"خيانة وتصرفات كقرارات صدام".. أربيل تفقد "بيضة القبان" والخلافات تهدد بشطر الإقليم
سياسة | 27-06-2023, 19:57 |
بغداد اليوم _ كردستان
بعد عام 2003، وسقوط نظام صدام حسين، ظلت أربيل وعلى مدار سنوات تعرف بأنها "نقطة الحل وبيضة القبان" لإنهاء المشاكل العالقة بين الكتل السياسية السنية والشيعية.
ولم تتشكل حكومة، إلا وكان لأربيل والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني دوراً رئيسياً فيها.
لكن الدور الكردي، وتحديدا دور أربيل قد تراجع، مع اتساع حدة الخلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسين، الديمقراطي الكردستاني أكبر الأحزاب الكردية، والاتحاد الوطني، الحزب الحاكم في السليمانية وثاني أكبر الأحزاب في الاقليم.
ومؤخراً تبادل الحزبان، سيلاً من الاتهامات، وصلت لحال وصف الديمقراطي وتلميحه للاتحاد الوطني، بأنه "يخون" القضية الكردية، ويحاول إضعاف كيان إقليم كردستان الدستوري.
في المقابل فأن، معلومات تحدثت عن حراك سياسي لإنشاء إقليم في محافظتي السليمانية وحلبجة يكون بمعزل عن أربيل ودهوك، نتيجة الاتهامات التي توجه للديمقراطي وحكومة الإقليم برئاسة مسرور بارزاني بأنها تتعامل بانتقائية مع السليمانية، ولاتصرف لها المستحقات المالية، وتهملها بالمشاريع.
وهنا السؤال الأبرز، هل باتت أربيل ضعيفة إلى الحد، الذي بدأت فيه بغداد هي الحاضن والجامع لمشاكل القوى الكردية، ولم يعد الخلاف الكردستاني شأننا داخلياً؟.
"لايمكن التضحيات بمكتسبات الكرد"
ويؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني إدريس شعبان أن، أحزاباً عراقية عديدة حاولت إضعاف إقليم كردستان وإنهاء وجوده عبر قرارات تعسفية شبيها بالقرارات التي كان يتخذها صدام بحق الكرد.
وقال لـ(بغداد اليوم)، أن :"إقليم كردستان هو كيان دستوري، وتأسس بعد تضحيات جسيمة، ولايمكن التضحية بتلك المكتسبات مهما كلف الأمر".
وأوضح أن "هذه الأحزاب تتلقى المساعدة والدعم من قوى كردية متهمة بالخيانة، هدفها ضياع مكتسبات الإقليم، لغايات رخيصة ودنيئة" على حد تعبيره.
"تحسين اقتصاد الإقليم ليس إضعافاً للكرد"
لكن النائب السابق عن الاتحاد الوطني الكردستاني حسن آلي يرى بأن، الدفاع عن حقوق المواطنين ومكتسباتهم ورواتبهم، هو ليس إضعافا لإقليم كردستان، بقدر ما هو تقويه لجوانب مهمة في الإقليم.
ولفت في حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن :"الإقليم ومنذ عام 2015، تعرض لأزمة اقتصادية كبيرة، أثرت على معظم جوانب الحياة، وبالتالي فأن الاتحاد الوطني ومن خلال قانون الموازنة، حاول حل هذه الأزمة، من خلال إرسال المستحقات المالية من قبل بغداد وصرف الرواتب كاملة وبمواعيد ثابتة".
وأشار إلى أن "إقليم كردستان، كيان دستوري، ونحن في الاتحاد الوطني قدنا تضحيات كبيرة في سبيل إقامة هذا الكيان، ولن نتخلى عنه إطلاقاً".
ويحمل السياسي الكردي ريبوار محمد أمين، الأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان، مسؤولية ضعف دور أربيل والإقليم بشكل عام.
ويضيف في حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن "هذه الأحزاب هي التي أضعفت دور أربيل، نتيجة الخلاف على مصالحها وأمتيازتها، وكل طرف يحاول الاستنفار بأكبر قدر من الامتيازات".
ولفت إلى أن "هناك جهات في بغداد، استفادت من الخلاف الكردي، وبدأت تحاول إثارة هذه المشاكل، لآن تجربة الإقليم الآمن والمستقر كانت تشكل خطراً على من يدير السلطة في بغداد، وتضعهم بحرج أمام الشعب العراقي".
ويوم أمس عقد الحزب الديمقراطي الكردستاني اجتماعاً مع الاتحاد الوطني، بعد قطيعة استمرت لأشهر، نتيجة توتر الأوضاع، على خلفية تفعيل مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان، وأيضاً التعديلات التي أجرتها اللجنة المالية في البرلمان العراقي على حصة كردستان في الموازنة المالية.
وأكد مسؤول قسم العلاقات العامة في الحزب الديمقراطي جعفر إيمينكي، أمس، أن الفجوة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني أضرت بإقليم كردستان، مشيراً إلى أن اجتماع (أمس) بين الحزبين كان مهماً جداً.
وقال جعفر إيمينكي، "اجتماعات الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ستتواصل، والتنسيق بينهما على المستوى العراقي كذلك ضروري للغاية، كما أن التفاهم والاتفاق بين الأطراف السياسية في الإقليم مهم جداً".
وأضاف أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني بذل كل جهوده للحيلولة دون حدوث الإنقسام في إقليم كردستان"، مشدداً على أن "الفجوة بين الحزبين الرئيسيين أضرت بإقليم كردستان، ومن المهم إعادة الاعتبار للشراكة بين الطرفين".
وأشار إلى أنه "كانت لدينا تجربة ناجحة في التنسيق والشراكة بين القوى السياسية"، مبيناً "أننا قطعنا خطوات جيدة من المحادثات مع الاتحاد الوطني الكردستاني ونتطلع للتوصل إلى اتفاق بشأن إجراء الانتخابات النيابية" في إقليم كردستان.