آخر الأخبار
السوداني يستقبل وفد شركة "جنرال داينامكس" الأمريكية مصر تتهم دولاً مجاورة بالتسبب في أزمتها الاقتصادية هل يزور السوداني طهران بعد عودته من واشنطن؟ المنتخب الأولمبي يخسر أمام نظيره التايلاندي وزارة التربية تُعلن خطة الاجازات الدراسية

وثائق تكشف خطة أميركية- بريطانية لاحتواء الصين قبل صعودها عالمياً

عربي ودولي | 19-05-2023, 11:19 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

كشفت وثائق بريطانية، أُفرج عنها أخيرا، أنه قبل أكثر من عشرين عاما، توقعت الإدارتان السلوك السياسي والاقتصادي والعسكري الذي تسلكه الصين الآن.

وفي شباط 2001، كان بلير أول زعيم أجنبي، على الإطلاق، يزور واشنطن بعد تولى بوش الابن الرئاسة.

ويكشف محضر مباحثات الزعيمين أن الصين كانت حينها "واحدة من مصادر قلق يشغل بوش".

ويشير سكرتير بلير الشخصي جون سويرس الذي كتب النسخة البريطانية لمحضر المباحثات، إلى أن بوش لخص رؤيته للصين على النحو التالي: "ستكون الصين قوة عالمية رئيسية في خلال 50 عاما، وصاحبة أحد اقتصادات العالم الكبرى. غير أن نوع هذه القوة لم يتضح بعد".

وقال سويرس إن بوش راهن على دور محتمل للهنود، فعبر عن اعتقاده بأنه "سيكون للهند دور متزايد وخاصة في تحقيق توازن القوة مع الصين"، التي أبدى بوش "إعجابا عظيما بشعبها وبصبرهم".

وتطرقت المباحثات إلى دور تايوان، التي تتمتع بتأييد قوي من الولايات المتحدة، في نزاع توقعه الزعيمان مع الصين.

فتنبأ بوش بأن إعادة توحيد الصين وتايوان قادم لا محالة. وعبر عن اعتقاده بأنهما "سوف تتحدان مرة أخرى في الوقت الملائم، وبالدرجة الأولى عبر قوة رأس المال".

لم يمر سوى شهرين، وتفجرت أول أزمة بين واشنطن وبكين، قالت الوثائق إن بلير كان هو ناصح بوش وملجأه الوحيد للتعامل مع الصينيين لتسويتها.

ففي الأول من نيسان عام 2001، وقع "حادث جزيرة هاينان". كانت طائرة استطلاع استخباراتية تابعة للبحرية الأمريكية تحلق في المنطقة الاقتصادية الصينية في بحر الصين الجنوبي. اعترضتها طائرتان مقاتلان صينيتان. وقتل طيار صيني واحتجزت الصين طاقم الطائرة الأمريكية وحطامها.

استعرت حرب إعلامية بين البلدين. اعتبر الصينيون أن الأمريكيين خرقوا مجالهم الجوي بهدف التجسس. وأصر الأمريكيون على أنهم مارسوا حقهم في التحليق في أجواء دولية.

كان همُ بوش الأول هو تسوية الأزمة واستعادة الطيارين والفنيين الأمريكيين، المحتجزين لدى الصين، قبل حلول عيد الفصح وعودة الكونغرس للانعقاد بعده.

بعد تسعة أيام من الحادث، اتصل بوش ببلير طالبا "نصيحته" بشأن التعامل مع الحادث، وفق ما جاء في محضر المكالمة، التي عبر فيها الرئيس الأمريكي عن"امتنانه لعمل المملكة المتحدة من وراء الستار لإقناع الصينيين باتخاذ إجراء ما".

واستنجد بوش ببلير سائلا ما إذا "كان هناك أي شيء إضافي يمكن أن نفكر( البريطانيون) فيه للمساعدة؟"، وأكد أنه "لا يمكن أن تعتذر الولايات المتحدة عن التحليق في المجال الجوي الدولي".

رد رئيس الوزراء مشددا على أنه "يتفهم الموقف الأمريكي، وأنه ليس من المعقول أن يطلب الصينيون اعتذارا".

وانتهت المكالمة بإبداء بلير تفهمه إلى "الحاجة إلى تسوية القضية قبل عودة الكونغرس، ووعد بأن يفكر فيما يمكن أن تفعله المملكة المتحدة أكثر مما تفعل، ثم يعاود الاتصال ببوش".

وتقول وثائق مكتب رئاسة الوزراء إن بلير أجرى نقاشات لساعات قليلة مع المستشارين والخبراء المختصين بالشأن الصيني والآسيوي في إدارته.

من جانبها أفرجت الصين عن طاقم طائرة التجسس الأمريكية، الذي عاد إلى بلاده يوم 12 أبريل/نيسان عام 2001، بعد وساطة بلير.

وأضاف بوش أن الولايات المتحدة قالت بالفعل مرتين إنها "آسفة للغاية". ولم تقبل القيادة الصينية هذا الأسف وأصرت على اعتذار واضح، ما يعني اعترافها بأنها ارتكبت خطأ في حق الصين.

وأقرت الاستراتيجية البريطانية بتفهمها لموقف الصين من تايوان التي تعتبرها مقاطعة صينية يجب أن تتوحد مرة أخرى، يوما ما، مع بر الصين الرئيسي.

ولخصت الموقف البريطانيا على النحو التالي: "في عام 1972، قررنا أننا "ندرك" هذا الموقف الصيني، هذا لا يعني أننا نقبله لكننا في الوقت نفسه لا نعترف بتايوان دولة مستقلة. ولو أثار الصينيون هذا الموضوع، يجب أن نشجعهم على الانخراط في حوار سلمي مع تايوان، ونعيد التأكيد، لو دعت الضرورة، على معارضتنا القوية لاستخدام القوة".

المصدر: بي بي سي عربي