ملف اجتياح رفح يعقد العلاقة بين واشنطن وتل ابيب.. حماس هي المستفيد الأكبر
عربي ودولي | 28-03-2024, 13:04 |
بغداد اليوم - متابعة
يتوقّع خبراء أن يؤدي قرار واشنطن بالامتناع عن استخدام حق النقض "الفيتو"، ضد قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لمزيد من التدهور في العلاقات بينها وبين تل أبيب، وأن تمتد الحرب لما بعد تحديد مصير الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في انتخابات الرئاسة الامريكية.
وحسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقرير لها، اليوم الخميس (28 اذار 2024)، فإن الفترة المقبلة قد تشهد فتورا في العلاقات بسبب هذا القرار، وأن إسرائيل قد تُحجِّم المشاركة الامريكية في عمليات صنع القرار الإسرائيلية.
وبعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، امتنعت الولايات المتحدة، لأول مرة، يوم الإثنين، عن التصويت واستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، ضد قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
يصف المحلل السياسي، جواد الشامي، هذا التوتر بين البلدين بأنه "أكبر خلاف وقع بين إسرائيل وامريكا منذ إنشاء إسرائيل، وهناك مزيد من الصعاب ستواجه العلاقات بين البلدين".
وعن أسباب اتخاذ إدارة بايدن خطوة الامتناع عن استخدام الفيتو هذه المرة، قال الشامي ان إدارة بايدن تواجه ضغوطا داخلية وخارجية بسبب تأييدها لإسرائيل خلال الحرب، ونتنياهو لم يحقق أيا من أهدافه في الحرب (تدمير حماس عسكريا نهائيا، وتحرير كل الرهائن).
وأضاف كما ان ملف اجتياح رفح شائك جدا بين البلدين، فإسرائيل ترى أن النصر سيأتي من هناك، وامريكا لا تريد مزيدا من التوتر في المنطقة، لافتا الى ان المطلوب من إسرائيل الآن التنازل عن بعض البنود في المفاوضات حتى تسير الأمور في طريقها والدخول في هدنة بأقرب وقت.
وعن المتوقع أن تتخذه الإدارة الامريكية إن استمر نتنياهو في إصراره على اجتياح رفح بعملية عسكرية واسعة، أوضح الشامي: واشنطن فقدت لغة الحوار مع نتنياهو، وتحاول أن تعيده للمسار المحدد له بمزيد من الضغط، وأعتقد أن عزوف بعض الدول الأوروبية عن تصدير السلاح لإسرائيل جاء بمباركة أمريكية.
في تقدير الصحفي الفلسطيني، نزار جبر، فإن الخلاف بين نتنياهو وبايدن "ليس له علاقة بمصلحة الفلسطينيين، لكنه بسبب مخالفة نتنياهو أوامر أمريكا".
ويتفق جبر مع الشامي في أن جوهر الخلاف الآن أن إدارة بايدن لا تريد اقتحام رفح، بينما يرى نتنياهو أن هذا الاقتحام هو "مفتاح النصر".
كما توجد خلافات بين الجانبين حول خطة ما بعد الحرب على غزة، فواشنطن تريد وقفا لإطلاق النار يصاحبه إطلاق رهائن، حسبما ذكر جبر.
ويتوقع جبر أن نتنياهو سيطيل أمد الحرب حتى إجراء الانتخابات الرئاسية الامريكية، نوفمبر المقبل، أملا في أن تكون الضغوط الانتخابية على بايدن قد انتهت، أو جاءت إدارة جديدة يتعامل معها من البداية.
وعلّق نتنياهو على القرار الامريكي في مجلس الأمن، بقوله، الأربعاء، إنه "خطوة سيئة للغاية، والأسوأ منها أنها شجّعت حماس على اتخاذ موقف متشدّد، وثقة في أن الضغوط الدولية ستمنع إسرائيل من إطلاق سراح المختطفين وتدمير حماس".
وأضاف نتنياهو خلال لقائه السيناتور الامريكي الجمهوري عن ولاية فلوريدا، ريك سكوت: "القرار الذي اتخذته بعدم إرسال الوفد إلى واشنطن، في أعقاب هذا القرار، كان بمثابة رسالة إلى حماس بأنها لن تعتمد على هذه الضغوط، أتمنى أن يفهموا الرسالة".
المصدر: سكاي نيوز