ملخص قصة كركوك و"لعبة الأرقام".. صراع الوجود "الكردي العربي" بيد مقعد مسيحي وحيد
سياسة | 16-02-2024, 17:09 |
بغداد اليوم - كركوك
تشهد محافظة كركوك مفارقة كبيرة، تظهر مدى فاعلية "لعبة الأرقام"، حيث يصبح الباب مسدودًا على حسم الحكومة المحلية في المحافظة التي شهدت اكبر عدد من المشاركة الانتخابية مقارنة بجميع المحافظات الاخرى.
مر حتى الان 25 يومًا على المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات، في الوقت الذي يفرض قانون المحافظات غير المنتظمة باقليم، ان يعقد مجلس المحافظة جلسته الاولى بغضون 15 يوما فقط من المصادقة النهائية على نتائج الانتخابات، فيما مر نحو 10 ايام على انجاز معظم المحافظات لحكوماتها المحلية ومناصب مجلس المحافظة.
ووسط كل ذلك، لاتزال كركوك حائرة بـ"لعبة الأرقام"، وسط الشد والاستقطاب القومي الشديد بين الكرد والعرب والتركمان على منصب المحافظ، حيث جاء هذا الاستقطاب مدفوعا بمشاعر "ثأرية" أو مخاوف او محاولات كسب "رهان النفوذ"، بعد اكثر من 6 سنوات من خسارة الكرد لنفوذهم في هذه المحافظة، في الوقت الذي يتهم العرب التركمان، الكرد بممارسة "أساليب قمعية" عندما كان المحافظ والحكومة المحلية بيد الكرد.
بالمقابل، كان الكرد ينوون العودة الى كركوك "عودة الفاتحين" الى المحافظة التي غادروها عنوة بعملية عسكرية عام 2017 من قبل رئيس الحكومة انذاك حيدر العبادي، غير ان الكرد لم يحققوا الارقام التي تمكنهم من الاستحواذ على مناصب الحكومة المحلية او عقد الجلسة الاولى حتى، بالرغم من اصطفاف "المقعد المسيحي الواحد" معهم.
ووسط هذا الاستقطاب، اصبح ليس من الغريب ان تكون كركوك هي المحافظة الأعلى بنسبة المشاركة بالتصويت في انتخابات مجالس المحافظات بنسبة فاقت جميع المحافظات الاخرى.
المحافظة التي يتكون مجلسها من 16 مقعدًا، يمتلك فيها الكرد بمختلف احزابهم 6 مقاعد، ويصطف معهم مقعد مسيحي واحد، ليكون مجموعهم 7 مقاعد من اصل 16 مقعدًا، وهذا يجعلهم بحاجة الى مقعدين اضافيين ليتمكنوا من تحقيق نصاب الاغلبية وعقد الجلسة الاولى لمجلس المحافظة.
بالمقابل، يمتلك العرب 6 مقاعد، وانضم اليهم التركمان بمقعدين، ليكون المجموع 8 مقاعد، ما يجعل هذه "العصبة" بحاجة لمقعد واحد فقط لتحقيق الاغلبية، وتشكيل الحكومة المحلية، ما يعني ان "عصبة العرب والتركمان"، هم الاقرب من تحقيق الاغلبية لكونهم يحتاجون لمقعد واحد فقط، بينما يحتاج الكرد لمقعدين، بحسب تحليل القسم السياسي لغرفة أخبار "بغداد اليوم".
وهذا الامر سيتوقف أما على ان يتمكن العرب والتركمان من جذب المقعد المسيحي الوحيد معهم فيحققوا الاغلبية، او ان يقوم الكرد بجذب المقعدين التركمانيين لتحقيق الاغلبية، الا انه يبدو امرًا اصعب على الكرد، واستقطاب المقعد المسيحي اسهل على العرب.
اما بهذه الطريقة، او ان يتم تحقيق التوافق، الذي لا يمكن تحقيقه حتى الآن، فالكرد والعرب كلاهما يطمحان لمنصب المحافظ الذي يعتقد كل واحد منهم أنه سيكون "مفتاحًا لاضطهاده" في حال لم يحصل عليه.
وفي هذا الصدد، يقول عضو مجلس محافظة كركوك عن الجبهة التركمانية أحمد رمزي، اليوم الجمعة (16 شباط 2024)، أن الوضع في كركوك أصبح معقدا بسبب تمسك كل طرف بقراره.
وقال رمزي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الكرد والعرب يتمسكون بقرارهم وكل طرف يريد تشكيل الحكومة وتسمية المحافظ لذلك فأن الوضع أصبح معقدا"، مبينا أن "التفاهم سيكون بين المكونات عن طريق قادة الكتل السياسية".