واشنطن تضغط على الرياض بشأن معلومات عن "مجزرة المهاجرين"
عربي ودولي | 31-08-2023, 23:06 |
بغداد اليوم- متابعة
كشفت صحيفة واشنطن بوست ان الولايات المتحدة تضغط على السعودية من أجل تقديم معلومات عن وحداتها العسكرية المسؤولة عن "مجزرة المهاجرين"، لتحديد ما إذا كانت واشنطن قدمت دعما أو تدريبا لهذه الوحدات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين القول إن البيت الأبيض يضغط على السعوديين أيضا لتحديد الوحدات التي، وفقا لروايات ضحايا وشهود عيان، استخدمت قذائف هاون وأسلحة رشاشة ونفذت عمليات قتل من مسافة قريبة ضد مئات أو ربما آلاف الأشخاص، وكثير منهم من النساء والأطفال.
وبينت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة محادثات دبلوماسية حساسة.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهمت في تقرير نشرته الأسبوع الماضي حرس الحدود السعوديين بإطلاق "النيران مثل المطر" واستخدام "أسلحة متفجرة" لقتل مهاجرين إثيوبيين كانوا يحاولون العبور من اليمن إلى المملكة ما أودى بمئات منهم منذ العام الماضي.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن السفير الأمريكي في الرياض مايكل راتني ناقش هذه المزاعم مع القادة السعوديين هذا الشهر، قبل نشر التقرير، ساعيا إلى نقل ما وصفه بـ "خطورة الادعاءات التي سيتم الإعلان عنها، وكيف من المهم أن يأخذ السعوديون هذا الأمر على محمل الجد".
ورفض المسؤولون الأمريكيون تحديد الإجراءات التي قد تتخذها واشنطن إذا استمرت الحكومة السعودية في عدم تلبية الدعوات الأمريكية.
لكن مسؤول وزارة الخارجية أبلغ الصحيفة أن الولايات المتحدة "لن تتهاون فيما يتعلق بمخاوفها حول كيفية التعامل مع هذا الأمر وتصميمها على ضرورة إجراء تحقيق".
وتشير الصحيفة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سعت إلى النأي بنفسها عن حرس الحدود في السعودية، لكن مع ذلك فقد أكد المسؤولون الأميركيين بعد صدور التقرير أن الجيش الأميركي أجرى تدريبا مكثفا لحرس الحدود على مدار ثماني سنوات، بدءا من عام 2015 وانتهى في الشهر الماضي فقط.
وقال مسؤولو وزارة الدفاع والخارجية الأمريكيتين إن برنامج التدريب، ومدته ثماني سنوات، ركز على الجانب البحري لحرس الحدود السعودي وتدريب القوات على حماية البنية التحتية والأمن البحري.
وأضاف المسؤولون أنهم لا يستطيعون استبعاد أن التدريب أو الأسلحة الأميركية ربما ذهبت إلى القوات التي تقف وراء الهجمات المزعومة على المهاجرين، لأنهم غير قادرين على تحديد الوحدات المتورطة كما أن الرياض هي الأخرى لم تقدم أية معلومات بشأنها.
وهذا يعني أنهم لا يستطيعون التأكد من عدم مشاركة القوات الأخرى المتمركزة على طول الحدود اليمنية، بما في ذلك القوات البرية الملكية السعودية، وفقا للصحيفة، التي أكدت أن السفارة السعودية في واشنطن لم تستجب لطلب التعليق.
وجدد متحدث باسم الخارجية الأمريكية تاكيده أنه "ليس لدينا علم بأن حرس الحدود البرية السعودي يشارك حاليا في برنامج تدريب أمريكي".
وقال المتحدث: "على حد علمنا لم يكمل أي من حرس الحدود البرية التدريب الذي قدمته القيادة المركزية الأمريكية الوسطى من عام 2015 إلى عام 2023 لحرس الحدود السعودي. وقد ركز هذا التدريب على عمليات الأمن البحري وخفر السواحل".