بغداد اليوم - بغداد

مع حلول ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) يتوافد ملايين الزائرين إلى مدينة كربلاء من شتى أصقاع الأرض، لاحياء المراسيم الخاصة بالزيارة التي يرافقها تقديم مختلف انواع الخدمات من قبل المواكب الحسينية التي تنتشر في مختلف المحافظات نحو كربلاء لتقديم الطعام والشراب والعديد من الخدمات الأخرى، وبهذا الخصوص، حددت هيئة المواكب الحسينية، حجم الأموال التي تنفق خلال الزيارة من قبل الأهالي.

وقال رئيس هيئة المواكب الحسينية في ديالى، علي احمد طاهر لـ"بغداد اليوم"، الاربعاء (30 آب 2023)، إن "زيارة الاربعين يمكن وصفها بانها أكبر حدث عالمي دون منازع في العمل التطوعي الخيري الذي يديره الناس بشغف منذ سنوات طويلة ويخضع لادارتهم وتفانيهم في خدمة سيد الشهداء (ع)". 

وأضاف، أن "واقع المواكب الحسينية في كل المحافظات موحد من ناحية اقامتها وسبل تقديم الخدمات، لكن هناك مواكب تنفق 5 ملايين دينار واخرى 200 مليون وهناك ارقام اكبر وهي من حر مال المواطنين دون اي تدخل او مساعدة حكومية".

وتابع: "المواكب لاتقتصر خدماتها على الطعام والشراب بل هناك من يقدم ما يجيده من مهن في دعم الزوار ومنها تصليح السيارات وهناك اطباء وصيادلة يقدمون خدماتهم مجانا". 

وأشار إلى أن "سر نجاح زيارة الاربعين واستيعاب الاعداد المليونية هي روح الايثار والكرم التي تشكل صورة رائعة عن العراقيين في خدمة زوار الامام الحسين (ع)، متسائلا: "هل هناك بلد قادر على ادارة زيارة يحييها أكثر من 20 مليون نسمة مع طعام وشراب ومبيت مجاني؟". 

روايات حيّة

ومنذ أيام والأمواج البشرية القادمة من مدن كرمنشاه وقصباتها في إيران تتدفق صوب معبر المنذرية على الحدود العراقية شرق محافظة ديالى في مسعى لاداء مراسيم زيارة الأربعين في كربلاء، بعد تقديم تسهيلات كبيرة في الدخول، أعطت فرصة لعشرات الآلاف بإمكانية الزيارة دون أي أعباء مالية.

فاطمة حسيني أكبر، التي أكملت 78 عاما من عمرها، أثناء وقوفها بجوار شجرة وتتكئ على عصا بانتظار قدوم حفيدها قالت لـ"بغداد اليوم"، إنها "حلمت منذ نعومة أظفارها بزيارة مرقد سيد الشهداء لكن ضعف الحال، حال دون ذلك، واليوم بدأ حلمي الاكبر يتحقق بسبب كرم العراقيين".

وأضافت، ان "المئات وربما الآف بعمري لم يسعفهم الحظ بزيارة مراقد أهل البيت الأطهار في العراق منذ عقود، وفتح الأبواب في زيارة الأربعين حقق حلمهم"، وهي تذرف الدموع بينما تشيد بكرم العراقيين قالت: "ليس هناك أكرم من هذا الشعب".

أما علي كراندي عزيزي، البالغ من العمر 65 عاما قال، "تم أسري قبل 40 سنة قرب المنذرية وعدت بعد سنوات لبلدي ولم اتوقع يومًا أن تتحول ارض النار الى نقطة لقاء ومودة وكرم؛ إنها الحياة".

وأضاف - وهو يتحدث العربية بشكل جيد- أحب العراقيين لانهم اهل مواقف وكرم، أنا موجود منذ 24 ساعة ولم انفق اي شيء.. الطعام والشراب متوفر ويتعاملون معي وكاني عراقي".

كل شيء بالمجان 

زهرة أكبري، وهي موظفة حكومية جاءت برفقة زوجها وابنها الرضيع، سردت قصة جرت دون توقع منها، حينما أضاعت حقيبتها وفيها حليب الطفل، لتتفاجئ بجلب موكب لها كل مستلزمات الطفل دون مقابل. 

وأضافت: كرم العراقيين يُخجل بالفعل.. كل شئ مجاني، أنتم قمة في الاخلاق. 

وأشارت إلى أن "زيارة الأربعين حققت احلام ملايين الفقراء في إيران ممن كانون يمنون النفس بزيارة العتبات المقدسة".

وأربعينية الامام الحسين من أبرز المناسبات الدينية لدى المسلمين عامة والشيعة خاصة، يحيونها بزيارة ضريح الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، وأخيه أبو الفضل العباس (ع) في كربلاء.

ويشار إلى أن وزارة الداخلية الايرانية، أعلنت الاثنين (28 آب 2023)، دخول مليونين و 500 ألف زائر ايراني الى الأراضي العراقية للمشاركة في زيارة الأربعين.

وجاء ذلك مطابقًا لاحصائية رئيس هيئة المنافذ الحدودية في العراق، عمر الوائلي، حينما أكد في 28 آب 2023، "دخول أكثر من مليون زائر عبر المنافذ البرية والجوية"، فيما توقع زيادة بأعداد الزائرين مقارنة عن السنوات السابقة.