استياء من العودة "الإجبارية"
بين الوصم الاجتماعي والثأر.. قرار التربية يربك العوائل النازحة في كردستان
محليات | 14-02-2024, 13:55 |
بغداد اليوم - كردستان
لقي قرار وزارة التربية بإغلاق ممثليات النازحين ومدارسهم في مدن الإقليم، حالة من الغضب والاستياء لدى عدد من الأهالي وأولياء أمور الطلبة في إقليم كردستان.
وأمس الثلاثاء (13 شباط 2024) وجهت وزارة التربية الاتحادية العراقية كتاباً إلى ممثلياتها في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك، أشارت فيه إلى أن مجلس الوزراء العراقي حدد يوم (30 تموز 2024)، موعداً نهائياً لإغلاق المخيمات وعودة النازحين، وأنه بالاستناد على القرار قررت وزارة التربية إغلاق ممثلياتها في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك في نفس التاريخ.
ووجهت التربية العراقية في كتابها ممثلياتها بالعمل خلال الفترة المتبقية على اتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة لإغلاق الممثليات في أربيل والسليمانية ودهوك في الموعد المذكور.
خالد عبد الرزاق وهو من أهالي ناحية يثرب في محافظة صلاح الدين، قال لـ "بغداد اليوم"، إنه "مع عائلته لا يستطيع العودة لمنطقته في الوقت الحالي وسيضطر للبقاء في السليمانية، رغم كونه يعيش داخل مخيم للنازحين"، مبينا أنه "توجد مشاكل عشائرية تتعلق بقضية داعش تمنع عودتنا في الوقت الحالي، وحتى الآن لم تحل تلك المشاكل وبالتالي من الصعوبة عودتنا، لآن ذلك يعني مخاطرة بحياتنا".
من جانبه، اكد سلام فرج وهو تدريسي في أحدى مدارس النازحين بالسليمانية ان، "منزله تعرض للتدمير الكامل جراء العمليات العسكرية والحرب على داعش في محافظة الأنبار".
ولفت في حديثه لـ "بغداد اليوم" إلى أنه "لا يستطيع العودة في الوقت الحالي، كونه لم يعمر منزله، وإيجارات المنازل مرتفعة جدا في الأنبار، كما أنه لم يستلم فلسا واحدا من تعويضات المتضررين التي خصصتها الحكومة للمتضررين من العمليات العسكرية والحرب على داعش، فكيف سيعود إلى منزل مدمر".
ومنذ صيف عام 2014، وبعد سيطرة تنظيم داعش على محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وأجزاء من ديالى وبابل وكركوك، انتقلت الآلاف من العوائل للعيش في محافظات إقليم كردستان.
وقررت وزارة التربية، حينها فتح مدارس و ممثليات لها في محافظات أربيل، ودهوك، والسليمانية، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المانحة.
لكن وبعد تحرير المدن من سيطرة داعش، بدأت الوزارة ومديريات التربية في المحافظات تضغط على كوادرها التدريسية بهدف العودة إلى مدنهم.
وخلال العام الحالي أكدت وزيرة التربية إيفان فائق جابروا، وجود توجه حكومي لإنهاء ملف النزوح.
وبحسب مصدر محلي فأن الحكومة المحلية في محافظة نينوى أبلغت النازحين في مخيمات الجدعة الواقعة جنوبي الموصل بضرورة العودة لمنازلهم.
كما تم غلق عدد من المخيمات في محافظات كركوك وديالى والأنبار وبغداد، ضمن خطة حكومية لإنهاء ملف النازحين، بعد 7 أعوام على تحرير مدن البلاد بالكامل من سيطرة داعش.
وعلى الرغم من عمليات التحرير، لكن مناطق كاملة مازال الآلاف من أهلها لم يعودوا لمنازلهم لأسباب أمنية وعشائرية، أبرزها جرف الصخر في بابل، وسليمان بيك ويثرب وعزيز بلد و بيجي في صلاح الدين، والسعدية وأطراف جلولاء في محافظة ديالى.
وأكد المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، اتخاذ الوزارة قرارا بغلق ممثليات التربية في إقليم كردستان.
وقال السيد في حديث لـ "بغداد اليوم" إنه "تنفيذا لقرار سابق لمجلس الوزراء فأن وزارة التربية قررت إغلاق مدارس النازحين في محافظات إقليم كردستان".
وأضاف أن "العام الحالي سيكون هو العام الأخير لمدارس النازحين والكوادر التربوية المقيمة في محافظات الإقليم، وسيتم غلق تلك الممثليات".
وتعيش الآلاف من العوائل العربية في إقليم كردستان، ما يضطرها لإدخال أبنائهم في مدارس النازحين، بسبب وجود مدارس محدودة تابعة لحكومة الإقليم تدرس باللغة العربية.