آخر الأخبار
الداخلية تصدر حكماً حازماً بحق عناصر فوج السادس المتسببين بالفوضى في الانبار كشف حقيقة المفاوضات بين بغداد وسوريا لحسم مصير اكثر من الفي جندي وضابط بارزاني يرد على أبو محمد الجولاني: رؤية تمثل موضعُ سرور وترحيب من قبلنا قوات سوريا الديمقراطية تتخوف من تكرار السيناريو الليبي في سوريا بسبب انقطاع الكهرباء.. سوق الدولار والمصارف تغلق أبوابها في السليمانية

بين التضييق والمغريات.. صحفيو كربلاء: لن نكون بصف المسؤول

محليات | 7-10-2023, 12:40 |

+A -A

بغداد اليوم- كربلاء 

عزا صحافيون كربلائيون، رغبة المسؤولين الحكوميين والسياسيين بالحديث عن إيجابياتهم وعدم تقبل النقد والرأي الآخر، إلى العجز عن التخلص من عقد التمسك المنصب وتراكمات الماضي، وفيما رفضوا الاتهامات التي كثيرا ما يوجهها المسؤول لعدم موافقتهم على مغرياته والتقرب منه على حساب إظهار الحقائق.

وقالت الصحافية المستقلة، منار قاسم، لـ "بغداد اليوم"، إن أغلب المسؤولين الحكوميين والسياسيين في البلاد، لديهم فوبيا مزمنة تجاه الصحافيين، ويرون إن النقد بهدف الإصلاح والتقويم هو استهداف شخصي لهم، وإن العقلية القديمة ما زالت تسطير، ولم يحصل التعايش مع الوضع الجديد في العراق، ونحن نتجه للأسوأ.

وأضافت قاسم، أن المسؤول عادة ما يريد من الصحافي نقل الإيجابيات فقط وبهذا يكون محببا ومرغوبا وقريبا منه دون الدخول لأي ملف شبهات أو فساد أو إخفاق وتقصير، وإن الحديث عن سلبية واحدة تضعك في خانة المبتزين أو المغرضين وأنك تريد الإساءة للمدينة ولديك أجندات أو مدفوع من جهة تستهدفه المسؤول حتى وإن كنت تكلمت عن عشر إيجابيات أخرى، كاشفة إن هناك عروضا ومغريات قدمت لنا وقتما رفضناها أصبحنا هدفا للتقسيط والتشهير وتشويه السمعة والاتهام.

من جانبه قال عضو نقابة الصحفيين العراقيين فرع كربلاء، ضياء مزهر، في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن المسؤول الحكومي أو السياسي الموجود حاليا في العراق، لم يستطع من التخلص من عقد التمسك بدكتاتورية المنصب وتراكمات الماضي في تقييد الحريات وتقبل الرأي الآخر، وعجز عن أن يتصالح مع نفسه ويتكيف مع الوضع الجديد ما بعد عام 2003 والتغيرات التي حصلت ومساحة الحرية التي منحها الدستور والقوانين الحديثة.

وأضاف مزهر، أن أغلب من يتصدرون للمسؤولية اليوم يريدون من الصحافيين والرأي العام الحديث عن الإيجابيات فقط دون السلبيات، ولا يتقبلون النقد وبعضهم لا يميز أصلا بين (النقد والانتقاد)، وهو يدعو إلى غياب بناء البلد لكون البناء يبدأ من النقد والتقويم، وعدم تقبل ذلك هو حالة سلبية تحول دون تصحيح مسارات عمل الدولة وتقويمها نحو الأفضل.

وأكد مزهر، إننا نشدد دائما على ضرورة التمسك بحرية الصحافة والعمل وفق معاييرها وما تمليه أخلاقها المهنية، وهذا عادة يجعلنا في صدام مع المسؤولين، وبالتالي لا بد من أن  ننتصر لرأي الصحافي وحريته ولا نقف من يسعى لتكميم الأفواه، واصف المسؤول بأنه يريد الذهاب باتجاه تطويق الرأي العام وكسبه لصالحه، لكننا نرفض ذلك، ولا يمكن أن نجامل أو نجانب على حساب مهنة الصحافة وحقوقها وحريتها التي جاءت تحت مظلة الدستور والقانون.

من جهته قال، رئيس اتحاد الإذاعيين والتلفزيونين العراقيين، فرع كربلاء، هادي الموسوي، في حديث ل "بغداد اليوم"، إن كثيرا من المسؤولين اليوم يحبون حالة التلميع والتمجيد ويريدون من الصحافي إظهار الصورة المشرقة الإيجابية عنهم وإخفاء الجانب الآخر، وقد عرضت علينا بعضا من مشاريع ومواقع العمل والمغريات لكننا رفضنا لكونها لا تلتقي مع متبنياتنا بحرية العمل والتاريخ الذي كتبناه لأنفسنا، مشددا نحن متمسكون بحريتنا وأن نعمل وفق ما تمليه أخلاقيات مهنتنا ووفق القانون، وننقل ما نراه وما هو موجود واقع، وهذا تسبب في ألا تكون لدينا علاقات جيدة مع المسؤول وخسرنا بعض العلاقات مع المؤسسات.

وأضاف الموسوي، أن أغلب المؤسسات الإعلامية اليوم تابعة لجهات حزبية وسياسية ودينية وهي غير مستقلة، وكل منها يعمل وفق سياسة وأيدولوجية وأهداف محددة، وتابع لمسؤول يحب أن يظهر بصورة إيجابية فقط وهي تنفذ له ما يريد، محملا بعض العاملين بمجال الصحافة المسؤولية لكونهم ذهبوا باتجاه التقرب من المسؤول وإظهار إيجابياته بهدف الحصول على مكاسب شخصية مادية أو معنوية وتكوين علاقات مع مختلف المؤسسات نتيجة المدح لهم وعدم النظر للجوانب السلبية في عملهم وأخذ المكافآت عن ذلك.

بدوره قال الأستاذ الجامعي المختص بالصحافة، مسلم عباس، في لـ"بغداد اليوم"، إن المسؤول الذي يعيش اليوم باق بذات العقلية التي كانت بأيام السلطة الدكتاتورية، وقتما كان فيها الحاكم يعتقد إنه المطلق ويهب ويمنع كيفما ولمن يشاء، وإن حب المسؤول في الحديث عن الإيجابيات فقط هي حالة موروثة، واصفا المسؤول الحكومي أو السياسي بأنه اليوم ما زال يعيش أجواء السلطة القديمة ويريد أن يمجد به الجميع ومن يعترض عليه يستحق العقاب.

وأشار عباس، إلى أن الدستور العراقي النافذ يعطي مساحة لحرية الرأي والتعبير وهناك قوانين تتعارض معه، عاريا عدم تعديل تلك القوانين إلى قبول أصحاب القرار بها، لكي تبقى الكتل السياسية راضية ومسيطرة وقادرة على تقييد حرية التعبير على مستوى الصحافيين أو المواطنين بشكل عام.

المصدر: بغداد اليوم