آخر الأخبار
تردي الكهرباء مجدداً في العراق مع انخفاض درجات الحرارة.. أين المليارات التي صرفت؟ مقتل 400 مسلح من النصرة بمعارك طاحنة مع القوات السورية في أدلب وحلب الكشف عن اخر تطورات موجة البرودة وهطول الامطار في العراق تفاصيل لقاء السوداني وملك إسبانيا نتنياهو: قد أوافق على وقف إطلاق نار بقطاع غزة وليس إنهاء الحرب

شاهد بالفيديو.. تهديد الجفاف بأجلى صوره.. دجلة تخطه الأرجل بلا هاجس الغرق

محليات | 25-07-2023, 12:40 |

+A -A

بغداد اليوم -  بغداد

في ظاهرة تكررت خلال العامين الماضيين، اظهر مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء (25 تموز 2023)، اجتياز شخص يرتدي زي القوات الامنية قرب الجسر الجمهوري وسط بغداد لنهر دجلة سيراً على الاقدام.

واثار مقطع الفيديو مخاوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تعليقات طالبت الحكومة بإيجاد حلول عاجلة وتجاوز هذه الازمة التي يراها مراقبون نذير خطر يهدد البلاد وثرواته الحيوانية والزراعية، فضلاً عن مخاوف من مساعٍ اقليمية ودولية لتعطيش العراقيين من خلال تسييس ملف المياه من قبل دولتين جارتين للعراق، تركيا وايران.

وتؤثر أزمة المياه في العراق في سبل عيش الملايين من سكانه، مما يؤدي إلى تلاشي الوظائف، والنزوح، والهجرة الجماعية، وعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.

وعرقلت قلّة المياه إنتاج المحاصيل، وأدت إلى إفسادها، وحدّت من وفرة مياه الشرب والغذاء للمواشي، كما أرغمت العديد من الأعمال المرتبطة بالزراعة على الإغلاق.

الحكومة تحذر

وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال مؤتمر العراق للمناخ بمحافظة البصرة، في اذار الماضي، إن أكثر من سبعة ملايين عراقي عانت مناطقهم الجفاف، ونزحوا بمئات الآلاف، لفقدانهم سبل عيشهم المعتمدة على الزراعة والصيد.

السوداني الذي دعا الدول الأطراف في الاتفاقيات الدولية البيئية، لتعزيز بنود التعاون الدولي في الإدارة المشتركة لأحواض الأنهار العابرة للحدود، والحفاظ على حقوق الدول المتشاطئة، حذر من أن الانفراد بالتحكم بالمياه في دول المنبع، يزيد من هشاشة الدول في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، واوضح أن العراق سيدعو لمؤتمر إقليمي يعقد في بغداد قريبا، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك وتبادل الخبرات والبرامج بين دول الإقليم في مواجهة التأثيرات المناخية.

منظمات دولية تؤشر الخطر

فيما كشفت تقارير دولية متخصصة ان العراق سيخسر واردات نهري الفرات ودجلة بالكامل بحلول عام 2040.

 تقرير معد من قبل “المنظمة الدولية للبحوث” تحدث عن “تناقص حاد” بالحصص المائية الواصلة ضمن حوض نهر الفرات التي ستصل الى 32 مليارا و140 مليون متر مكعب في الثانية بحلول عام 2040 مقابل احتياجات العراق التي ستبلغ حينها 23 مليار متر مكعب، منوها بان الواردات النهائية للنهر لن تكفي لتغطية الاحتياجات الكلية لها، الامر الذي يؤدي الى خسارة العراق موارد النهر بالكامل.

اما “منظمة المياه الاوروبية” توقعت جفاف نهر دجلة بالكامل في ذات التاريخ، حيث يفقد النهر سنويا ما يعادل 33 مليار متر مكعب من مياهه، بسبب “السياسة المائية الحالية التي تتبعها تركيا”، بالتالي فأن العراق وفي حال عدم تمكنه من إتمام اتفاقات دولية تضمن حصصه المائية بشكل كامل، فأن العراق مقبل على ما أسماه بـ”كارثة حقيقية ستلحق بملايين الدونمات الزراعية في البلاد، وهو ما يعني تحول العراق لجزء من صحراء البادية الغربية خلال مدة لن تتجاوز الخمسة وثلاثين عاما المقبلة.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" قد حذرت مؤخرا من العواقب الخطرة لتغير المناخ وندرة المياه على الأهوار ومربي الجاموس في جنوب العراق، مؤكدة أن التقارير الميدانية المقلقة لفرقها العاملة في الأهوار إلى جانب وزارة الزراعة العراقية، تشير إلى أن الأهوار تشهد أشد موجة حرارة منذ 40 عاماً، مصحوبة بنقص مفاجئ للمياه في نهر الفرات.

ونشرت "الفاو" أرقاما مخيفة عن أوضاع المياه حيث ذكرت أن منسوب المياه في نهر الفرات بلغ 56 سم فقط، وفي أهوار الجبايش بلغ من صفر إلى 30 سم. وأضافت المنظمة في بيانها أن مستويات الملوحة العالية والتي تجاوزت 6000 جزء في المليون أدت إلى إثارة مخاوف المزارعين، وخاصة عند مربي الجاموس وصيادي الأسماك مشيرةً إلى أن ما يقارب 70 في المئة من الأهوار خالية من المياه.

وكانت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، أشارت في آخر إحاطة لمجلس الأمن الدولي عن أوضاع العراق أن المياه تمثل أهم أزمة مناخية في العراق.

وأضافت بحلول عام 2035 تشير التقديرات إلى أن العراق سيكون لديه القدرة على تلبية 15في المئة فقط من احتياجاته من المياه مؤكدة أن نسبة التلوث في أنهار العراق تبلغ 90 في المئة، كما يعاني 7 ملايين شخص حاليا من انخفاض إمكانية الحصول على المياه. كما حثت بلاسخارت، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها.

وسجّلت المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما يقرب من 20 ألف شخص بسبب ندرة المياه وارتفاع الملوحة وتدني جودة المياه في جميع أنحاء العراق اون الاعداد في ازدياد. وتُشير المنظمة إلى أن سكان الأهوار الذين اعتادوا التنقل دائماً داخل الأراضي الرطبة، ينظرون إلى نزوحهم الحالي على أنه قسري ودائم، حيث لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الأراضي الرطبة للحفاظ على سبل العيش. 

مخاطر بيئية

وتحدث الى "بغداد اليوم"، يوم الاحد الماضي (23 تموز 2023) المختص في الشأن المائي عادل المختار، قائلاً: "هناك مخاطر بيئة حقيقية ستواجه العراق بسبب ازمة الجفاف الكبيرة، التي يشهدها نهري في دجلة والفرات، وهذا الأمر يتطلب تحرك حكومي عاجل، لمنع وقوع كارثة بيئة، خصوصاً مع استمرار نفوق ملايين الأسماك بسبب هذا الجفاف الخطير".

وفي ظاهرة مقلقة بدأت تتكرر في العراق، شهدت بعض الأنهار نفوق الآلاف من الأسماك وتغطيتها لسطح المياه في بعض مدن جنوب العراق من دون معرفة الأسباب. وانتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، لمياه الأنهار في محافظات ميسان والديوانية الجنوبية، وهي مغطاة بآلاف الأسماك النافقة الطافية على سطح الأنهار، ما دفع السلطات العراقية للإعلان عن فتح التحقيق لتحديد أسباب نفوق مئات الأطنان من الأسماك في الأنهار جنوبي البلاد.

واضاف المختار، ان "العراق وصل لمرحلة خطيرة جداً من الجفاف، وقد تصل الأمور الى عدم القدرة على تأمين حتى مياه الشرب خلال الفترة المقبلة، ولهذا يجب ان يكون هناك تصدي حكومي حقيقي لهذه الازمة، فهناك زيادة كبيرة بتلوث هذه الأنهر بسبب ازمة الجفاف".

وكانت حالة الجفاف قد أستفحلت بجميع محافظات البلاد بسبب سوء استعمال المياه في السقي وقلة الواردات المائية لحوضي دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلا من إنخفاض حصصهما بنسب بلغت الثلثين على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، فيما بلغت كمية التراجع المسجلة للاعوام السابقة 55 بالمائة عن معدلها العام، اذ بلغ إجمالي كميات المياه الواردة لأنهر دجلة والفرات والزاب الاعلى والاسفل وديالى والعظيم حتى الان 21 مليارا و400 مليون متر مكعب.  

يشار الى أن حاجة العراق السنوية من المياه تقدر بـ50 مليار متر مكعب، 60 بالمائة منها من نهر دجلة والباقي من نهر الفرات، فضلا عن طاقة خزن فيه للسدود والخزانات والنواظم تقرب من 149 مليار متر مكعب، في حين يتوقع أن تبلغ الاحتياجات المائية له اكثر من 77 مليار متر مكعب مقابل إنخفاض بالواردات لتبلغ أقل من 43 مليار متر مكعب سنويا.