بقلم: المؤرخ الدكتور حسن الزيدي

في عراق الجغرافية والتاريخ تدور رحى تدافع وحروب دائمة ومتنوعة، بين العلم والجهل وبين الكسل والبطالة والعمل وبين متطلبات الحياة اليومية وخيالات لما بعد الموت وبين الإيمان بقيم مثالية إنسانية عليا وقيم ضيقة الآفاق قوميا ودينيا وعشائريا ومذهبيا، 

وبين رجال يجهدون للهيمنة على شريكاتهم الحقيقيات في الحياة اللواتي هن المبتدأ والخبر والضمير المستتر تقديره هن، وبين دعاة الحرب وهم  بلا أسلحة في الإيمان بالوطن والشعب والعدالة وبين الشجعان دعاة السلام الواقعي، وبين عابدين الأموال وبين من يرونها إحدى وسائل العيش، وبين المتفائلين ومحبي الفرح وصانعيه، وبين المتمسكين بالهم والغم والتشائم، وبين جيل أهمل وخان أدواره في إسعاد الناس وضمان أمنهم وأعمالهم  وبين أجيال ناشئة فقدت معنى الوجود البشري في العمل والعلم والحرية .. 

إنها صراعات ومعارك دائمة غير معلنة يميل فيها النصر للحرية والعلم والعمل والعدل والمساواة بين أبناء الشعب كلهم رجالهم ونساءهم ضد من يحاول الإنفراد بها.

إذ يعمل شعب العراق كما كان دائما على تجاوز  المحن والصعوبات والمعوقات الداخلية البغيضة أولاً قبل الإقليمية والدولية لأن البناء والإعمار  يبدأ من الأساس من الأرض والإنسان..