آخر الأخبار
الحكيم يبلغ السفير التركي الجديد: حرب غزة ظالمة ويجب استثمار زيارة أردوغان إلى بغداد النزاهة البرلمانية تؤشر ملاحظات على عمل بعض الوزراء: الضغوطات جاءت بالفاسدين الاستخبارات تطيح بشبكة دولية للمتاجرة بالأعـضاء البشرية في النجف الشرطة تعتقل "سارقاً يكسر زجاج السيارات" وسط بغداد وزير الداخلية يعلن من كربلاء استكمال جميع الخطط المعدة لزيارة محرم

الأصوات "رخيصة الثمن"

بغداد اليوم تتحرى "فلسفة الفقراء" تجاه الانتخابات.. لماذا يصوتون لمن "يكرهونهم"؟- عاجل

سياسة | 23-08-2023, 11:17 |

+A -A

بغداد اليوم - بغداد

في كل انتخابات، تبرز جدلية واضحة في الأوساط الشعبية والحركات المطالبة بالتغيير، وتتمثل هذه الجدلية بعدم إمكانية التوفيق بين اليقين من أن الكتل والاحزاب السياسية الحالية ليست لها مقبولية حقيقية، وبين الواقع الذي يتجدد دائمًا بفوز هذه الكتل والاحزاب السياسية في النهاية.

وغالبًا ما يتم القاء اللوم على الجزء المشارك في الانتخابات من الشعب والذي غالبا لايتعدى الـ40%، لكن الحديث هنا ينقسم بين هل هؤلاء المشاركون هم فعلًا جماهير حقيقية لهذه الاحزاب، أم أن جميعهم من الفقراء الذين يتم شراء اصواتهم بمختلف الطرق، سواء بالترغيب أو التهريب؟

ولايخفى أمر شراء الأصوات عن الاوساط الشعبية والسياسية والاعلامية، ومن هنا، ومع اقتراب انتخابات مجلس المحافظات في كانون الأول المقبل، حاورت "بغداد اليوم" بعضًا من الفقراء والاشخاص الذين ينشغلون بقوت يومهم ولاسيما في محافظة ديالى كنموذج مصغر، للتعرف أكثر على "فلسفة الفقراء" تجاه الانتخابات وآلية اختيار الاشخاص الذين يتم انتخابهم، خصوصا وان شاشات التلفاز والشوارع تغص بالفقراء الذين لاتجدهم الا ويكيلون الغيض والغضب تجاه السياسيين كافة.

وقال عبود حسن -يعمل بائع جوال- في حديث لـ"بغداد اليوم": انه "نعرف بوجود انتخابات فقط عندما تطرق المساعدات أبواب منازلنا ونرى وجوه اغلبها غريبة عنا وتقول "اطلب واتمنى".

وأضاف ان "الفقراء وبسبب العوز لاينظرون الى البرامج والوعود بقدر ما يتحقق من طلبات متواضعة ابرزها محولة كهرباء وتبليط وماء وغيرها".

اما ام احسان -وهي تسكن في منطقة عشوائية في أطراف بعقوبة- قالت: "اننا نخشى من تواثي السياسة لان بعض المرشحين متنفذون ويسير معهم 100 مسلح فيما هناك من يأتي لنا بمركبة اجرة والفارق بينهما كبير".

واضافت ان "ظروف الحياة تدفعنا لانتخاب من يلبي طلباتنا المتواضعة لاننا نؤمن بأن كل الوعود المستقبلية لاتتحقق فالاحزاب هي من تحكم وتنهب في نهاية الامر".

اما علاء خضير -وهو يجمع المواد المستهلكة- قال بأن "أصوات الفقراء رهن  الاقوياء ومن يقول عكس ذلك لايقول الحقيقة"، لافتا الى انه "لم يشارك بالانتخابات السابقة لانه يشعر باليأس من التغيير". مضيفًا ان "من يملك المال والتوثية هو من يفوز في ديالى".

احسان علي مراقب في شؤون الانتخابات أقر بأن "الاحياء الشعبية هي جزء اساسي من تنافس القوى المتنفذة وفيها تظهر قوة المال السياسي الذي ينهمر بكثافة في محاولة لشراء الاصوات وبطرق مختلفة".

واضاف، ان "استغلال موارد الدولة أمر لايختلف عليه اثنان وقوى محددة هي من تبسط الهمينة على الدوائر الحكومية في المحافظة".

من هنا -ووفقًا لمراقبين- يظهر أن فلسفة الفقراء تجاه الانتخابات، هو عدم الثقة بالوعود البعيدة او بامكانية تطبيق البرامج الحكومية، لذلك فهم يحاولون الحصول على الاشياء الآنية والسريعة التي يمكن تحقيقها لتحسين ظروف حياتهم جزئيًا بوقت سريع، ويفضلونها على إمكانية تحسين ظروف حياتهم بشكل كلّي ولكن بوقت طويل وقد يكون غير مضمون، مايعني يمكن تلخيص فلسفة الفقراء تجاه اختيار المرشح وفق آلية "عصفور باليد خيرٌ من عشرة على الشجرة".