آخر الأخبار
توجه برلماني لرفع السن التقاعدي في مؤسسات الدولة إلى 63 سنة دوي انفجار في محيط منطقة السيدة زينب بريف دمشق ‏أيمن حسين: نعتذر من الجمهور العراقي كاساس يحمل اللاعبين مسؤولية التعادل أمام الأردن وزير الداخلية لـ "بغداد اليوم": نجحنا بتنظيم مباراة المنتخب

السرطان ارتفع 38 ضعفًا و15% من المواليد "مشوهون"

"يجب تدمير المدينة وعزلها".. آثار الأسلحة المحرمة على الفلوجة اكبر بكثير من "هيروشيما وناكازاكي"

محليات | 21-03-2024, 17:36 |

+A -A

بغداد اليوم -  متابعة

طالب سكان محليون في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار، اليوم الخميس (21 اذار 2024)، بتدخل المجتمع الدولي لانقاذهم من الآثار الدائمة لاستخدام القوات الأمريكية للأسلحة المحرمة دولياً، بعد ان ولد من بين كل 1000 مولود جديد، حوالي 147 منهم بعيوب خلقية. 

ووجد الباحثون أيضا أن عدد حالات سرطان الثدي لدى الإناث زاد 10 مرات مقارنة بعددها في عام 2003، اضافة الى سرطان الدم، ووفيات الرضع، واضطرابات النسبة الطبيعية بين المواليد والجنس بين السكان في الفلوجة هي أكبر بكثير من تلك التي تم الإبلاغ عنها بالنسبة للناجين من القنبلتين الذريتين في هيروشيما وناجازاكي في عام 1945. 

وفي نيسان 2004، شنت قوات الاحتلال الأمريكية هجوماً على الفلوجة، على بعد 50 كيلومتراً غرب بغداد، إلا أنها واجهت مقاومة شديدة من الجماعات المسلحة المناهضة للولايات المتحدة، مما دفع القوات الأمريكية إلى اجتياح المدينة في تشرين الثاني من العام نفسه.

ووفقاً لأطباء ومواطنين محليين، استخدمت القوات الأمريكية أسلحة محرمة دولياً في عملياتها، بما في ذلك الفوسفور الأبيض وذخيرة اليورانيوم المنضب، مما أدى إلى مستويات كارثية من التشوهات الخلقية والتشوهات بسبب التلوث.

وقال طبيب محلي في المدينة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه لا توجد أرقام رسمية حول الوضع العام للعيوب الخلقية في المدينة، لكن دراسة أجريت في عام 2011 أظهرت أنه من بين كل 1000 مولود جديد، ولد حوالي 147 منهم بعيوب خلقية. ووجد الباحثون أيضا أن عدد حالات سرطان الثدي لدى الإناث زاد 10 مرات مقارنة بعددها في عام 2003.

وقالت دراسة أخرى نشرتها المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة ومقرها سويسرا في يوليو 2010 إن "الزيادات في السرطان، سرطان الدم، ووفيات الرضع، واضطرابات النسبة الطبيعية بين المواليد والجنس بين السكان في الفلوجة هي أكبر بكثير من تلك التي تم الإبلاغ عنها بالنسبة للناجين من القنبلتين الذريتين في هيروشيما وناكازاكي في عام 1945.

ووجد الباحثون أن هناك زيادة قدرها 38 ضعفا في سرطان الدم في الفلوجة مقارنة بـ 17 ضعفا في المدن اليابانية، وفقا للدراسة.

وقال سعدي الذهيبة وهو طبيب يبلغ من العمر 51 عاما في أحد مستشفيات الفلوجة إن "ما حدث في الفلوجة كان وحشيا للغاية. استخدم الأميركيون أسلحة محظورة، ما أدى إلى ارتفاع حالات العقم عند النساء والتشوهات الخلقية وحالات السرطان". وأضاف الطبيب أنه كان شاهداً على معارك الفلوجة عام 2004.

وبعد 20 عاماً من المعارك، لا تزال آثار الاستخدام الأمريكي للأسلحة المحرمة دولياً قائمة.

ويستذكر الذهيبة "رأيت بأم عيني بعد ضربهم بالفسفور الأبيض الجثث في الشارع، خاصة في حي الجولان، وهو الحي الأكثر تضرراً في المعارك".

ذكر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نوفمبر 2007 أنه في حين أن الكمية الإجمالية لذخائر اليورانيوم المنضب المستخدمة أثناء وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ظلت غير معروفة، فإن "الأرقام التخمينية من دراسات مختلفة تتراوح بين 170 و1700 طن متري".

كما أدى الاستخدام المتهور للأسلحة المحرمة دوليا إلى زيادة فعلية في التشوهات الخلقية النادرة في الفلوجة.

وفي أنقاض منزل قصف خلال المعارك في حي الجولان، قال خالد إبراهيم (53 عاما) إنه فقد جزءا من منزله، لكن المعاناة الحقيقية استمرت حتى بعد مرور 20 عاما.

ويقول إبراهيم متأوهاً: "لقد تحولت حياتي العائلية إلى مأساة لا تطاق، لأن لدي ابنتين معاقتين، الأمر الذي يعكر صفو حياتنا اليومية، ناهيك عن المعاناة اليومية للبحث عن عمل".

وتعاني ابنتا إبراهيم، نور، 18 عاماً، وميار، 10 أعوام، من تشوهات خلقية في العمود الفقري والقفص الصدري.

اضطرت نور إلى ترك المدرسة لأنها لم تعد قادرة على المشي، بينما كانت ميار لا تزال في المدرسة ولكن نصحها الطبيب بعدم حمل حقيبتها المدرسية، وربما كان الأمر مجرد مسألة وقت لتترك المدرسة.

على مر السنين، أنفق إبراهيم كل مدخراته على علاج ابنتيه، وقال إبراهيم بغضب: "كل التشوهات هي بسبب القصف الأمريكي الذي استخدموا فيه مختلف الأسلحة، وبعد كل هذه السنوات تظهر الأمراض والآثار السلبية الأخرى على شعبنا".

وقال عبد القدوس حميد، أخصائي التحاليل الطبية، إن الفرق الطبية لاحظت ارتفاعا في الأمراض التي قد تكون مرتبطة باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا في العراق منذ عام 2010. على سبيل المثال، "كانوا يسجلون في المتوسط خمس حالات سرطان شهريا لدى الأطفال". وقال حميد إن المعدل استمر في الارتفاع حتى وصل إلى أكثر من 10 حالات سرطان شهريا في عام 2018.

كما أدت هذه الأسلحة إلى ظهور أمراض لم تكن معروفة في المدينة قبل عام 2004، بالإضافة إلى حدوث حالات موت الجنين داخل الرحم.

وحذر حميد من أن "آثار استخدام هذه الأسلحة على حياة الناس ستبقى لمئات السنين، وسيظل أهل المدينة عرضة للإصابة بالسرطان والأمراض النفسية وأحيانا الأمراض الغامضة"، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل. 

وأضاف: "من الناحية الطبية، يجب تدمير الفلوجة وعدم دخول أي شخص إليها، وبناء مدينة جديدة لأن المدينة القائمة أصبحت أرضا ملوثة ومليئة بالإشعاعات السرطانية والأمراض المستوطنة.


المصدر: وكالة أنباء ((شينخوا))