتقد لأهم عنصر وهو "المباغتة"، حيث ان ما يحدث هو ابلاغ الطرف الاخر قبل ضربه، وهي عملية تهدف لجعل زخم الحرب في "مواقع التواصل الاجتماعي فقط".
وقال عبدالله في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "اهم عناصر الحرب هو المباغتة وتوجيه ضربات نوعية في عمق العدو لارباك خطوطه والحاق اكبر خسائر به لكن من خلال قراءة موضوعية لطبيعة الضربة الايرانية قبل ايام وما تلاه من هجوم مفترض لإسرائيل في اصفهان فجر اليوم بطائرات مسيرة من الداخل تدل على اننا امام نوع اخر من الحروب".
وأضاف، انه "ليس هناك اية مباغتة في كلا الضربتين (الايرانية –الاسرائيلية) بل عملت امريكا ودول اخرى في المنطقة على ايصال المعلومات عن موعد الاطلاق والاهداف وحتى المسارات وهذا ما كشفته تسريبات كبرى الصحف الغربية وحتى الايرانية التي اكدت وجود ابلاغ مبكر بالضربات ".
واشار الى اننا "امام حرب وردية لا تريد كل من ايران واسرائيل نزيف للدماء او ضرب منشآت نووية او اهداف استراتيجية والابقاء على ان 90% من زخمها يبقى في منصات التواصل".
وتابع، ان "رسالة تل ابيب لطهران من خلال مسيرات اصفهان بان لديها خلايا نائمة قوية في العمق الايرانية قادرة على استهداف اهداف حيوية من خلال المسيرات"، لافتا الى ان "ابلاغ امريكا ايران بموعد العملية عن طريق طرف ثالث وارد لتفادي احراج طهران ودفعها للرد مرة اخرى".
وبين ان "كل الاطراف ومنها امريكا تعتبر الحرب مع ايران الان كارثية لذا تحاول دفع الامور الى هدوء ولو مؤقت لتفادي اشتعال المنطقة"، مؤكدا بأن "ما حدث حتى الان ليست حرب بل مناوشات متفق عليها اي حرب وردية".
وشنت إيران خلال الاعوام الثلاثة الماضية عدة هجمات من أراضيها، لكن الهجمات التي طالت قاعدة عين الاسد على سبيل المثال انتقامًا لاغتيال قاسم سليماني، وكذلك الهجوم الكبير على اسرائيل قبل أيام انتقامًا من قصف السفارة الايرانية، كلاهما جاءا بعد ابلاغ مسبق، مما تسبب باخلاء الاهداف المستهدفة والتحصن مما تسبب بعدم تسجيل أي اصابات في صفوف الامريكان او الإسرائيليين.
بالمقابل، نفذت ايران ضربتين على مواقع في اقليم كردستان قالت انها مواقع "اسرائيلية" تسببت بمقتل واصابة شخصيات رجال اعمال في كردستان، واتسمت بالمباغتة ودون ابلاغ مسبق.
من جانبها، قادت واشنطن واسرائيل ضربات أدت لمقتل العديد من القادة الكبار في الحرس الثوري، الا ان الرد الاسرائيلي الاخير في ايران فجر اليوم الجمعة، كان عبارة عن 3 طائرات مسيرة صغيرة وتأتي بهدف ارسال رسائل فقط وليس للانتقام، فيما يحاول الجانب الايراني نفي ان يكون هذا الهجوم متورطة فيه اسرائيل، وذلك في محاولة لتفادي الاحراج خصوصا بعد ان توعدت طهران بالرد على الرد الاسرائيلي اذا وقع.