آخر الأخبار
أول ظهور للصدر بعد قرار الاعتزال عن الناس (صورة) انعكاسات سقوط الأسد على لبنان وفلسطين.. مزيد من التفرقة في "أرض الفتنة" الخصبة السعودية تفوز بتنظيم بطولة كأس العالم 2034 حدث تاريخي بالبصرة.. أكثر من 140 سفيرًا بالمحافظة للاطلاع على واقعها - عاجل إلغاء حظر التجوال في دمشق

تقرير امريكي: المرجعية في العراق نموذج وطني نادر و"فاتيكان الشيعة"

+A -A

بغداد اليوم - ترجمة 

أشادت منظمة مجلس الاطلنطي الامريكية المعنية بالتحليلات اليوم الاحد، بالمرجعية الدينية الشيعية في العراق والدور الذي تلعبه في "تحسين أوضاع البلاد" من خلال المشاريع التي تقوم بها وتطور مؤسساتها نحو صيغة قالت انها تمثل نموذجا "نادرا" في المنطقة الشرق أوسطية. 

وأوضحت المنظمة بحسب تقريرها الذي ترجمته (بغداد اليوم)، ان المرجعية الدينية الشيعية هي من بين المؤسسات النادرة التي شُكلت بشكل وطني بعيدا عن التاثيرات الغربية او التدخلات مع تأسيس دول العراق الحديثة".

وأضافت "المرجعية الدينية نجحت أيضا في السيطرة على الجانب الثقافي في العراق بشكل كبير، الامر الذي سمح لها بالتوسع بالمراقد والعتبات الدينية التي تعود بالعائدات للبلاد وللمؤسسة ذاتها". 

المرجعية الدينية وخلال توسعها الثقافي في العراق "وجدت نفسها مسؤولة ليس فقط عن الزائرين وممارسي الحج، بل عن المناطق التي تتواجد فيها تلك المراقد والعتبات الدينية وتمر خلالها مسيرات الزائرين، الامر الذي جعلها تتجه نحو توفير خدمات في تلك المناطق، حولت من شكلها ونقلتها من مرحلة الى أخرى مثل ما يمكن ان يظهر واضحا في النجف، كربلاء، وسامراء والكاظمية" وفقاً للتقرير.

وأشار الى حملات الاعمار التي باتت المرجعية تنفذها ضمن مشاريع العتبات وحصولها على موارد كبيرة من عائداتها ضمنت للمؤسسة بحسب المنظمة الامريكية ان تتحول الى "فاتيكان الشيعة" في إشارة الى دولة الفاتيكان في إيطاليا والتي تملك اقتصادا ونظاما خاصا بها. 

المنظمة الامريكية أشادت أيضا بالتوسع الكبير الذي حققته المرجعية في المجال الثقافي العام بالإضافة الى الديني من خلال بناء المتاحف، المكتبات ورعاية المبادرات الثقافية التي اقترنت بعمليات الاعمار التي تنفذها داخل المناطق بــ "إلتزام وتفاني عاليين يندر رؤيتهما في القطاعات الحكومية داخل البلاد". 

التحليل اكد أيضا ان المرجعية الدينية حققت "نجاحا كبيرا وبدرجات نادرة في العراق بما يتعلق بالتنظيم العالي والتفاني الكبير والانضباط الذي تمكنت من تحقيقه في بلاد ما تزال حتى اليوم خاضعة لنظام المحاصصة وتعاني من مشكلة فساد متفشية داخل مؤسساتها الرسمية"، بحسب وصفها، متابعة "هذا النجاح العالي في تنظيم واستخدام الموارد يمثل الان نموذجا شيعيا للإرث الثقافي يحتذى به". 

الاطلنطي قال أيضا ان المرجعية الدينية وخلال السنوات القليلة الماضية، لم تنجح فقط في إقامة نموذج للانضباط في بلد يعاني من الفساد وتطوير البنى التحتية للبلاد عبر استثمارها مواردها بشكل مباشر نحو تطوير ارثها الثقافي، بل تمكنت أيضا من "الحفاظ على استقلالها"، موضحة "منذ عام 2003 وحتى اليوم كل التحركات الامريكية في العراق قادت شكل او باخر الى تفكيك السلطة ومنح القوة لعناصر غير تابعة للدولة، الامر الذي ترك مؤسساتها تحت سيطرة الأحزاب السياسية ومضاربتها بمصالحها".

المنظمة الامريكية طالبت أيضا العالم وواشنطن والجهات المرتبطة بالملف العراقي بــ" التواصل والتعاون مع المرجعية الدينية الشيعية" بهدف استثمار التاثير الإيجابي "طويل المدى" الذي تقدمه المرجعية الدينية وكي لا يتم "تجاهل" من تحقق حتى الان من خلالها في بلاد تملك مقدرات سياحية وارث ثقافي هائل يتم تجاهل قيمته بسبب خضوع الوزارات المعنية باداراته للمحاصصة السياسية والذي ترك تلك القطاعات تعاني من ضعف الدعم، بحسب قولها، مختتمة بالتأكيد على ان المرجعية وما تقوم به الان قد يؤدي الى خلق عراق جديد تحييه المؤسسات الدينية ويمثل نوعا جديدا من الهوية الوطنية ستؤدي الى قيام "فاتيكان للشيعة".