آخر الأخبار
بعد عام على انهيار صفقته.. ما أهمية عقد المنصورية الغازي الذي وقع اليوم؟ أكثر من 900 تربوي يحصل على "مستحقات" صندوق التربية تغييرات في شمال ووسط البلاد.. ملخّص طقس العراق غدًا الثلاثاء - عاجل الإعلان عن موعد ومكان تشييع جثمان إبراهيم رئيسي الخارجية الأمريكية: لم نستطع تقديم المساعدة لإيران

شارع المتنبي.. آيقونة رمضانية وجوهرة بغداد القديمة

محليات | 19-04-2023, 19:54 |

+A -A

بغداد اليوم- بغداد

تحول شارع المتنبي ومبنى القشلة التراثي إلى متنفس لأهالي بغداد في ليالي رمضان المبارك، بينما تضيق بهم الأماكن العامة بعد انحسارها بسبب الإهمال أو الاستيلاء عليها من جماعات مسلحة وتحويلها إلى عقارات سكنية.

انطلق مهرجان ليالي القشلة الرمضاني منذ بداية الشهر الفضيل، وشهد فعاليات فنية وثقافية، إضافة إلى بازار للأعمال اليدوية ومعرض للكتاب، بدعم من صندوق "تمكين" الذي يشرف عليه البنك المركزي ورابطة المصارف الخاصة، واستقطب آلاف المواطنين حتى الآن.

احتشد البغداديون في المهرجان حول فرقة "روح القدس" الفلسطينية التي أنشدت للقضية العادلة، وأعلنوا تعاضدهم مع الشعب الفلسطيني، ورقصوا الدبكة مع أغنية "أنا دمي فلسطيني".

فعاليات تراثية

وقالت مسؤولة المهرجان أروى الراوي "هدفنا تقديم فعاليات تراثية عراقية، مع تنظيم ندوات ثقافية وفنية، لتثقيف الجمهور بأهمية التعايش وحماية المجتمع من الأخطار التي تحيط به، والاحتفاء بالمنجزات والإسهامات التي يقدمها المبدعون".

وكان مبنى القشلة مقر الوالي في زمن الدولة العثمانية، وفيه نُصّب فيصل الأول ملكًا على العراق، وكانت فيه مقارّ لوزارات، وكان مسرحا للاحتجاجات الشعبية في منطقة بغداد القديمة.

كما أن "ثورة العشرين" ضد الاحتلال الإنجليزي في 1920 انطلقت على بعد أمتار من شارع المتنبي ومبنى القشلة، في جامع الحيدر خانة بشارع الرشيد.

وأشارت الراوي إلى أن مبادرة صندوق "تمكين" بإعادة تأهيل المرافق السياحية التراثية وتهيئتها لتكون مرافق ترفيه للجمهور، لا سيما العائلات، هي بداية لتعريف الناس بالسياحة الثقافية العراقية، والسعي إلى تعزيز الوعي العام بمسؤولية الحفاظ على المباني التاريخية والحد من تخريبها.

وإثر تأهيل شارع المتنبي ومبنى القشلة، دبّت الحياة في جزء من منطقة بغداد القديمة التي تحتوي على إرث كبير، يبدأ منذ تأسيسها على يد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وصولًا إلى تأسيس الدولة العراقية الحديثة.

غير أن علامات الحزن والخراب ما زالت واضحة على بعض معالمها، جراء تضرر الأبنية بعد 2003، بالإضافة إلى عدم صيانتها من جانب مؤسسات الدولة.

نمو الدخل

استثمر الشباب العراقيون وجود العائلات في شارع المتنبي مساءً، بعدما كان يُغلق في الساعة الثانية ظهرًا، وأنشؤوا مشاريعهم الخاصة، مثل التصوير والرسم وبيع المأكولات، فضلًا عن زيادة أعداد بسطات الكتب والمكتبات.

وقال محمد الخشالي صاحب مقهى الشابندر الذي يُعد من أبرز المقاهي الشعبية في بغداد "كنا نغلق أبواب المقهى في النهار، أما الآن فتبقى مفتوحة حتى الفجر"، مشيرًا إلى أن "تهافت الناس على القشلة وشارع المتنبي بعد تأهيله وإضاءته يُشعرك بالأمن والارتياح، لأن الناس يحيطون بك حتى الصباح".

وأضاف الخشالي أنه لاحظ أن الأوضاع الاقتصادية للعاملين في الشارع تحسّنت، إذ عمدوا إلى تشغيل مزيد من العمال، داعيًا الدولة إلى الاهتمام بالمناطق التراثية، لأنها تسهم في جلب العملة الأجنبية إلى البلاد.

ومن المنتظر أن تنطلق أعمال المرحلة الثانية من تأهيل الشوارع المحاذية لشارع المتنبي والقشلة، وهما السراي وحسن باشا، وصولًا إلى "الميدان"، وبعدئذ شارع الرشيد وساحة الرصافي، بدعم من صندوق "تمكين".

وقال المدير التنفيذي لرابطة المصارف الخاصة العراقية علي طارق -للجزيرة نت- إن صندوق "تمكين" سيبدأ العمل بالتنسيق مع أمانة بغداد والجهات المساندة الأخرى على إنشاء مشروع "داون تاون بغداد" الذي سيركّز على إعادة إحياء المركز التاريخي للعاصمة.

إظهار المعالم

وقال إن الأعمال التي ستنطلق تتركّز من شارع السراي، وصولًا إلى ساحة الميدان، مرورًا بالقشلة والإعدادية المركزية، مشيرًا إلى أن قوانين حماية التراث وضوابط منظمة "اليونسكو" ستكون موضع مراعاة، وستشرف على الأعمال الجهات المعنية مثل وزارة الثقافة.

وتابع "هدفنا إظهار معالم بغداد الحقيقية والتعامل مع الأبنية بحذر شديد، لأنها تمثل إرثا تاريخيا مهما، مع إزالة التشوّهات البصرية من خلال تطوير البنى التحتية للكهرباء والمياه ومياه الصرف الصحي وغيرها".