بغداد اليوم- بغداد

يواجه شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد، تهديدا وجوديا بفقدان سمته الاساسية ووظيفته، بعد تحوله إلى "مركز ترفيهي" بدلا من مركز ثقافي ومركز قراءة بحسبما يقول اصحاب دور نشر ومكتبات.

ويرجع بلال البغدادي صاحب مكتبة في الشارع الشهير المطل على نهر دجلة ضعف سوق الكتاب في المتنبي، إلى أربعة أسباب رئيسة.

ويقول البغدادي في ايضاح تابعته "بغداد اليوم"، إن  "شارع المتنبي، قبلة عشاق القراءة من مختلف أنحاء العالم، يواجه اليوم تحديات كبيرة تهدد وجوده. فبعد أن كان الشارع يعج بالمكتبات ودور النشر، أغلقت الكثير منها أبوابها بسبب ضعف السوق وقلة القراء".

ويضيف أن الشارع أولاً تحول وظيفته من سوق للكتاب إلى مكان للترفيه: بسبب التجديد الأخير للشارع، الذي حول وظيفته من سوق للكتاب إلى مكان للترفيه، مما أدى إلى انحسار حركة البيع والشراء للكتب.

ثانياً: العراق يعيش أزمة وعي ثقافي، وهذه الأزمة حولت الكتاب الورقي من أهم مصادر المعرفة إلى نوع من أنواع الترف الزائد عن الحاجة.

ثالثا: كثرة كتب التزوير التي لا تمتلك قيمة معرفية، أدت إلى تشويه صورة الكتاب لدى القارئ والجمهور المهتم بالثقافة بشكل عام .

رابعاً: تنصل الجهات الحكومية المسؤولة عن دورها الأساسي في دعم القطاع الثقافي، ما يؤدي إلى عدم وجود خطة واضحة للنهوض بالقطاع».

ووصف البغدادي القضية بـ"الكارثية تطلب إنقاذ شارع المتنبي من الانهيار باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات».

وشارع المتنبي أيقونة بغداد الثقافية، ويحمل منذ عام 1932، خلال عهد الملك فيصل الأول، اسم الشاعر الشهير أبو الطيب المتنبي (915-965 ميلادية) المولود في عهد الدولة العباسية.

ومن ساعات الصباح الأولى إلى أوقات متأخرة ليلا، لاسيما أيام الجمع والعطل الرسمية، يعجّ الشارع برواد بينهم شعراء وأدباء وكتّاب وفنانون وطلاب، إلى جانب وافدين أجانب وعرب، للاستمتاع بفعاليات ثقافية وفنية.

وعام 2007، تعرض شارع المتنبي الواقع على نهر دجلة لتفجير بسيارة مفخخة خلَّف 30 قتيلا وأكثر من 65 جريحا، وأُعيد افتتاحه في ديسمبر/كانون الأول 2021 بعد خضوعه لإعادة ترميم وتطوير.

وفي كانون الأول 2021 أعيد إفتتاح شارع المتنبي في بغداد، المشهور بمكتباته، بعد عملية إعادة ترميم واسعة خضع لها.