آخر الأخبار
رغم تساقط الثلوج.. القوات الأمنية تواصل تأمين الحدود مع تركيا وإيران (صور) الأمن الوطني يقتل إرهابيًا "مفخخًا" في كركوك (صورة) تصريح من الحكومة العراقية بشأن مصير التحالف الدولي وتواجده في العراق تفاصيل جديدة حول "هروب الأسد" وكيفية خداع مساعديه قبل التوجه إلى روسيا ماذا أبلغ بلينكن السوداني بخصوص المراقد المقدسة بسوريا؟.. الخارجية الأمريكية تكشف

"فك شبهة الماضي".. ماذا وراء وصف السوداني مستهدفي السفارة الأمريكية بـ"الإرهابيين"؟

أمن / سياسة | 9-12-2023, 18:29 |

+A -A

بغداد اليوم - بغداد

كان بيان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضد عملية قصف السفارة الامريكية "ملفتًا"، فربما من الغريب ان تكون الحكومة التي توصف بأنها "حكومة الإطار التنسيقي"، تصف منفذي عملية قصف السفارة بـ"الإرهابيين".

واعتبر السوداني في بيان على خلفية قصف السفارة الأمريكية، أن استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف، ومهما كانت الادعاءات والأوهام التي تقف وراء هذه الأفعال المشينة"، مبينا ان "هذه المجاميع المنفلتة، الخارجة عن القانون، لا تمثل بأي حال من الأحوال إرادة الشعب العراقي، ولا تعكس القرار العراقي الوطني الذي عبرت عنه الحكومة العراقية في مناسبات رسمية عدة، واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقيات الدولية، هي أعمال إرهابية".

الاكاديمي عصام الفيلي، استعرض اليوم السبت (9 كانون الأول 2023)، اسباب وصف السوداني استهداف السفارة الأمريكية بالعمل الإرهابي.

وقال الفيلي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان واضحا في ردة فعله على قصف السفارة الأمريكية ببغداد يوم امس من خلال ما تضمنه بيانه الرسمي من خلال وصف العملية بالارهابية وهذا الامر جاء لسبب بسيط هو فك شبهة الماضي من ازدواجية السياسة والسلاح، وإظهار لالتزامات بغداد بأن حماية البعثات والقنصليات على عاتقها، بل ذهب الى اجراءات عاجلة من خلال تغير الفوج الرئاسي بقوة اخرى يرافقها بيان الاطار الذي وصف العملية بالارهابية".

وحول ما اذا كان هذا الوصف تجاه قصف السفارة، ووصف منفذيه بـ"الإرهابيين"،  سيغضب إيران، اوضح الفيلي ان "السوداني سعى منذ توليه الى تحرير القرار العراقي والاعتماد على الداخل في رسم رؤيته من خلال جهود في معالجة هموم المواطنين في ملفات الصحة والفساد والفقر وهو يسعى لتأسيس قاعدة شعبية هي من تختاره وليس الاستقطابات الخارجية التي كانت تجري بتوافقات وتحدد بوصلة من يتولي المناصب العليا بعد 2003 لدرجة بان الكثير منها حاول التناغم معها طيلة الوقت".

واشار الى ان "تحرير السوداني من التأثير الخارجي عائد لنشأته الداخلية فهو لايمتلك اي جنسية ثانية"، لافتا الى ان "حديثه مع الاطار في اجتماع يوم امس كان واضحا وخرج باجماع لأول مرة في وصف ما حدث بانه عملية إرهابية بل ان بعض الاحزاب ذهبت الى ابعد من ذلك من خلال بياناتها".

 وتابع ان "تهجم بعض القوى على السوداني يوم امس بكلمات غير لائقة تعكس وجود بان هناك من لايزال يؤمن بتعدد الرؤوس في الدولة العراقية ويخلق مشهداً خطيراً لذا ذهب السوداني في مسار المعالجة  التي وجدت تفهم الإدارة الأمريكية".

ويبدو أن هناك حدا فاصلا تحاول الحكومة والقوى السياسية المتمثلة بالاطار التنسيقي تناور حوله، بين اظاهر الالتزامات الدولية من جهة، وبين تسجيل موقف رافض للسياسة الأمريكية تجاه دعم الكيان الصهيوني في فلسطين، بحسب مراقبين.

ويتمثل هذا الحد، بالرفض السياسي الواسع لاستهداف البعثات الدبلوماسية واتخاذ اجراءات صارمة تجاه هذا الأمر، في مساحة لاتجعل الحكومة العراقية "في حرج" امام الجماهير فيما لو اتخذت اجراءات عقابية ضد من يقصف السفارة الامريكية، على العكس مما يحدث فيما يخص قصف القواعد العسكرية التي يتواجد فيها الامريكان، حيث ان اي اجراء عقابي تتخذه الحكومة ضد قاصفي القواعد العسكرية، سيأتي ربما بنتيجة عكسية جماهيريًا، خصوصا مع تصاعد شعبية المقاومة نوعا ما بالضد من الجانب الامريكي بعد احداث غزة وامعان الجانب الامريكية في مساندة عمليات الابادة ضد الفلسطينيين.