لماذا الظروف ملائمة لنجاح مفاوضات الاتحاد الوطني والديمقراطي في الجولة المقبلة؟
مقالات الكتاب | 6-11-2023, 22:39 |
كتب: لطيف نيرويي
يعتزم وفد عالي المستوى من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي خوض جولة أخرى من المفاوضات في السابع من الشهر الجاري بمصيف صلاح الدين، بناء على دعوة رئيس الاتحاد الوطني بافل جلال طالباني.
هناك ثلاث نقاط رئيسية تجعلنا ننظر إلى الجولة القادمة من المفاوضات، بشيئ من الإيجابية.
أولا: الظروف والمستجدات: لطالما لعبت الظروف دورا إيجابا أو سلبيا في إدارة المفاوضات.
يصادف أن الظروف والواقع المعاش تفرض معرقلات في طريق أطراف التفاوض تجعلهم لا يصلون إلى اتفاق عادل ومنصف يرضي الجميع.
ويمكن للظروف نفسها أن تشجع على خوض المفاوضات وتهيئة الأرضية المناسبة لها وخلق إرادة ومصلحة مشتركة وبالتالي التوصل لاتفاق نهائي.
- ومن هذا المنطق يسعنا القول: إن ظروف الإقليم والمناطق المستقطة وبغداد كذلك، ملائمة لخوض المفاوضات بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني والوصول إلى تفاهمات. واضرب لك مثلا:
- الظروف الحالية في إقليم كردستان ومشكلة رواتب الموظفين واحتجاجات المعلمين وموظفي الإقليم.
- الظروف الحالية في كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى من كردستان، تحتم على جميع الجهات السياسية في الإقليم لا سيما الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي وهم يعيشون مرحلة الحملة الانتخابية، السعي لخوض حملات عقلانية وهادئة في تلك المناطق ونقل المنافسة إلى ساحة المكونات الأخرى وضمان أكبر الأصوات ونيل أكثر مقاعد مجلس محافظة كركوك والاستعداد لمرحلة ما بعد الانتخابات عبر خطط وبرامج مشتركة وإنهاء الوضع غير المستقر في كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى.
- إن تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس التي برزت في بغداد والبعض من المناطق الأخرى في العراق تستدعي من الحزبين الرئيسين في إقليم كردستان التوصل وعبر المفاوضات إلى تفاهمات حول مسؤوليات مشتركة وكيفية حماية الإقليم من لهيب نار تلك التداعيات.
ومن باب الإحساس بأهمية الاستفادة من الظرف الراهن، فالأخير يطرح أو يفرض مبادرة للسلام والتآلف وتوحيد البيت الكردي.
ثانيا: قوة المفاوضات: المفاوضات في هذه المرة قوية وجدية والأمر يعود إلى أن طرفيها يشاركان فيها على مستوى حزبي وحكومي عالي المستوى ولهما السلطة المطلقة في اتخاذ القرار أو التوصل لاتفاق على المستوى الحكومي أو الحزبي أو السياسي.
التوقعات تشير إلى أن جهتي التفاوض توجهان للبعض في هذه الجولة من المفاوضات أقل كلمات العتب والنقد. لأنهما شبعا من ذلك في الاجتماعات السابقة، لذلك نتوقع في هذه المرة اجتماعا جديا يبحث سبل إيجاد حلول ملائمة للخلافات والمشاكل.
ثالثا: التجربة التفاوضية: يرى المختصون في علم التفاوض أن المفاوضات الماراثونية تكسب أطراف التفاوض تجارب غنية وتجعلهم يستفادون من نقاط القوة والضعف الخاصة بالجولات السابقة. فلا شك أن المفاوضات طويلة الأمد تجعل أصحابها يتعلمون أكثر مما يتمتع به الطرف المقابل من النفس الطويل ورحابة الصدر والتسامح والجرأة والتعامل الحسن ومراعاة مصلحة المقابل. لأنها صفات تؤسس لقبول الآخر وإيجاد نقاط مشتركة وتقدم المفاوضات. وتصبح تلك التجارب بالمحصلة عاملا مساعدا في الوصول إلى نجاح المفاوضات والتوصل للاتفاق في نهاية المطاف. يحق لنا النظر برؤية إيجابية للجولة القادمة من مفاوضات الاتحاد الوطني والديمقراطي لو قسنا الأمور وفق ما تم ذكره آنفا، كون المفاوضات الماراثونية بين الجانبين واستمرار الوضع المشحون بينها، قد جرّ إلى مجموعة تساؤلات لا تسرّ أجوبتها سكان الإقليم ولا الجهتين المفاوضتين، والعكس لا يحدث إلا بالاستفادة من المفاوضات السابقة بين الطرفين.