آراء متباينة.. إلى أي مدى وصلت "مقبولية" الأحزاب الإسلامية في كردستان؟
سياسة | 24-10-2023, 15:00 |
بغداد اليوم - السليمانية
أكد عضو جماعة العدل الكردستانية ريبوار محمد أمين، اليوم الثلاثاء (24 تشرين الاول 2023)، امتلاك الأحزاب الإسلامية لشعبية كبيرة في الإقليم، وأن الانتخابات غير معيارية.
وقال محمد أمين في حديث لـ"بغداد اليوم" إن "الجميع يعلم بأن شعبية أحزاب السلطة الحاكمة في إقليم كردستان تراجعت بشكل كبير، بسبب معاناة المواطن الكردي المستمرة".
وأضاف أن "التزوير الكبير الذي قامت به أحزاب السلطة من خلال سطوتها على المفوضية، جعلنا نخسر أصواتا ومقاعد عديدة"، مبيناً ان "هذه الانتخابات، في حال تنظيف سجلات الناخبين وتتم بإشراف ورقابة أممية، فإن حظوظنا ستعود كما كانت في الأعوام السابقة وشعبيتنا في تزايد".
وفي هذا الشأن، يقول الكاتب والصحافي الكردي ياسين طه في تصريحات صحفية، إن "الأحزاب الإسلامية البارزة، جزء من المشهد السياسي والاجتماعي في كردستان، وهي موجودة في مفاصل مجتمعية نادراً ما تصل إليها الأحزاب القومية والعلمانية واليسارية وغيرها، مثل الجمعيات الخيرية ورعاية الأيتام والجوامع وغيرها".
أما النائب في البرلمان العراقي سروة عبدالواحد، يبدو لها رأي آخر، إذ تقول في تصريحات صحفية، إن الأحزاب الإسلامية ليس لها تأثير في المجتمع الكردي، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي.
وتضيف عبدالواحد، أن "هذه الأحزاب ما زالت محتفظة بحجمها، وان المجتمع الكردي على الرغم من تدينه، إلا أنه لا يرغب بتلك الأحزاب، وينضم أفراده غالباً إلى أحزاب قومية ومدنية".
ويرى رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، أن الأحزاب الإسلامية ليست فاعلة في تحريك الشارع الكردي، بسبب سطوة الأحزاب التقليدية وهيمنتها على مقدرات الأمور والمؤسسات، وفق تصريحات سابقة.
وعلى الرغم من أن الأيديولوجية الإسلامية موجودة في العراق، ومن ضمنها إقليم كردستان، ولها مقبولية إلى حد ما في العراق والإقليم، ولها تمثيل في برلمان الإقليم، إلا أنها ليست بمستوى الأحزاب التقليدية مثل الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني بحسب الشمري، الذي بيّن أن تلك الأحزاب نشأت إلى حد كبير في التاريخ نفسه الذي تشكلت فيه الأحزاب التقليدية، إلا أنها لم تكن بالضد من الحزبين الكبيرين، على الرغم من وجود تقاطعات بينهما.
ويضيف: "الحركة القومية التي يتبناها الديمقراطي الكردستاني، وإلى حد ما الاتحاد الوطني، الذي يميل إلى الاشتراكية والماركسية، جعلت نفوذ الحركات الإسلامية يتراجع".
وكان أول وجود للإسلام الحركي في المناطق الكردية على يد جماعة الإخوان المسلمين العام 1952، قبل أن يتم حله على يد حزب البعث العام 1971.
ومنذ تأسيس الحركة الإسلامية ظهرت تيارات عدة منها من يدعو إلى الاعتدال وأخرى إلى التطرف، فيما دخلت الحركة في نزاع مسلح مع الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني العام 1993، لتتجدد أكثر في الأعوام من 2001 إلى 2003، وعلى فترات متقطعة.