آخر الأخبار
الجنائية المركزية: الإعدام بحق تجار مخدرات ضبطت بحوزتهم 210 كيلو غرام من المواد المخدرة سوريا تشكر العراق على استئناف عمل بعثته الدبلوماسية في دمشق السوداني: بغداد وكل مدن العراق حاضنة للأشقاء العرب أمر بحل الجيش ورفض خطاب التنحي.. ساعات الأسد الأخيرة في دمشق مسلح مجهول يصيب 4 منتسبين لنجدة البصرة قبل أن يلوذ بالفرار

كردستان.. الأزمات تشل الإقليم منذ سنوات والسياحة تنعشه في أيام: لمن حصة الأسد؟

اقتصاد | 2-07-2023, 20:28 |

+A -A

بغداد اليوم _ كردستان 

نجح قطاع السياحة في كردستان أن يفك الخناق قليلا عن الإقليم بعد أن شلته الأزمات السياسية والاقتصادية خلال السنوات العشر الماضية بسبب الخلافات وعدم الاتفاق على الموازنة وملفات النفط والغاز وغيرها بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، مما انعكس سلبا على واقع الإستثمار فيه، وتوسعت على اثره رقعة البطالة فيه.

وتتميز محافظات الإقليم بطبيعة ساحرة ومناظر خلابة، ودرجات حرارة معتدلة، لاسيما في المصايف والمناطق الجبلية مقارنة مع درجات الحرارة العالية في مناطق وسط وجنوب العراق، مما جعلها متنفسا للسياح الذين يقصدون الإقليم بالملايين سنويا، وخاصة في الأعياد والعطل الرسمية.

وخلال عيد الأضحى المبارك، توجه الآلاف من سائحي محافظات وسط وجنوب البلاد إلى الإقليم، لقضاء عطلة العيد فيه، والترويح عن أنفسهم مع عوائلهم.

ومنذ سنوات، تخنق كردستان أزمات اقتصادية ومالية وسياسية متوالية، أدت إلى زيادة مستوى البطالة والفقر فيها، وأثرت على حركة الأسواق، وأصابتها بالركود.

لمن حصة الأسد؟

وبحسب الإحصائيات الرسمية، تجاوزت أعداد السائحين في السليمانية لهذا العيد أكثر من 113 ألف سائح قصدوا المعالم السياحية والترفيهية في المحافظة من المدن العراقية الاخرى، بالإضافة إلى إيران ودول أجنبية خلال 7 أيام من ضمنها أيام عطلة عيد الأضحى.

وجاءت حصة الأسد من أعداد السائحين لمحافظات الوسط والجنوب بنسبة تقدر بنحو 85%، وفقا لأرقام وإحصائيات جمعت من السيطرات القائمة في مداخل المدينة والمطار والمعابر الحدودية.

ونجحت لجان مديرية السياحة في السليمانية في تنفيذ خطتها الخاصة في التعامل مع أعداد السياح الكبيرة التي وفدت إلى المدينة خلال المناسبات. بحسب البيان الذي أشار إلى أن "السياح ورغم كثرة أعدادهم لم يواجهوا مشاكل في توفر الفنادق وأماكن الراحة".


انتعاش الأسواق بعد ركودها

وبالإنتقال إلى أربيل عاصمة الإقليم، حيث أعلنت المحافظة عن نجاح خطتها الأمنية الخاصة بعيد الأضحى، مؤكدة أنها استقبلت أكثر من 145 ألف سائح. وقالت أن "الخطة وُضعت من قبل مديرية السياحة ونُفذت بنجاح من خلال تقديم الخدمات للسياح والارشادات ومتابعة أوضاع السياح في المنتجعات والأماكن السياحية".

أمّا عن محافظة دهوك، يكشف مصدر مسؤول فيها لـ"بغداد اليوم" عن دخول نحو 60 ألف سائح، بينما بلغت أعداد السائحين الوافدين إلى محافظة حلبجة قرابة 70 ألفا، بسحب المصدر نفسه.

واكتضت الأماكن السياحية والمجمعات التجارية والفنادق بالسياح، الأمر، الذي عدّ بمثابة تحريك وانتعاش للأسواق المحلية الراكدة في مدن الإقليم منذ سنوات.

وتؤكد رئيسة هيئة السياحة في كردستان أمل جلال أن هيئتها قدمت هذا العام كل التسهيلات اللازمة لإنجاح عطلة العيد وتوافد الآلاف من السياح. مبينةً في حديثها إلى "بغداد اليوم" أن "هيئة السياحة وبالتنسيق مع الحكومات المحلية في محافظات الإقليم، أعدت خطة لتهيئة كافة المستلزمات ونجاح موسم السياحة، ولم يسجل العيد أي مشاكل أو حوادث معينة".

وتقول أن "الخطة التي لدينا هي رفع مستوى الأعداد التي تدخل إلى الإقليم". واصفة أعداد الوافدين الذين دخلوا كردستان بـ"الكبير" مقارنة مع الأعياد السابقة "يعود السبب في ذلك إلى حسن التعامل الأمني في السيطرات مع السياح، وتحسين مستوى الخدمات، من الفنادق والمطاعم وغيرها".

وبشأن الاستغلال في فترة العيد من قبل أصحاب الفنادق والمطاعم والمراكز التجارية، تؤكد جلال بأن هيئة السياحة ستكون "لها إجراءات رادعة بحق كل من استغل السياح، ولدينا مؤشرات، سنتعامل معها في الأيام المقبلة".


السياحة تقابل النفط والغاز

بدوره، يدعو أستاذ الاقتصاد في جامعة السليمانية الدكتور خالد حيدر  حكومة الإقليم إلى أن  تولي ملف السياحة اهتماما كبيرا، كما هو الحال مع ملف النفط والغاز. موضحا في حديثه لـ"بغداد اليوم" أن "السياحة يمكن أن تدر أموالا وإيرادات طائلة، وتنعش الحركة الاقتصادية في الإقليم، وذلك من خلال فتح باب الاستثمار، وتطوير الأماكن السياحية والمصايف، وزيادة مستوى الاهتمام الإعلامي بالمناطق السياحية، لجذب السياح".

ويضيف قائلا: أن "الإيرادات المتحققة من السياحة يمكن أن تضيف مبالغ لا تقل عن 5 مليارات دولار سنويا، وهو مبلغ كبير، يمكن أن ينعش الحركة الاقتصادية، ويحد من معدلات البطالة المرتفعة".

وخلال السنوات الأخيرة زادت أعداد السياح الذين يقصدون مدن كردستان، لاسيما مع التسهيلات الأمنية التي يقدمها الإقليم، حيث بدأت السيطرات الخارجية ومداخل المدن تنشر أعدادا كبيرة من عناصرها، لمنع تأخر السواح في السيطرات، كما تقوم بتوفير الماء والعصائر لهم، مع دليل للأماكن السياحية.