كواليس الهجوم التركي الوشيك وأهدافه.. سبب يجعل العراق يوافق ويشترك
سياسة | 14-03-2024, 23:17 |
بغداد اليوم- متابعة
كشف تقرير عن كواليس واهداف العملية العسكرية التركية المقررة في الصيف المقبل في شمال العراق، حيث تهدف لتنظيف مسار طريق التنمية من مسلحي العمال الكردستاني، وهو الامر الذي يبرر اشتراك القوات العراقية بالعمليات العسكرية.
ونقلت صحيفة "ميدل ايست اي"، عن مصادر مطلعة، ان عزم تركيا شن الهجوم يهدف لدفع حزب العمال الكردستاني جنوبًا وتأمين طريق التنمية الجديد الذي يربط البلدين.
وتقول مصادر مطلعة على الخطط وفقاً لموقع (ميدل إيست آي)، إن العمليات العسكرية الجديدة ستستهدف الأجزاء الغربية من إقليم كردستان العراق، وسيتم تنفيذها بالقرب من الأراضي التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي، حليف أنقرة، مما سيقطع طريق حزب العمال الكردستاني إلى الموصل.
وقال مصدر تركي مطلع، إن "الهدف الرئيس لتركيا واضح للغاية، إن وجود حزب العمال الكردستاني في (ميتينا وجارا) يمكن أن يشكل تهديدًا خطيرًا لمشروع طريق تنمية العراق "، في إشارة إلى مشروع الطريق السريع والسكك الحديدية المخطط له بطول 1200 كيلومتر والذي سيربط بين البلدين، الخليج إلى تركيا عبر العراق.
وأضاف: "كلانا يرغب في إزالة حزب العمال الكردستاني من هاتين المنطقتين وكذلك تأمين المنطقة لبناء المشروع، وتحقيق كلا الهدفين في خطوة واحدة".
ويأمل العراق وتركيا ودول الخليج العربية الانتهاء قريبا من المشروع الذي سينقل البضائع عبر ميناء الفاو في محافظة البصرة العراقية إلى الأسواق العالمية عبر تركيا.
وتتصور الحكومة العراقية أن تعمل القطارات بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، مما يسهل نقل الركاب والبضائع.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل الخطط إنشاء مراكز لوجستية ومجمعات صناعية والتكامل المحتمل لخطوط أنابيب النفط والغاز.
ومن المقدر أن يتطلب هذا المخطط الطموح استثمارًا يبلغ حوالي 17 مليار دولار، مع عوائد سنوية متوقعة تبلغ 4 مليارات دولار وخلق ما لا يقل عن 100 ألف فرصة عمل.
ويعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من بين الداعمين الرئيسيين للمشروع، الذي يروج له ضد مبادرة الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) المدعومة من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، والتي تتجاوز تركيا.
وتشير أنباء الى عزم أردوغان زيارة العراق نهاية شهر نيسان المقبل والمؤجلة لعدة مرات.
وسيكون مشروع طريق التنمية أحد أجندة الزيارة.
ويزور حاليا وفد حكومي رفيع من تركيا العاصمة بغداد "لإجراء مشاورات أمنية" بحسب أنقرة.
وصرح وزير الدفاع التركي يشار جولر في وقت سابق من هذا الاسبوع لوسائل الاعلام التركية انه يتعين على انقرة نشر قوات على عمق يتراوح بين 30 و 40 كيلومترا داخل العراق لتحقيق اهدافها.
وأضاف أن أنقرة تهدف إلى إنشاء مركز عمليات مشتركة مع بغداد لكن لم يتم إحراز أي تقدم.
والجدير بالذكر أن القوات العراقية منتشرة في الوادي المؤدي إلى جبل جارا، حيث تخوض القوات التركية صراعًا حادًا مع حزب العمال الكردستاني.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت بغداد قد نقلت قواتها إلى المنطقة للتعاون مع تركيا أو لتكون منطقة عازلة بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية لوقف المزيد من الاشتباكات.
وتمارس تركيا ضغوطا على العراق ليأخذ تهديد حزب العمال الكردستاني على محمل الجد بشكل أكبر ويبحث عن مجالات للتعاون.
وقال مصدر ثالث مطلع على الأمر: "إن البنية المجزأة داخل العراق تؤثر على عمليات صنع القرار، ويجب أن نضيف أيضًا أن إيران لديها تدخلات غير مباشرة في تغيير الاتجاه".
ويناقش المسؤولون الأتراك والعراقيون أيضًا إمكانية القيام بعمليات مشتركة إلى جانب قوات حكومة إقليم كردستان لتأمين المنطقة من الموصل إلى دهوك ومدينة أوفاكوي الحدودية التركية كجزء من مشروع طريق تطوير العراق.
ويكتسب المشروع أهمية بالنسبة لرؤية تركيا لدمج أنقرة فيما يسمى بالممر الأوسط، وهو طريق تجاري يمتد من آسيا إلى أوروبا.
ومع ذلك، تخوض بغداد وحكومة إقليم كردستان صراعاً مريراً بشأن مبيعات النفط عبر خط الأنابيب بين العراق وتركيا، حيث أصدرت المحكمة الاتحادية العليا أحكاماً ضغطت على الموارد المالية لإقليم كردستان منذ العام الماضي.